مشعل يضيع البوصلة مرة اخرى !!!

حماس حركة مقاومة فلسطينية ذات خلفية اخوانية وفي هذه الثانئية يمكن المازق الراهن للحركة.
أحداث الربيع العربي والتبدلات المستمر والمفاجئة في المواقع والمواقف والانقسامات الحادة وسيولة خارطة التحالفات التي شهدتها ولا زالت تشهدها المنطقة ادخلت هذه الثنائية في محطات افتراق حاسمة وضعت حركة حماس امام امتحان قاس في تحديد هويتها الإستراتيجية هل هي المقاومة ام الاخوانية؟ 
الافتراق في ثنائية (المقاومة –الاخوانية )لم يكن يحتم على حماس التنازل عن خلفيتها الاخوانية ولكنه يحتم عليها الاختيار بين أولويات المقاومة وأوليات التنظيم وحركة تحالفاته , وأولويات المقاومة ترتبط بالمال والسلاح اكثر مما يرتبط بالايديولوجيا .
التعاطف الشعبي الواسع عربيا وإسلاميا مع حماس لكونها حركة مقاومة فلسطينية لا باعتبارها فرعا لتنظيم الاخوان والإجماع الكبير عليها مصدره الإجماع الشعبي على "القضية الفلسطينية " .
انساقت حماس(الجناح السياسي) وراء الأحلام الاخوانية ووقت في فخ بزوغ فجر الخلافة والتمكين الاخوانيين واختارت تفضيل هويتها الاخوانية وضبطت أولوياته لأولويات التنظيم العالمي وربطت مصير المقاومة بمصيره ,وادارت ظهرها لمحور الممانعة الظهير الاستراتيجي للمقاومة (لجوء المقاومة لهذا المحور ليس لاعتبارات ايديولويجية بل يرتبط بحاجة المقاومة للمال والسلاح و توفير الدعم اللوجستي) ,واختار مشعل الدوحة عاصمة للمقاومة بدلا عن دمشق لينظم الى قافلة المقاومين"ذوي النجمات الخمس .
قراءة حماس لخريطة الأحداث التحالفات بعيون التنظيم دفعت بها إلى ارتكاب مقامرات إستراتيجية وضعت كل بيضها في سلة حركة الإخوان المسلمين واتخذت من قطر عاصمة للمقاومة على خلاف طبعتها كعاصمة للمقاولات الدولية الاجنبية .
وفي هذا السياق زيارة مشعل الأخيرة والمثيرة للعربية السعودية والمعلومات التي رشحت عنها لا تشكل سندا قويا يمكن الاعتماد عليها في الحكم عليها الا ان مشعل اذا قرر الانضمام للحلف الذي تقوده الرياض فانه لا يضيع البوصله بل يضبط مؤشرها في اتجاه مغاير تماما لا يوصل الى فلسطين ولا الى إسرائيل.
التحالف الذي تعمل الرياض على تشكيله وتزعمه فضلا عن انه لا ينسجم و هوية المقاومة انما نفي وتجاوز كلي للصراع العربي –الصهيوني واستبداله بصراعات عرقية صراعات عربية- فارسية وسنية –شيعية مدمرة . وطائفية تقسم المقسم وتجزئ المجزئ.
حينها سيجد مشعل نفسه جنبا الى جنب مع اسرائيل في خندق واحد اذا لا يخفى عليه ان هذا الحلف جاء على خلفية الانزعاج الخليجي من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الغربية وإيران ,و السعودية وإسرائيل تقفان على رأس قائمة المنزعجين من نتائج المحادثات الإيرانية الغربية ومثلت نقطة التقاء جمعت إسرائيل بالنظام السعودي وعلى حد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو "فالمخاوف من البرنامج النووي الإيراني خلقت فرصة للتعاون مع السعودية و دول عربية أخرى .
مشعل إذا قرر الانضمام لهذا الحلف أو إرسال مقاتليه الذين تم تجهيزهم وتدريبهم لقتال العدو الإسرائيلي وتحرير الأراضي الفلسطينية للقتال في اليمن فسيكون اكبر الخاسرين ليس أخلاقيا بل سيخرج من المولد بلا حمص لن يربح المقاومة بل يجهز في الرياض على ما تبقى في عروقها بعد ان ذبحها في قطر ,ولن ينقذ اخوان اليمن ,ولن يكسب مصر , وسيخسر القضية ويكتسب مقت التاريخ

 
 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.