أهداف عاجلة ..لمنظومة الإجرام !!
كلما دققنا في تفاصيل الاحداث التي تمر على الشأن اليمني سنجد أن هناك طرف يمارس جرائمه ويكرر طريقته في ادارة تأزيم الوضع اليمني مستغلاً لاحداث هامة ينتظرها الاستحقاق الشعبي أو مغيّباً لأمر يعني بالمجتمع ومحولاً لأهتمامه ومحرفاً لتوجهه على المدى الآني في بعض الاحيان,,
فمنذ أعوام نلاحظ ان اسلوب إدرة الأزمات بالجرائم وبإثارة القضايا أو الأحداث بهدف التغطية على جرائم من نوع السلب السياسي لارادة الشعب تارةً او بغية تمرير الالتفافات على رغبة الشعب ومطالبه تارةً أخرى ,,
بينما يكون الغرض في بعض الاحيان للتشويش على طبيعة المزاج والوعي للشارع اليمني ومسار اهتماماته وانشغالاته,,
هذه التحركات الإجرامية التي تديرها أجهزة المخابرات الأمريكية والاسرائيلية ومن يدور في فلكها لمنظومة الاجرام في دول الاقليم تظهر بصوة اكثر قبحاً ولكنها تتفاوت في نسبية التأثير على الشارع اليمني بين الفينة والأخرى..
ليس الأمر غريبا حين نقول ان القاعدة او الارهاب صنيعة أمريكية بامتياز !! فهذه النقطة ربما تم الانتهاء من نقاش صوابيتها لدى طيف واسع من الأمة ويتفق كل الواعين حول حقيقتها,,
وطالما ان الجماعات التكفيرية صناعة أمريكية تسلطها على الأمة ثم تعمد من خلالها على زعزعة استقرار الأمة وتمرير خططها من خلالها على المستوى الاستراتيجي والمتوسط المدى!!..
.لكن أليس من المعقول ان تكون هناك اهدافاً انية أو عاجلة لتلك الجرائم ..تقوم بدور المتدخل السريع ؟؟
وماهي الأهداف الأنية لتلك الصنيعة وكيف تتم عملية تحقيق تلك الأهداف؟؟
هل يدرك الجميع أن للأمريكان أهدافها عاجلة "آنية "تحققها تلك الجماعات ايضاً؟؟ وتتمثل في تحويل توجه الإهتمام والمواجهة الشعبية صوبها أيضاً بدلا من اتجاهات أخرى لأيرغب الأمريكان ان تكون محط انتباه أو انشغال الشعوب!!
على سبيل المثال هناك هدف آني تريد المخابرات الأمريكية تحققه تلك الأجهزة التنفيذية المسماة بالقاعدة او التكفيريين !! بمعنى آخر ما هو الغرض من اختيار توقيت تنفيذ تلك الجريمة بالذات؟؟ للاجابة على هذا السؤال علينا "دائما" ان نبحث عن الحدث المتزامن مع الجريمة التي يقترفها ادوات الأمريكان الاجرامية كي نعرف الهدف الآني,,
ففي الوقت الذي يفترض ان يكون محور اهتمام اليمنيين الأول خلال الاسبوع المنصرم سيكون مسودة الدستور والنقاط التي تضمنته ويصبح حديث الشارع ومثار النقاشات والمجالس الخاصة والعامة ويتكون منظور شعبي تجاه القبول أو الرفض لهذه المسودة وحول ماهية النقاط التي يجب ان ترفض وماهية المواد المفترض تعزيزها ,, تـُـقدِم المخابرات الأمريكية على إرتكاب جريمة بشعة وعبر أداتها الأكثر طاعة وتحقيقاً لإهدافها " القاعدة " وذلك بإرتكاب جريمة تفجير كلية الشرطة وبذلك الحجم البشع حينها يصير جل الحديث والصخب والتوجه السياسي والاعلامي والمزاج العام للشارع حول " الجريمة " وهذا أمر طبيعي !! بدلاً من تلك الهفوات الكبيرة التي تضمنتها مسودة الدستور وهو يعد واحداً من أهم استحقاقات الشعب ولانه أتى محملاً ببعض النقاط المنافية لرغبة الشعب ولكونه مرتكز اساسي لانطلاق مشروع بناء الوطن في الحقبة القادمة عمدت الاجهزة المخابراتية وقنوات التأزيم على نقل اهتمام الناس وسخطهم حول أمر آخر وطبعاً مع وضع الاعتبار أن التفاعل والسخط المجتمعي بكل نواحيه تجاه جريمة كلية الشرطة مهم "لأنها جريمة جديرة بأن تكون محط انتباه وغضب وسخط وعنوان أول لحجم بشاعتها ". وبالتالي سحب جزء كبير من التفاعل والاهتمام المجتمعي اللحظي لقاء مسودة دستوره وترك الحيز الباقي للنخبة السياسية واطراف السلطة فقط,,
لنفترض عدم وقوع جريمة كلية الشرطة !! هل كان اهتمام الشارع بأمر مسودة الدستور بنفس المستوى الذي نالته من المتابعة والمواقف ؟؟
طبعاً لا !!
لماذا ..
لأن حيزاً كبيراً من المواقف السياسية والاعلام وغيره من وسائل الوعي والتأثر على الشارع تم استهلاكه حول ادانة واستنكار الجريمة المتزامنة,,
.
من هنا تحقق " القاعدة " اهدافاً أضافية وقد تكون جزئية بالنسبة للإمريكان ومنظومة الإجرام التابعة ضمن الاطار العام لتلك الأهداف التي تستهدف الأمة دينياً وأمنيا وسياسيا و.... الخ !!
..
الإدارة للأزمات بهذه الطريقة الخسة ليس أمراً جديداً بل مكرراً وللتحقق أكثر راجعوا الجرائم ذات البصمات الأمريكية " القاعدة " وانظروا مدى تزامنها مع احداث مهمة في واقع الشعب اليمني,,
أو واقع أي شعب,,
..
- قرأت 202 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ