عن تداول الاستبداد وتعيين علي السعيدي مديرا لأمن تعز
كنت قد كتبت في بداية الثورة ،عن احلام الثوريين وتداول الاستبداد ،وهذه الأيام يتم تعيين علي السعيدي ،مديرا لأمن محافظة تعز ،التي اشعلت الثورة بأحلامها ودماء شهدائها ،طيلة الأشهر الماضية ،ابتداء من الشهيد مازن ،ومرورا بشهداء الأسبوع الدامي بتعز ،وشهداء شارع جمال وجولة القاضي ،ومحرقة ساحة الحرية ووصولا إلى شهداء مسيرة الحياة ...
بعد كل هؤلاء الشهداء يتم تعيين علي السعيدي مديرا لأمن تعز ،وهو الشخص الذي خدم نظام الاستبداد من خلال وظيفته نائبا لجهاز الأمن الوطني في الثمانينات ،ثم الرجل المتحكم بادارة جهاز الأمن السياسي في التسعينات ...فجهاز الأمن الوطني ،الذي كان يحشر الناس داخل فرن"قبو مظلم "هو بحدذاته يعتبر من أشد الانتهاكات التي تعرض لها المساجين السياسيين ...علي السعيدي نائب مدير جهاز الأمن السياسي طيلة عقد التسعينات ،وصاحب الكلمة الأولى فيه ،كانت المظالم التي تحدث داخله باشراف هذا النائب.
حين قامت انتفاضة،10،9 ديسمبر 1992م ،كان علي السعيدي هو من يدير عملية التعذيب النفسي ،ويشرف على التحقيقات ،ويمارسها ...سأتحدث عن نفسي ،فحين تم اعتقالي وقتها تم وضعي في زنزانة
انفراد ية ضيقة ،ومظلمة ،ليس فيها سوى نافذة صغيرة في بابها ،وتركني السعيدي فيها لأكثر من عشرة أيام على بلا طها ،رغم أن النوم في الأيام الأولى كان مستحيلا بسبب عملية تعذيب ،كانو يجرونها في زنزانة بجواري طيلة الليل وأنا اسمع صراخ انسان يتعذب ،فازداد رعبا ،ثم يتم أخذي في الساعات الأخيرة من الليل للتحقيق معي ،واترك لساعات في غرفة مظلمة ،ثم بعد ذلك يتم اعادتي إلى النزانة ...كانت التحقيقات تجرى إما من قبل "القيسي"أخو "عبد القوي القيسي "مدير مكتب صادق الأحمر ،أو تحقيقات يجريها السعيدي بنفسه ،وذات يوم تم اعادتي الى الزنزانة قرب الفجر ،وقبل وصولي لممر الزنزانات تحلق حولي جنود الأمن السياسي رافعين اسلحتهم ،وقتها تصورت أنهم سيعدمونني حين رفعوا جميعهم اسلحتهم نحوي لأسقط مغميا عليّّ،وكانت تلك العملية باشراف ضابط اسمه عبد الحكيم ،وفي الزنزانة ارسلوا لي شخص وضعوه في السجن على انه سجين ،وكان يتحرك بين الزنزانات بحرية ،ليأتي إليّ يوما بقطعة زجاج كي اقطع وريدي وأصبح شهيدا ،وكان وقتها قد اعطاني من فتحة الزنزانة ،رسمة تجسيمية لي وأنا استشهد !!...
حين زارني أبي بعد اسابيع نكان قد قابله السعيدي ،وسأله عن علاقته بي ،فأخبره أبي أنني ابنه ،فطلب منه السعيدي بطريقة فيها من الترهيب النفسي،ان ينفي ذلك ، ما جعلت أبي يبكي ،ويصرخ نعم إنه ابني ...من المفارقات المضحكة والساخرة أن السعيدي كان يومها نائبا لمدير الامن السياسي ،وصاحب الاختصاص في التحقيق مع المعتقلين بسبب انتفاضة ديسمبر ،ونائبا لمنظمة حقوق الانسان فرع تعز ،كان يحقق معي ليلا ،ثم يزورني مع وفد حقوقي في الصباح باعتباره نائبا لتلك المنظمة الحقوقية !
لا يمتلك السعيدي نزاهة رجل الأمن المحايد والملتزم بالقانون ،فهو طيلة عمله ،كان حزبيا متطرفا ،ينظر لليسار على أنهم خارج الملة ،ففي أحداث تلك الانتفاضة ،أراد أن يختزل تلك الاحداث من انتفاضة شعب ،إلى مؤامرة ،خطط لها الاشتراكي ،ونفذها الناصريون ،لذلك أبقى في الزنزانات ستة من الطلاب ،كانوا من القيادة الطلابية للناصريين وحين تم اطلاقنا من السجن وتحويلنا إلى نيابة تعز ،كان قد مر على اعتقالي الانفرادي قرابة الشهر،والنيابة اطلقت سراحنا ،لعدم وجود قضية جنائية ،فما فعلناه يومها هو المشاركة في مسيرات تطالب بسقوط الفساد ،ونظام المحاصصة ،وبناء وحدة حقيقية ،ومواطنة تحترم حرية الانسان ...
لن أقول للسعيدي ما قاله الصحابي الجليل "عبد الله بن مسعود "،حين وجد جلاده في معركة بدر فصرخ "لا نجوت إن نجا"لكنني أقول له أنت رجل من صميم نظام الاستبداد الذي كانت أسوأ أدوات قمعه ،هي الأمن الوطني والأمن السياسي ،وانا رجل تعرضت للأذى النفسي من الجهازين ،سواء حين اعتقلت في 1988م ،أو في عام 1992م ، ،علما بأن رحيلك عنه وفقا لقانون التقاعد قد تم منذ مكافأتك على جهودك في خدمة نظام الاستبداد،كعضو للهيئة العليا للانتخابات ،و عضوا في مجلس النواب،فارحل عن جهاز الأمن حتى يتم إعادة بنائه على أسس وطنية ،تكون بوصلته القانون والدستور ،وكرامة الانسان ...
كنت قد كتبت في بداية الثورة ،عن احلام الثوريين وتداول الاستبداد ،وهذه الأيام يتم تعيين علي السعيدي ،مديرا لأمن محافظة تعز ،التي اشعلت الثورة بأحلامها ودماء شهدائها ،طيلة الأشهر الماضية ،ابتداء من الشهيد مازن ،ومرورا بشهداء الأسبوع الدامي بتعز ،وشهداء شارع جمال وجولة القاضي ،ومحرقة ساحة الحرية ووصولا إلى شهداء مسيرة الحياة ...
بعد كل هؤلاء الشهداء يتم تعيين علي السعيدي مديرا لأمن تعز ،وهو الشخص الذي خدم نظام الاستبداد من خلال وظيفته نائبا لجهاز الأمن الوطني في الثمانينات ،ثم الرجل المتحكم بادارة جهاز الأمن السياسي في التسعينات ...فجهاز الأمن الوطني ،الذي كان يحشر الناس داخل فرن"قبو مظلم "هو بحدذاته يعتبر من أشد الانتهاكات التي تعرض لها المساجين السياسيين ...علي السعيدي نائب مدير جهاز الأمن السياسي طيلة عقد التسعينات ،وصاحب الكلمة الأولى فيه ،كانت المظالم التي تحدث داخله باشراف هذا النائب.
حين قامت انتفاضة،10،9 ديسمبر 1992م ،كان علي السعيدي هو من يدير عملية التعذيب النفسي ،ويشرف على التحقيقات ،ويمارسها ...سأتحدث عن نفسي ،فحين تم اعتقالي وقتها تم وضعي في زنزانة
انفراد ية ضيقة ،ومظلمة ،ليس فيها سوى نافذة صغيرة في بابها ،وتركني السعيدي فيها لأكثر من عشرة أيام على بلا طها ،رغم أن النوم في الأيام الأولى كان مستحيلا بسبب عملية تعذيب ،كانو يجرونها في زنزانة بجواري طيلة الليل وأنا اسمع صراخ انسان يتعذب ،فازداد رعبا ،ثم يتم أخذي في الساعات الأخيرة من الليل للتحقيق معي ،واترك لساعات في غرفة مظلمة ،ثم بعد ذلك يتم اعادتي إلى النزانة ...كانت التحقيقات تجرى إما من قبل "القيسي"أخو "عبد القوي القيسي "مدير مكتب صادق الأحمر ،أو تحقيقات يجريها السعيدي بنفسه ،وذات يوم تم اعادتي الى الزنزانة قرب الفجر ،وقبل وصولي لممر الزنزانات تحلق حولي جنود الأمن السياسي رافعين اسلحتهم ،وقتها تصورت أنهم سيعدمونني حين رفعوا جميعهم اسلحتهم نحوي لأسقط مغميا عليّّ،وكانت تلك العملية باشراف ضابط اسمه عبد الحكيم ،وفي الزنزانة ارسلوا لي شخص وضعوه في السجن على انه سجين ،وكان يتحرك بين الزنزانات بحرية ،ليأتي إليّ يوما بقطعة زجاج كي اقطع وريدي وأصبح شهيدا ،وكان وقتها قد اعطاني من فتحة الزنزانة ،رسمة تجسيمية لي وأنا استشهد !!...
حين زارني أبي بعد اسابيع نكان قد قابله السعيدي ،وسأله عن علاقته بي ،فأخبره أبي أنني ابنه ،فطلب منه السعيدي بطريقة فيها من الترهيب النفسي،ان ينفي ذلك ، ما جعلت أبي يبكي ،ويصرخ نعم إنه ابني ...من المفارقات المضحكة والساخرة أن السعيدي كان يومها نائبا لمدير الامن السياسي ،وصاحب الاختصاص في التحقيق مع المعتقلين بسبب انتفاضة ديسمبر ،ونائبا لمنظمة حقوق الانسان فرع تعز ،كان يحقق معي ليلا ،ثم يزورني مع وفد حقوقي في الصباح باعتباره نائبا لتلك المنظمة الحقوقية !
لا يمتلك السعيدي نزاهة رجل الأمن المحايد والملتزم بالقانون ،فهو طيلة عمله ،كان حزبيا متطرفا ،ينظر لليسار على أنهم خارج الملة ،ففي أحداث تلك الانتفاضة ،أراد أن يختزل تلك الاحداث من انتفاضة شعب ،إلى مؤامرة ،خطط لها الاشتراكي ،ونفذها الناصريون ،لذلك أبقى في الزنزانات ستة من الطلاب ،كانوا من القيادة الطلابية للناصريين وحين تم اطلاقنا من السجن وتحويلنا إلى نيابة تعز ،كان قد مر على اعتقالي الانفرادي قرابة الشهر،والنيابة اطلقت سراحنا ،لعدم وجود قضية جنائية ،فما فعلناه يومها هو المشاركة في مسيرات تطالب بسقوط الفساد ،ونظام المحاصصة ،وبناء وحدة حقيقية ،ومواطنة تحترم حرية الانسان ...
لن أقول للسعيدي ما قاله الصحابي الجليل "عبد الله بن مسعود "،حين وجد جلاده في معركة بدر فصرخ "لا نجوت إن نجا"لكنني أقول له أنت رجل من صميم نظام الاستبداد الذي كانت أسوأ أدوات قمعه ،هي الأمن الوطني والأمن السياسي ،وانا رجل تعرضت للأذى النفسي من الجهازين ،سواء حين اعتقلت في 1988م ،أو في عام 1992م ، ،علما بأن رحيلك عنه وفقا لقانون التقاعد قد تم منذ مكافأتك على جهودك في خدمة نظام الاستبداد،كعضو للهيئة العليا للانتخابات ،و عضوا في مجلس النواب،فارحل عن جهاز الأمن حتى يتم إعادة بنائه على أسس وطنية ،تكون بوصلته القانون والدستور ،وكرامة الانسان ...
- قرأت 611 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ