المحرر السياسي لـ " الحق نت " : لماذا أصر هادي على تشكيل الحكومة بتلك الطريقة الشوهاء ؟!
إصرار هادي على ترقيع التشكيل الحكومي الجديد الذي كان من المفترض ان يكون وفاقيا ومؤسسا لروح الشراكة الوطنية ، ﻻ يخفي سوء نواياه في استمرار اﻷزمة السياسية القائمة ، بما لها من تبعات كارثية على اﻷمن والاستقرار والاحوال المعيشية للمواطنين وغيرها من استحقاقات المرحلة التي حملها اتفاق السلم والشراكة .
هادي اعلن عن التشكيلة الحكومية قبل ساعات من صدور قرار مجلس اﻷمن بفرض عقوبات على اثنين من قيادات انصار الله والرئيس السابق علي عبدالله صالح في سابقة خطيرة لمزيد من التدخلات اﻷجنبية في شؤون اليمن ، سوف تعمل على تصعيد مفاعيل اﻷزمة السياسية في اليمن .
وبلا ريب فإن أنصار الله كمكون وطني ومحرك أساسي للتغيير في الحاضر والمستقبل هم الطرف المستهدف بهذا القرار العقابي الامريكي السعودي البريطاني ، وفي هذا التوقيت الذي يخوضون فيه حرب تحرير اليمن من قوى الارهاب والقتل والاجرام التي تنفذ أجندات ومخططات تلك القوى الاقليمية واﻷجنبية التي تبنت قرار ما سمي بمجلس اﻷمن .
لقد كان ملحوظا ذلك التصعيد والاستهداف السياسي والاعلامي ضد أنصار الله داخليا وخارجيا - خليجيا بالذات - الذي اعقب ثورة 21سبتمبر واتهامهم بالتحالف مع علي صالح في دخول المناطق والعاصمة صنعاء وغيرها ، وهي المزاعم التي لم تثبت ولا يوجد ما يبررها في الواقع بل إن العكس هو الصحيح .
وتشير كل التحليلات والمعلومات الى أن صدور قرار مجلس اﻷمن باستهداف أنصار الله جاء بطلب من هادي الى الامريكيين وبضغط سعودي بريطاني لاستهداف أنصار الله ونهج الثورة الشعبية ، كما ان تشكيل الحكومة بتلك الكيفية الانقلابية على ثورة 21 فبراير جاءت لتلبي رغبة هادي والسعوديين والامريكيين في فرض سياسة اﻷمر الواقع ، ووضع أنصار الله وقوى الثورة أمام خيارين : القبول بالحكومة وبالتالي التخلي عن مضامين اتفاق السلم والشراكة ، أو مواجهة العقوبات والضغوط الداخلية والخارجية .
انها ليست المرة الأولى التي ينكث فيها هادي بالتزاماته الدستورية والاتفاقات الموقعه مع القوى السياسية نزولا عند الاملاءات الخارجية ورضوخا لقوى الفساد في الداخل ، فقد التف هادي من قبل على المبادرة الخليجية وامتنع عن تشكيل لجنة لتفسير نصوصها ونصوص الملحق التنفيذي المزمن ، وامتنع عن تنفيذ النقاط الاحدى عشر الخاصة بالقضية الجنوبية والنقاط العشرين التي تضمنت بعض الحلول والمعالجات اﻷولية لقضية صعدة ، والالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وليس آخرها الاتفاق الموقع مع القوى السياسية قبل ايام لتشكيل الحكومة بشروط الاهلية والنزاهة التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة .
لقد اراد هادي والقوى الداعمه له تمامأ افراغ إنجازات ثورة 21 سبتمبر من محتواها ، وضرب مصداقية تيار أنصار الله امام الشعب ، وتقديم نفسه للامريكان والسعوديين كحارس أمين لتنفيذ مشاريعهم المشبوهه وأجنداتهم ، وفي هذا السياق يأتي استهداف صالح في قرار مجلس الأمن ليلبي رغبة دفينة لدى هادي هي التفرد بالبقاء في السلطة وإبعاد صالح وغيره عن احتمال أن يكونوا بديلا محتملا لهادي لدى السعوديين والامريكان ، بغض النظر عن موقف الشعب واكتساب الشرعية منه ، فهذه الشرعية ﻻ يعول عليها هادي مثله مثل صالح معلمه واستاذه لعقود من الزمن .
إن لجوء هادي لفرض سياسة الامر الواقع عبر الإصرار على تمرير التشكيلة الحكومية بتلك الكيفية والمواصفات يعني أن هادي ماض في سياسته العدمية الفاشلة التي لن تفضي الى ترجيح حساباته المتعلقة بالتمديد له في الحكم ، أو باختطاف الجنوب كورقة يحتكرها أو يساوم بها القوى الوطنية والثورية لإن فشل هادي مشهود في إدارة كل الملفات واﻷزمات طيلة سنوات حكمه الكابوسية ، كما ان وهم اعتماده على الدعم الخارجي في مواجهة الشعب وثورته المستمرة مآله الفشل ، فهادي اليوم بدون أية شرعية حتى من حزبه المؤتمر الشعبي الذي اعلن تخليه عنه ؛ كما ان الوعي الشعبي والوطني اليوم بالتحديات وطبيعتها هو أكبر من أي وقت مضى .
ونستطيع القول بان تساقط رموزالمفسدين وتجار الحروب والأزمات وأوكار الارهاب والعمالة في طول اليمن وعرضها بفضل الله تعالى وبجهود وتضحيات ابناء الشعب واللجان الشعبية قد عزز من مناعة وصلابة الجبهه الداخلية لليمن وسوف يعزز ذلك من فرص استكمال التغيير وبناء دولة الشراكة الوطنية والقرار الوطني المستقل .. وفي أقرب وقت بإذن الله تعالى وعونه وتأييده .
- قرأت 404 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ