مقارنة بين 11 فبراير و21 سبتمبر

قيادة حكيمة وشعب يمني عظيم .. هذه الميزة التي استمت بها ثورة ال_ 21 من سبتمبر 2014 ، على عكس ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 ، التي استمت بحراك شعبي وجسدت عظمة الشعب لكنها كانت تفتقر للقيادة وهذا ما سهل للانتهازيين امكانية الالتفاف عليها ومصادرتها.
تعلم الشعب اليمني الدرس جيداً من تجربة فبراير ، فواصل مشوارة غير يائس من الوصول الى ما ارادة فكانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدية تصحيحاً لمسار ثورة فبراير .
عوامل نجاح الثورة :
جمعت ثورة 21 سبتمبر كل عوامل ومقومات الثورة ، وحققت أكبر المكاسب بأقل الخسائر مقارنة بثورة 11 من فبراير ، حتى فيما يتعلق بتمويل المسيرات والاعتصامات فقد كان تمويلاً ذاتياً اعتمد على المجهود الشعبي وعلينا ان نتذكر تلك القوافل التي كانت تتقاطر من مختلف المحافظات لدعم الثوار في ساحات الاعتصام في العاصمة ومحيطها .
التفاعل الشعبي والتمويل يصاحبه أيضاً وجود قيادة حكيمة وشجاعة قادة الثورة بكل جدارة ، ولم تقبل أية مساومات بدماء وتضحيات الشعب على العكس تماماً مما حصل في فبراير يوم ذهبت الاحزاب التي التلحقت بالثورة بشكل متأخر جداً للتوقيع على المبادرة الخليجية والتفاوض باسم الشعبوالثورة ، وتقاسمت الكعكة مع النظام الذي ثار الشعب عليه ، ومكنت نصف النظام المنشق من التحكم في ثورة الشعب وقلدته نياشين حامي الثورة بل سلمته مقاليد الحكم اليحكم الشعب بتلك العقلية الاستبدادية والالغائية وبنفس الطريقة التي كان عليها النظام زد على ذلك أن هؤلاء الانتهازيين بعد أن تحققت لهم مصالح الضيقة تنكروا لتضحيات الشهداء والجرحى وكأنك يا ابو زيد ما غزيت .
ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر خطت خطوات متدرجة و مدروسة لتحقيق كل ما يتطلع اليه الشعب ، وفي عشية انتصار الارداة الشعبية يوم ال21 من سبتمبر أرسلت قيادة الثورة مفاوضيها للتوقيع على اتفاق السلم والشراكة مع كل الاحزاب والقوى السياسية في صورة انسانية ووطنية جسدت اروع معاني التسامح .
قيادة نذرت نفسها في خدمة الشعب :
لقد أثبت اليمنيون في كل المحطات الثورية أنهم بمستوى كل التحديات ، اليوم ونحن نعيش الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير ونحتفل بذكراها ، بعد أن تخلص الشعب من أكبر رموز الفساد والاستبداد ، لم يعد هناك إمكانية للالتفاف على الثورة وعلى مكتسباتها سواء من خلال الدفع بالبلاد نحو الفوضى والانهيار او من خلال مساعي التقسيم التي أجهضت أيضاً . هذه الانجازات ماكانت لتحصل لولا الوعي الشعبي المتنامي والاصرار على الاستمرارية في المسار الثوري تحت لواء قيادة حكيمة نذرت نفسها لله في خدمة الشعب .
مشروعية الخيارات الشعبية :
لقد مثلت مسيرات الشعب في ميادين الثورة في العاصمة والمحافظات اليمنية استفتاءً شعبياً أعلنوا فيه تأييدهم الكامل للاعلان الدستوري ، وجددوا فيه تفويضهم المطلق لقيادة الثورة واللجان الثورية باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الثورة .
هذا الاستفتاء يأتي بالتزامن مع الدعوات النشاز التي يتبناها بعض الاحزاب الفاقدين للقواعد الشعبية أصلا وبعض "المرتزقة" على المستوى الداخلي ، يساعدهم في ذلك بعض الاطراف الخارجية المتضررة التي لا تحترك ارادة الشعوب ولا تحترم مواثيق الامم المتحدة التي تكفل حق الشعوب في تقرير مصائرها .
الشعب اليمن من خلال خروجه اليوم في التغيير والستين والسبعين ومختلف المحافظات يعلم هؤلاء المتنطعين دروسا في الديمقراطية ان ارادو ان يحترموا خياراته مالم فانه سيعلمهم دروساً أخرى عندها سيعلمون ان الله حق وأن الشعب اليمني عظيم لا يمكن ان يتراجع عن خياراته .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.