جولة جديدة لا بد منها
بعد مرور عام كامل على خطاب اوباما السنوي الذي رسم فيه سياسة بلاده الخارجية لعام 2014م والذي كان من ابرزها مكافحة ما اسماه الارهاب حدد ثلاث دول على رأس قائمة اهتمامه وهي ليبيا والصومال واليمن وعلى مدار عام كامل تدهورت الاوضاع بشكل كبير وغير خاف على احد في ليبيا والصومال وتأخرت في اليمن لعدة عوامل داخلية ابرزها القضاء على ما يسمى القاعدة في دماج وما تلتها من احداث حتى ثورة 21 سبتمبر
وفي نهاية هذا العام تاتي مسرحية محاولة انقاذ الصحفي الامريكي في شبوه لعدة اسباب داخلية وخارجية فالخارجية منها الصراع على خليج عدن بين الصين وامريكا والذي ارسلت الصين مؤخرا اسطول بحري الى هناك حسب التقارير الامريكية التي ترى من يسيطر على خليج عدن يسيطر على القرن الافريقي وعمق الجزيرة العربية وثانيا القرار بالاسراع في ادخال اليمن ضمن الدول المستهدفة بما يسمى داعش ولذلك نشطت القاعدة بقوة بعد العملية عبر ثلاثة تفجيرات مرة دفعة واحدة في حضرموت لوحدها وتفجيرات صنعاء وغيرها اما داخليا فالامريكي وجد نفسه امام متغيرات لم يتوقعها بعد ثورة 21سبتمبر وانتصارات اللجان الشعبية على القاعدة " المبرر لامريكا لاحتلالها لاي بلاد " وكشف زيف امريكا بحربها على القاعدة في رداع والبيضاء واب وغيرها من المحافظات وقد قامت بعدة خطوات لمحاولة ايقاف القضاء على القاعدة في مأرب بايدي داخلية منها تشكيل لجنة برلمانية لايقاف ما اسمته اندلاع حرب في مارب وكذلك زيارة وفد من حزب الاصلاح الى صعده وعلى رأس مطالبه ايقاف اي مواجهات في مأرب وتغيير قائد اركان الجيش اليمني الاشول المعروف بدعمه للجان الشعبية بخيران المقرب من الامريكيين
هذا من ناحية التوقيت اما من ناحية الاسلوب فقد اتت عملية شبوة بنفس السيناريو الذي اعدته امريكا في العراق حيث كان ذبح صحفي امريكي من قبل داعش مبررا لامريكا لشن غارات التحالف الدولي في العراق قبل حوالي ثلاثة اشهر بما معناه اعادة احتلال العراق وتدمير سوريا ، كما هو نفس السيناريو الذي اعدته فرنسا باحتجاز القاعدة لصحفي في الجزائر وذبحه وكان المبرر لفرنسا بمشاركتها في التحالف بقوة وايضا لزيادة نفوذها في القرن الافريقي
اما المخطط الامريكي المحضر له بعد عملية قتل الصحفي فيمكن قراءة المواقف تجاهها وبالذات بيان اوباما الذي قال ان يد العدالة الامريكية ستطال قاتلي الصحفي وهي نفسها الجملة التي قالها بعد مقتل الصحفي في العراق على يد داعش ولهذه العبارة دلالات كبيرة ينبغي الوقوف عندها تبعه هذا الاسبوع تصريح وزير الخارجية الامريكي كيري بقوله يجب عدم تقييد اوباما في نشر الجنود الامريكيين في العراق وسوريا فقط بل في اي مكان في العالم يراه مناسبا
الخطوات الامريكية تتزامن معها الخطوات الخليجية التي تمثلت في اعلان دول مجلس التعاون قوة عسكرية بمشاركة امريكا لمحاربة ما اسمته المتطرفين في اليمن وغيرها وهم يقصدون بالتاكيد انصار الله والتحريض ضدهم في بيان القمة الاخيرة في الدوحة تمهيدا لتهيئة الرأي العام الدولي لخطوات قادمة ولا ننسى التهديد الذي اطلقه وزراء خارجية هذه الدول بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر عندما قالوا في بيان لهم بانهم لن يقفوا مكتوفي الايدي تجاه ما يحدث في اليمن
بقراءة سياق الماضي القريب لما يسمى الحرب ضد داعش والتحركات الامريكية والخليجية يتضح المخطط القادم ضد اليمن وشعبه بداية من البوابة الجنوبية المساحة الباقية لهم للعب فيها وعلى ابناء الجنوب ادراك المخطط ضدهم باستغلال الخارج لمطالبهم ووعوده العرقوبية لهم اما الشمال فقد منيت فيه بهزيمة نكراء لم تعهدها من قبل قدمت فيها اللجان الشعبية دروسا جديدة للقاعدة ومحركيها من الادارة الامريكية
تواجد اللجان الشعبية يعتبر صمام امان لانقاذ اليمن من المخطط العراقي او السوري او الليبي ولذلك نجد السفيه الامريكي في مؤتمره الصحفي طالب برفعها كونها تمثل عقبة رئيسية امام مشروعه في اليمن ومعه الاعلام العميل الذي يشن الحملات الاعلامية لتشويه اللجان ودورها الوطني العظيم في حماية اليمن
وبين المؤامرات الخارجية الدولية والاقليمية ضد اليمن وثورته وبين وعي العشب اليمني فانه بحاجة الى جولة جديدة من ثورته تقلع امريكا واياديها في الداخل نهائيا ليكون الشعب اليمني اول شعب ودولة تطهر اراضيها من المؤامرات الخارجية بكل عناوينها وليقدم بذلك تجربة للدول التي تغرق في الحروب والفتن التي زرعتها الادارة الامريكية لهم واغرقتهم فيها
- قرأت 426 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ