"اليمن وكلاب الحرب"
ما حققهُ الشعب اليمني في ثورة 21 سبتمبر إنجازٍا/ إعجازا ، فـانكفاء رؤوس الفساد والإفساد والظلم وقفازات المشروع الأمريكي في البلاد ازعج الكثيرين ممن يحملون نفس المشروع التدميري في المنطقة ، وعندما قرر الشعب اليمني إستتمام واستكمال الثورة بنفس مستوى الوعي والحكمة والروح الثورية بتقطيع كل أجنحة وأدوات أمريكا وأذنابها ومتابعة الجهوزية الثورية لكل طاريء ومستجد ، سعى اعداؤهم عبر ما تبقى من أدواتهم في الداخل وحلفاؤهم الإقليميين بكل ما أوتوا من قوة وعدة وإمكانات لتقويضهم وخنقهم ومسحهم .
بمنتهى الخبث واللؤم والكيد والمكر السيء كانت لعبة أمريكا ، فعندما أيقنت دوائرها الاستخباراتية المصنعة لما يسمى بتنظيم القاعدة وعناصره التكفيرية فرع اليمن بقرب اندحاره أمام صمود وشجاعة جيش ولجان الشعب اليمني سارعت طائراتها بلاطيار بانتهاك وخرق السيادة اليمنية بافتعال بعض الضربات كي تثير بفعلتها زوابع وعي مضلِّل ، وخداع مدروس بعناية ، كي تبلبل الرأي العام للشعب اليمني ، ولكن بالونة اختبارها لمستوى وعي اليمنيين تناثرت أدراج الرياح ، وانصدمت أمريكا وأدواتها وصنائعها الاستخباراتية بوعي الشعب العظيم وعزيمته الصادقة في ملاحقة وتطهير الوطن من مجرميها التكفيريين التفخيخيين التفجيريين الحمقى .
امتصوا الصدمة ، ثم رتبوا أوراقهم ، واعدوا العدة ، وتهيأوا لساعة الصفر المضبوطة بتوقيت البيت الأبيض وتل أبيب وآل سلول ، وكالوا التهم والأكاذيب وصبوا شرورهم وكيدهم ومكرهم صَبّاً صَبّاً ، وهم في كل تلك المراحل لديهم ما يبرعون به أيما براعة ، وهو "الإعلام" بالإرجاف والتضليل والحرب النفسية القذرة وبالمكر السيء والتخويف لترويض النفسيات الضعيفة وتوجيهها كسلاح مؤثر في سياق مشاريعها وأهدافها .
ولكن كُل ذلك جاء متأخراً فلقد آن لهذا الشعب أن ينفض عن ناصيته غبارات السنين ، ليقتلع الإستحمار ، ولينتزع جُحا القاعدي والداعشي ومساميره التفجيرية التكفيرية ، برهن اليمنيون ان ادوات أمريكا "داعش" واخواتها فقاعات وفزاعات وصناعات يكتبون تاريخ إنتاجها والشعب اليمني هو من يسجل تاريخ انتهائها .
ثورةٌ قام بها هذا الشعب بعد ان بلغت القلوب الحناجر ، وجاوز الظلم مداه والباطل حده ، وكانت تلك هي اللحظة الفارقة في صنع التغيير الذي ينشده كل مظلوم ومقهور في هذا الوطن -وما أكثرهم- ، هبوا ونزعوا عنهم دثار العجز والركون وتنشقوا نسائم الحرية والكرامة في ميادين العزة والشرف والثورة ، سارعوا إلى ساحات وميادين الثورة ، كون الوقت لا ينتظر والعمر لا يتسع والفرص لا تتكرر .
ذلك الشعب ذات الشعب نفس الشعب عين الشعب كل الشعب خرج إلى الساحات والشوارع والمدن ليعلن وجوده ، وليبرز حضوره لتغيب عن المشهد كل "الأنا" ، بعد أن اتضحت الرؤية واتحدت الوجاهات صوب استرجاع كرامته واسترداد سيادته واستعادة إرادته ، وكان الشعب نفسه هو من يبادر لأخذ زمام الأمور رغما عمن تعود فرض أجندته عليه . لم تكن القدس غائبة عن هذه الثورة فهي القلب لجسد الأمة ، وهي بيت القصيد ، وصميم القضية ، إن تعلقت القلوب بها زالت القساوة عنها ، وإن شغفت بها العيون انقشعت الغشاوة عنها ، فلقد جعل الشعب اليمني من فلسطين نصب أعينهم كي يعجلوا بتهيئة واقعهم لمواجهة الصهيونية في عقر الدار التي تحتلها وتجثم عليها ، وليستأصلوا الخبث والغدة من جذورها ، حتى يرى الاخرون كم أنها كانت هي التي من المفترض أن توجه إليها الأنظار والأفعال منذ البداية .
نحن في معركة "الخير" على "الشر" ، لاريب ان الكثيرين سمعوا ما قاله رئيس اركان العدو الصهيوني السابق "بيني غانتس" : أن باب المندب والطرق البحرية هي أشد إقلاقا على إسرائيل من البرنامج النووي الايراني ، ليتلوه في اليوم الثاني زحف بري وقصف بحري وجوي على باب المندب من قوى الغزاة على اليمن .
الصهيونية العالمية بطبيعة الحال شرعت -وبلاهوادة- بإعادة تشكيل خارطة العالم ، لتزداد سطوتها (الاخطبوطية) ولتكرس نفوذها المطلق على العالم عموما وعلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص .
تأمل أيها العربي وأيها المسلم وأيها الإنسان الحر أينما كنت "في هذا العالم" من يسيطر على العالم ومن يضع المعايير التي على أساسها يدور النظام العالمي الجديد ..!!
شعب اليمن بقضه وقضيضه خرج ثائرا ضد مفسديه ومجرميه المتخمين لينازعهم لقمة عيشه ، وإذا بقوى الإجرام والطغيان المتمثلة بأمريكا والعدو الصهيوني وبعض دول الاعراب يعلنون تأييدهم للمجرم القاتل وإدانته للمظلوم الجائع المقهور ، بل وإعلان شن الحرب عليه ومباشرة ذلك وها نحن ندخل في الشهر السابع من العدوان على اليمن .
لكن لا بأس فليس ذلك مما نعول عليه ونأسف له ونبكي عليه ، بل لو اجتمعت كل الدنيا ضد إرادتنا فلن يفت في عضدنا شيئا من مكرهم وترهيبهم واجتماعهم ، فالشعب قد قرر ومضى وتوكل على الله سبحانه الذي يثقون به كل الثقة فهو نعم المولى ونعم النصير .
- قرأت 1305 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ