المنظمات الحقوقية والتعذيب في صعده
" نقلاً عن صحيفة الجمهورية "
أربعة من الشباب تعرضوا للتعذيب على يد الحوثيين في صعده, بدون رحمة أو شفقة, وصلوا صنعاء للعلاج, تم ادخالهم على عجل أرقى المستشفيات, تداعى الحقوقيين, ثارت ثائرتهم, نادوا بعضهم للتضامن مع المعذبين وللتنديد بالحوثيين وجرائمهم, يتصل الحقوقيين ببعضهم مطالبين بتحديد كل واحد لموقفه, يحرج البعض فيندد, يزايد الآخر فيتهجم على الحوثيين, يحاول ثالث أن يثبت أنه حيادي كيف ما كان فيسايرهم, يتم التواصل بالمنظمات, تطلب منها بينات التنديد, تصدر البيانات خلال دقائق, يتم الضغط على باقي المنظمات واحراجها, لماذا لم تصدروا البيان الى الآن ؟
لم يسأل أحد نفسه هل تعرض هؤلاء للتعذيب فعلاً ؟ هل التعذيب علي يد الحوثيين ؟ هل الجروح والكدمات التي بهم ناتجة عن تعذيب فعلاً ؟ أم عن مشكلة أخرى ؟ هل الحوثيين المتهمين يعملون رسمياً مع الحوثيين ؟ أم أنهم مواطنون حوثيين فكراً أو يدعون ذلك لكن لا علاقة رسمية لهم بالحوثيين, اذا تجاوز أحد من من يعملون رسمياً مع الحوثيين وهم بالآلاف دون علم أو رضى من القيادة هل نتهجم عليهم جميعاً ؟ هل نحمل الفكر الحوثي أخطاء بعض أتباعه سواء من من يعملون أو لا يعملون مع انصار الله ؟ أم نكشف الحقيقة ونطالبهم بمحاسبة ذلك الشخص أو تلك المجموعة وفي حالة امتناعهم أو تلكؤهم نصدر البيانات ونشن الحملات على الجميع ؟ الا تلعب السياسة والعداوات والاختلافات المذهبية دوراً في تأجيج بعض الحوادث ؟ أو اختلاق بعض القصص وتحويرها ؟ هل هؤلاء الأربعة المفترض تعرضهم للتعذيب صادقون ؟ هل هم معصومون لنصدقهم دون تثبت ؟ هل من الممكن أن يكون الحوثيين ضحية محاولة للتشويه ؟ ولماذا هذا الاحتفاء بهم وادخالهم أرقى المستشفيات ؟ اليس جرحى الثورة بالمئات ويقاسون الويل والعذاب أمام بوابات المسؤولين التابعين للمشترك وغير المشترك ؟ الم تتعفن جروح البعض ؟ أليست قضيتهم أوضح وأنصع وأكثر مصداقية من غيرها ؟ لماذا لا يلاقون كل هذا الاهتمام ؟ لماذا لا يعالجوا في المستشفى الذي يعالج فيه الأربعة ؟
هل نتذكر قصة الطالب الذي من تعز التي شُنت الكثير من الحملات ضد الحوثيين بسبب توقيفه وكان الحوثيين يتكتموا على قضيته وعند الحاح المغرضين أحال الحوثيين القضية الى النيابة وظهرت الحقيقة فندم الجميع حتى أهل هذا الطالب لأنه تم فضح ما حصل وانعكست حملة التشهير بالحوثيين وصارت فضيحة لذلك الشخص, حاول الحوثيين ستره ففضحه من يدعون حبه والحرص عليه, وأغلبهم لهم اغراض أخرى استخدموا قضيته كمطية دون اعتبار لخصوصية قضيته الأخلاقية .
هل نتذكر حملات التشويه ضد الحوثيين بخصوص حصار دماج وجعلها هلوكست جديدة وعند نزول لجان التحقيق سواء المشكلة من المجلس الوطني بما فيهم الاصلاح أو لجان التحقيق الحقوقية فُضح الأمر وانكشف الغطاء وعندما صرح الاستاذ / محمد مسعد الرداعي رئيس لجنة المجلس الوطني والدكتور / جميل عون عضو اللجنة عندما صرحوا بالحقيقة صعق الجميع من هول المؤامرة والتحريض على الحوثيين, ثم تعرض الاثنان لحملات تُشكك فيهما, كذلك اللجنة الحقوقية اصدرت بياناً متوازناً ظهر منه ان هناك مبالغة وتحريض, الم يذهب أعضاء اللجنة الى المنطقة الني قيل ان فيها مساعدات منع الحوثيين وصولها ليدخلوها فلم يجدوا الا مسلحين يتأهبون للجهاد ضد الحوثيين ؟
هل نتذكر حملة صالح وعلي محسن واتباعه من الاصلاح وقتها على الحوثيين أثناء الحروب واتهامهم بالكثير من الموبقات التي لا يتصور عقل حصولها في اليمن, هل نتذكر تحميل الحوثيين مسؤولية تلك الحروب ؟ الم يعترف بعدها علي محسن بأن صالح هو من فجر تلك الحروب وانه مجرد ضابط نفذ الاوامر ؟ الم يستعد شخصياً للاعتذار ؟ الم يتهم عبده الجندي علي محسن بكل تلك الحروب ؟ الم يجمع الطرفين على تبرئة الحوثيين من كل تلك التهم وتبادلوا اتهام بعضهم وانفضح الأمر ؟ هل نتذكر تصريح صادق الاحمر بان صالح غرر على حاشد ودفعها للحرب على الحوثيين معلناً أسفه على ذلك ؟ الم يذكر محمد اليدومي قبل ايام فقط ان سبب الحرب هو ابتزاز صالح لدول الخليج وعلى رأسها السعودية ؟ الم يقل أن صالح حاول دفع الاصلاح لقتال الحوثيين ؟
أين كانت كل تلك الحقائق ولماذا أخفيت وتم تشويه الحوثيين لسنوات ثم الاعتراف بالخطأ والاعتذار ؟ اين كل تلك الأقلام التي كتبت وتهجمت على الحوثيين اعتماداً على كذب الآلة الاعلامية لصالح ومحسن ؟ لماذا لم تعتذر تلك الأقلام من الحوثيين بسبب ما كتبوا كما اعتذر صادق الاحمر وابدى محسن استعداده للاعتذار ؟
هل نتذكر قصة القوارير التي روجت في حرب 94 م ضد الحزب الاشتراكي وأجهزة الأمن في الجنوب ؟ وظهر لاحقاً فبركتها في المطبخ الاعلامي المشترك بين صالح ومحسن .
الى الاخوة الحقوقيين والمنظمات الحقوقية :
انتم مؤتمنون على صحة ما يرد في بياناتكم, فعليكم التحري والتحقق من المعلومات وانتقاء الألفاظ,, ففي حالة ورود شكوى معينة يمكن اثارتها اعلامياً كدعوى لم يثبت التأكد منها حتى يصل رد من الجهة المتهمة أو ينزل فريق للتحقق, وعند التأكيد يمكن اعلان التضامن والتنديد واتهام الجهة الفاعلة, لا تنقلوا البيانات على طريقة ( نسخ لصق ) تكاسلاً أو لمجرد تسجيل موقف للظهور كمحايدين, مصداقيتكم على المحك, وكثرة البيانات التي يظهر لاحقاً عكسها يؤثر على مصداقيتكم أثناء تغطية المظالم الحقيقية الفعلية والتي لا تلقى غالباً مثل هذا الدعم .
الحوثيين ليسوا معصومين, وبحكم الحروب والأمر الواقع تخضع مساحات شاسعة لسيطرتهم بغض النظر عن قانونية ذلك فللحروب قوانينها الخاصة وهم مستهدفون الى الآن من الكثير من الجهات الرسمية والاقليمية والمحلية وحتى من القاعدة التي نفذت الكثير من العمليات ضدهم, وهناك الكثير من التجاوزات التي قد تحصل من بعض الأفراد أو المجموعات من الحوثيين, لكن السؤال هو : هل تلك سياسة منهجية ؟ أم تجاوزات فردية ؟ وهل يتم انصاف من ثبت تعرضه للظلم أم لا ؟
نحن على علم جميعاً أن هناك معركة بين الاصلاح والسلفيين والقاعدة من ناحية والحوثيين من الناحية الأخرى في الكثير من المناطق, وأغلب تلك الحملات الاعلامية والتحريضية على الحوثيين تقع في اطار تلك المعركة, فعلى الحقوقيين أن لا يكونوا جزء من ذلك الصراع حفاضاً على مصداقيتهم, عليهم الاقتداء بالمنضمات الدولية والإقليمية ذات المصداقية وآلياتها في التحقق من الانتهاكات بل والألفاظ التي تستخدمها, عليهم أن لا يكونوا مجرد ناقل للخبر فدورهم غير ذلك .
كما أني اطالب الحوثيين بسرعة الرد على تلك الأمور وتشكيل لجنة مختصة بأسماء معلنة وارقام هواتف محددة بتلقي تلك الشكاوى للرد عليها تسهيلاً على المنظمات والحقوقيين في الحصول على المعلومة, حتى يظهر الرد على الاتهام في البيان الذي تصدره المنظمة سواء بالنفي أو بالاستعداد للتحقيق أو بالتعهد بمحاسبة الفاعل وتعويض الضحية, كما أن عليهم سرعة التحقيق في التجاوزات التي قد تحصل وابلاغ المنظمات بالنتائج, فكلما كان عملهم منظماً وشفافاً والجهة المخولة بالرد واضحة ومحددة وسريعة في التجاوب كلما استطاعوا ان يردوا على الحملات التحريضية ضدهم في وقتها ومعالجة التجاوزات التي قد تحصل من بعضهم .
- قرأت 472 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ