شبكة تجسس إيرانية ؟؟ الله!!!!!!!!!! والمعلومة الخطيرة.
لشد ما استغربت له هو كثرة اللغط إزاء الإدعاء عن الكشف الإستخباراتي الرهيب لشبكة تجسس إيرانية في اليمن حيث بلغ هذا اللغط ذروته عندما صرح به علانية الرئيس عبدربه منصور هادي وما تبع ذلك من الدعم الكامل له من المزمرين والمزمرات في الداخل والخارج مروراً بتصريح عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي وآخرها تهديد الثُلث نوبلية الدسم العولمية توكل كرمان.
وبالمقابل لم يثير الاهتمام الإقليمي والدولي بهذه "الطقطوقة" السخيفة والهابطة في نفس الوقت أي استغراب لأنهما صاحبا المصلحة الأولى لمثل هذا اللغط ، بينما لم يتحرك أي ساكن ولا يحزنون عند معرفة وجود ثلاثين ألف جاسوس سعودي على طول وعرض الساحة اليمنية بحسب مصادر "أمريكية" والتي أفادت بالآتي:
"بينما يصرح بعض الدبلوماسيون أن جواسيس نظام آل سعود وبتمويل غير محدود أستطاع أن يؤمن ولاء القبائل على عرض الداخل اليمني ولديه شبكة من العملاء يصل عددهم إلى ثلاثين ألف عميل على الساحة اليمنية كاملة". وأضافت المصادر الأمريكية "ويتناسب هذا المخطط بشكل جيد مع الولايات المتحدة حيث يذكر بعض المسئولين أن الأمريكان على الأرض اليمنية يفضلوا العمل مع الجواسيس السعوديين على اليمنيين الأصليين بينما النظام اليمني الجديد لا يعطي هذه الحالة (أي اهتمام) طالما يعتبرها الطريقة الأسهل للحصول على المساعدات ضد منافسيه ولكن من المتوقع أن يفجر هذا التعاطي مع الشعب اليمني غضب أكبر لدى المتظاهرين الذين أرادوا تحقيق الديمقراطية لكنهم بدلاً عن ذلك لم يحصلوا إلا على تأييد الولايات المتحدة للتدخل السعودي".
هذا بالإضافة إلى أني أؤكد جازماً مع أداء اليمين المغلظة بأن الضربات الأمريكية بواسطة الطائرات بدون طيار لا تعتمد على شبكة التجسس الإيرانية المزعومة ، بل على جحافل من الجواسيس الدابة والمتحركة على الأرض الذين هم بالتأكيد وبالوثائق والأدلة القاطعة المانعة يسقطوا في تعداد الثلاثين ألف جاسوس السعودي او يزيدون.
ورغم هذا وذاك فحقيقة الأمر لا يكمن حتى في هذه الفرقعات ، بل في التغاضي الكامل والمخزي والمهين والمخجل عن تقديم اليمن بكاملها على صحن من ذهب "للحكم والوصاية الخارجية" بواسطة المبادرة الخليجية من قبل ما سمي باللقاء المشترك بقيادة حزب الإصلاح مضافاً إليه حكم علي عبدالله صالح السابق الذي أُجبر على الموافقة عليها ليتكون بعد ذلك ما تعارف عليه (النظام المشترك) ليلعب دور "المتعهد من الباطن" لصالح الوصاية والحكم الخارجي. وهذا باعتراف الرئيس عبدربه منصور الصريح والواضح وعلى الأشهاد في الداخل اليمني والخارج الإقليمي والدولي وقد أشرنا إلى ذلك بالتفصيل في مقال سابق.
بعبارة أخرى وبالحركة البطيئة.. أنـــه تــــم التنـــــــــــــــاااااازل عـــــن اليــــمــــــــــــــن لتصـبح أرض مبـــــــــــاحة بكامـــــل الصــــلاحية لرعاة المبادرة الخليجية المعروفين بدول الخليج والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبمباركة "النظام المحلي المشترك" بصك المبادرة الخليجية التي تتضمن بيع البلاد مقابل تقاسم السلطة بين شبكة الجواسيس الكبار تحت مبرر "تخفيف الكلفة" عبارة "اللقاء المشترك" الشهيرة سيئة الذكر. لذا فإن إباحة الأرض اليمنية بات مفروغاً منه وحكراً لهؤلاء فقط ، وبالتالي لن يُسمح لغيرهم بأي نشاط تحت أي عنوان أو يافطة حتى وإن كان مستشفى لعلاج مرضى الضنّك الذي أصاب اليمنيين من جراء هذه المؤامرات ، فضلاً عن أن يكون هذا النشاط من قبل "إيران" ، وهي الدولة التي لم تكن ضمن الموقعين على المبادرة الخليجية لا من قريب ولا من بعيد .. والسبب في ذلك واضح ومعروف ، لأن أي نشاط في اليمن من خارج الدائرة المغلقة لأصحاب المبادرة سيكون نشاطاً ـ أياً كان نوعه ـ معادياً ليس ضد اليمن كما يُقال بل ضد السعودية ومن لفّ لفائفها وبنكنوتها وذهبها الأسود ، بالإضافة إلى الموقعين على "المؤامرة" الذين يتقاسمون السلطة والغنائم على قدم وساق وهي التي أباحت ـ أي المبادرة ـ اليمن أرضاً وعِرضاً ، وفي هذه الحالة فمن حق إيران كدولة إقليمية تحترم نفسها في أن تحمي مصالحها المتعددة في أرض مباحة لا تمتلك مقومات دولة أو حكومة وطنية بما يُعرض مصالحها للخطر ، وهذا المنطق هو نفسه منطق الكونجرس الأمريكي الذي أعطى الضوء الأخضر للبيت الأبيض باستخدام الطائرات بدون طيار لتضرب في أرض ليست تابعة لحكومة رشيدة بل حكومة هشة لا يُعتمد عليها في ملاحقة الإرهابيين بحسب تعريف الكونجرس الأمريكي.
كما أنه ينبغي علينا أن نعلم علم اليقين بأن المبادرة الخليجية هي التي أوصلت الرئيس عبدربه هادي إلى سدة الحكم وليس الشعب اليمني كما يتخيل البعض ، وكان هذا هو الخيار الأفضل والوحيد الذي أختاره الأوربيون للخروج من مأزق حزب الإصلاح السعودي لأن الشعب اليمني لم يكن مستعداً لإجراء انتخابات حقيقية ومنصفة .. لا في السابق .. ولا حتى الآن ، وإلى ما شأ الله ـ حتى يتسنى للشعب اليمني تكوين كياناته السياسية بعيداً عن الأحزاب الحالية المرتبطة بالخارج وخاصة آل سعود ليتمكن من اختيار حكامه نفسه بنفسه. ولهذا فالمنطق يقول بأن عبدربه منصور هادي الذي لا يمتلك قاعدة شعبية ولا قبلية ولا عسكرية لا يمكنه إلا أن يطيع من أوصله إلى رأس السلطة.
ولذا أعجب من الذين يصبون جم غضبهم على السفير الأمريكي الذي يقوم بواجبه كمندوب سامي على اليمن بتكليف من دولته ، لا أقل ولا أكثر ، وذلك بموجب معاهدة المبادرة الخليجية التي وضعت اليمن وعبدربه منصور وكافة المؤسسات اليمنية تحت تصرف الوصاية الدولية ، بينما ينسون من قام بإستدخال المبادرة والموافقة والتوقيع عليها من قبل حزب الإصلاح وثلته من الأحزاب المتساقطة ، وفوق ذلك ، ورغم معرفتهم بهذه المؤامرة الخسيسة والدنيئة يقبلون الاشتراك بالحوار الوطني الذي هو بند من بنود "المبادرة" الذي يجعلهم في النهاية شركاء بالمؤامرة لا ثوار عليها شاؤا أم أبوا.
لفتة :
رعاة المبادرة الخليجية لاسيما دول الخليج يبذلون قصارى جهودهم للقيام بفبركة مبادرة شبيهة أو قميص مشابه ، من أجل سورية حتى تصبح أرض عربية أصيلة أخرى ، مباحة يعيثوا فيها الفساد ويتمكنوا من إبعاد شبح التغيير الذي يسعى حثيثاً إليهم ، بيد أننا نسأل الله أن يحقق فيهم إرادته ويخيب آمالهم ويحفظ لنا سورية قلعة عربية أصيلة إن شاء الله. {وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
- قرأت 770 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ