أنصار الله من الاستضعاف إلى بداية التمكين
كان واضحاً منذ سنوات طويلة مراحل الحرمان والاستضعاف الممنهج ضد أنصار الله عبر مراحله بكل التسميات التنظيمية لعدة أسباب ليس هنا مجالها ... حروب مازالت آثارها باقية وجراحها لم تندمل بعد وشتات على الخارطة اليمنية بحثاً عن المأوى ... سجون قضبانها وسياطها محفورة في الذاكرة ... مواطنة من الصعب تحديد درجة لها ... تكميم الأفواه ، وقتل الطفولة وتدمير كل مكونات الحياة ، ظلم بلا حدود ، وعدمية الناصر ولو على المستوى الإعلامي ... الحديثُ صعباً حول مرحلة الاستضعاف وذو أشجان ، ألف حكاية وحكاية قد يعجز الكُتاب بكل أصنافهم كاتب التاريخ ، و كاتب الرواية والمسرحية والسينما أن يُترجم معاناة لم يحدث مثيلاً لها في التاريخ منذُ أصحاب الأخدود مروراً بكل جرائم الطغاة بحق البشرية إلى يومنا هذا . لقد كان بريق الأمل والخروج على كابوس وقدر الاستضعاف يظهر لكل المستضعفين من حربٍ إلى حرب ومن سجنٍ إلى سجن ، كل مرحلة تحمل بشائر النصر ودلالات ومعاني يفهمها أهلها وصانعوها وذوي الألباب وأصحاب الحكمة . بعد الحرب السادسة فهم الصديق والخصم القريب والبعيد بأن أنصار الله أصبحوا رقماً صعباً في معادلة اليمن وشبه الجزيرة العربية وسيكون لهم شأن وسيكون لهم دور في رسم السياسات ومعالم الحياة ، وتم مراجعة الحسابات في التعاطي مع هذه الجماعة ، وكان لهم دور فعّال في ثورة الربيع العربي التي بدأت رياحها من تونس وصولاً الى اليمن في فبراير 2011م كان أنصار الله من السباقين إلى ميادينها في أغلب الساحات الثورية وكانت بمثابة مرحلة ومنعطف خاص في العقلية والتكوين والبنية السياسية لأنصار الله بالرغم أن الحرمان مازال يلاحقهم كقدرٍ يرفض أن يتزحزح في عموم الساحات الثورية وفي أدنى الحقوق ... وكانت هناك محطات في المرحلة الثورية كالمبادرة الخليجية والحوار الوطني وما بعد الحوار الوطني ... وأثناء الثورة الشعبية التي استمرت من 2011م ـ 2014م صاحبهم حروب مفتعلة من قبل خصومهم في المناطق التي يسيطرون عليها ففي صعدة (دماج ، وكتاف والقطعة )وفي حجة (كشر وعاهم وغيرها من البؤر ) والجوف وعمران .. الخ وبدأت مرحلة التمكين التي لم تؤتي ثمارها بعد من بعد سقوط الفرقة وأخواتها المجاورة كجامعة الإيمان وغيرها من أوكار داعش الإسلاموية التفخيخية ... وكذلك الضربات الموجعة للقاعدة في محافظة البيضاء أقوى معقل لهم في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وكذلك ملاحقتهم في محافظة إب والسيطرة السريعة على محافظة الحديدة وذمار وبقية المحافظات الشمالية والوصول إلى مناطق التماس للمحافظات الجنوبية مع كل هذه الإنجازات للجان الشعبية بقيادة "أنصارالله " التي يحققونها على الأرض ويرسمون معالمها على الخارطة اليمنية بمنتهي التدقيق والتفنن والتنظيف ، كان هناك انجازات لأنصار الله وانتصارات كبيرة على عدة مستويات اعلامية وسياسية فعلى المستوى السياسي "كاتفاق السلم والشراكة" " ومؤتمر حكماء اليمن " ... وتعاطي أنصار الله مع الواقع اليمني تعاطي راقي " مشاركة لا مغالبة ". التزام "أنصارالله" في 21 سبتمبر 2014م عشية إسقاط العجوز الأحمر وعدم السيطرة على مراكز السيادة الوطنية و عدم تشكيل حكومة جديدة كان من حقهم تشكيلها بعد دك أوكار الفساد ، لذلك شجع هذا التصرف والالتزام أحزاباً وتيارات وشخصيات عامة وسطية وليبرالية ويسارية على التعاون معهم ، ومع لجانهم الشعبية ومجلسهم السياسي ... لذى "أنصار الله" بدأت مرحلة التمكين لهم وهكذا يبدوا المعلم الرئيسي الأول في معطيات الواقع اليمني الراهن وهو بدء انتقال " أنصار الله" من مرحلة الاستضعاف إلى وضع التمكين عبر السيطرة على الأرض قبل الإنفراد أو المشاركة الأساسية في السلطتين التنفيذية والتشريعية
- قرأت 255 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ