(أنصــــار اللــــه) الوطنية والثورية بين المذهب والعنصر

عاب ولا زال بعض الصحفيين من لابسي الثوب الماركسي على قوى (أنصار الله) الثورية، أن عدداً من زعمائها ينتمون أولاً إلى المذهب الزيدي، ثم إلى (آل البيت)، أي من نسل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا في نظر بعض الكَتَبَة العنصريين وأصحاب الخلفيات المذهبية المتخلفة لا يصلحون لقيادة الثورات وتحرير الأوطان من الهيمنة الاستعمارية - الرجعية، وتزعم انتفاضات الجماهير الكادحة ضد الطغاة والفاسدين والمستغِلين (بكسر الغين). هنا نجد أنفسنا أمام مقولات لا تمت إلى المادية التاريخية أو الجدلية بصلة وطرح تحريفي ما أنزل (كارل ماركس) به من سلطان، فإنه بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من الزيود و (الهاشميين) هم من الكادحين أو الفئات متوسطة الحال، فإن القيادات الوطنية والثورية منهم، بانخراطها في العمل الجماهيري الثوري تعبر عن موقف ثوري وطني وطبقي وليس مذهبياً أو عنصرياً، بل إن ثورتها على الطغاة والفساد هو أكثر مصداقية وقوة كونها من (آل البيت) الذين عرفوا عبر التاريخ بمناصرة المستضعفين والثورة على الطغاة والاستغلال والفساد.
ثم إننا نتساءل: منذ متى كان ما يقرر مدى ثورية وعدالة الإنسان هو المذهب أو النسب وليس علاقات الإنتاج؟!.
وأياً كان الغموض الذي لا يزال يلف أفكار بعض الصحفيين والكتاب والكَتَبَة عن مفهوم (الشعب اليمني) الذي يدعون الدفاع عن مصالحه، وعن معنى (المجتمع) الذي يطالبون بإقامة الدولة المدنية الحديثة فيه، فإن الثابت هو أن الثوار الحوثيين (أنصار الله) أثبتوا أنهم قوى جديرة بحمل راية الثورة وفصيل أساسي وقيادي في منظومة التحالف والتعايش لحماية الوطن المعبرة بصدق عن مصالح الشعب وتحرير الوطن من الهيمنة الأجنبية، وتحقيق أهداف القوى الوطنية والتقدمية وفي مقدمتها إزالة مراكز الفساد والطغيان وأشباههما، وبناء (الدولة المدنية الحديثة) المرتجاة، وهنا يجب على البعض الاعتراف، ولو على مضض، أنه، بسبب ارتهانه للخارج الرجعي الإمبريالي والمؤثرات العنصرية والمذهبية والمناطقية عليه، ينكر، مكابراً، بأن وجود قوى جديدة مثل (أنصار الله) تنتصر للوطن والشعب والمستضعفين وتدك أوكار الإرهاب وتصارع مراكز القوى المشائخية القبيلية الطاغوتية والعسكرية الطغيانية الفاسدة هو وسيلة السير إلى المستقبل وبناء الدولة المدنية الحديثة، إن على بعض المثقفين من (ضحايا العبودية) المختارة والكَتَبَة المرتزقة والكُتَّاب المأجورين ومراسلي قنوات (البترودولار) و (المحللين السياسيين) وهلم جراً، الإقلاع، نهائياً، عن الاستمرار في نشر الأكاذيب وتزييف وعي الداخل والخارج واجترار الأوهام والأحلام التي لا تفيد إلا مراكز القوى الرجعية الطغيانية. على كل من يحمل ذرة من الوطنية والثورية الإقرار بأن قوى (اليسار الإسلامي) في اليمن بقيادة (أنصار الله) (الحوثيين)، هي القادرة مع حلفائها الوطنيين والثوريين على الاستمرار في النضال الثوري وتحقيق نصر حاسم ونهائي على القوى المضادة للثورة، شريطة تحقيق التحالف بينها وبين جميع القوى والعناصر الوطنية الثورية الراغبة في ذلك والمدركة أهميته، وأن ينتظم ممثلو مختلف المصالح المشروعة وأن تفيق من سباتها كافة عناصر (اليسار) وتلتحم في منظومة عمل مشترك وموحد لاستكمال الأهداف الثورية مع كافة قوى الثورة والتقدم وتحقيق نصر حاسم على طواغيت التخلف والاستبداد ومخلفاتهم، ومن ثم، ضمان تنفيذ أهداف الثورة التي انبلج فجرها في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م، وتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى وعلى رأسها بناء الدولة المدنية الحديثة العادلة، حسب تعبير حي الشهيد العظيم الأستاذ الدكتور (محمد عبدالملك المتوكل) الذي سقط مضرجاً بدمائه برصاص الإرهاب والغدر والتكفير، بينما الكَتَبَة المرتزقة لا زالوا يدورون في حلقات مفرغة وأوهام نرجسية وإطار رسمه لهم أعداء اليمن لا يحيدون عنه أو يخرجوا منه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مستشار قانوني ومحامي
عضو اتحاد المحامين العرب
فيس بوك: Ayman Hassan Megalli
البريد الاكتروني : ayman.megalli@yahoo.com

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.