الحلف الأمريكي والخيارات الصعبة
صحيح ما يقال بأن من أولويات تدخل روسيا عسكريا في سوريا هو الحفاظ على مصالحها وايجاد موطئ قدم في المياه الدافئة ومع ذلك وبقدر ما يؤلمنا أن نرى الدول الكبرى تتصارع على مصالحنا وثرواتنا بقدر ما نحن معجبين بوفاء روسيا مع حلفائها وبالرد الصارم لوزير خارجيتها في مؤتمر فيينا على تساؤل وزير خارجية أمريكا حول مستقبل سوريا عندما أجاب على تساؤله بالقول يجب أن تحاربوا أولا حتى يحق لبلدك وحلفائها التدخل في الشأن السوري هذا الجواب والرد الصارم ألجم كيري ووضعه أمام خيارين إما التصعيد والإصرار على تنحية الأسد وتحديد مستقبل سوريا ومعناه الحرب لا كتلك الحروب الرابحة التي تقودها بلاده اليوم في اليمن والعراق وسابقا في سوريا والتي عادت على الخزانة الأمريكية بمليارات الدولارات من خلال الإتجار بالأسلحة وبيعها من أعراب الخليج الذين زجت بهم أمريكا لخوض حروبها الاستعمارية في المنطقة العربية والإسلامية بالوكالة عنها
بل حرب أخرى مختلفة وفاضحة وباهظة الثمن أقل ما فيها أن العالم سيشاهد جنودها المارينز يقاتلون جنبا إلى جنب مع القاعدة وداعش سيشاهدهم المجتمع الغربي باللحى الطويلة والزي القصير سكاكينهم بأيديهم يقطعون الرؤوس ويبقرون البطون ويأكلون الأكباد ويحرقون الأحياء ويرتكبون أبشع الجرائم التي طالما حرصت أمريكا على رصد مثل هذه الجرائم التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة لسنوات طويلة ومن ثم توظيفها في تشويه الإسلام والمسلمين.
ويبدو هنا أن هذا الخيار صعب والأصعب منه أمن اسرائيل فمن يضمن لأمريكا في حال اتجهت نحو التصعيد والصدام مع الروس أن لهيب الحرب سيقتصر على المحيط السوري لوجده وبالتالي لن تتدخل إيران وحزب الله ومعهما شعوب أخرى في أقصى بلاد الشرق لها حسابات قديمة مع الغرب وتتحين الفرصة للإنتقام والثأر من الجرائم التي ارتكبتها أمريكا بحق أبنائها في الحرب العالمية الثانية. من سيضمن ذلك ويضمن أن مئات الألاف من الصواريخ الجاهزة للإنطلاق بضغطة زر ستسقط على رؤوس الصهاينة في فلسطين المحتلة بردا وسلاما.
نعتقد أنه لا أحد يستطيع أن يضمن لأمريكا ذلك وعليه فعندما نرى كيري يبتلع ريقه أمام نظيره الروسي في مؤتمر فيينا فإنما لهذه الأسباب والخيارات الصعبة ولا عبره هنا بخروج عبد كيري "جبير السعودية" من المؤتمر مغاضبا يبحث عن تحالف إقليمي بديل عن أمريكا من شأنه أن يوقف الدب الروسي عند حده في سوريا ويجبره على قبول تنحي الأسد لأن هذا العبد في أخر المطاف سينصدم بالتحولات السريعة على الساحة العربية فها هي الأردن توقع اتفاقية دفاع مشترك مع الروس ضد القاعدة وداعش ومصر التي زارها مؤخرا تؤكد في مؤتمر صحفي معه على لسان وزير خارجيتها أن سوريا للسوريين ولا يحق لأحد أن يتدخل في شؤونهم الداخلية بقي أوردغان تركيا ولكن وما أقبح كلمة لكن في وقت يضيق فيه الخناق على السعودية من سيضمن بقاء السياسة التركية على ما هي عليه بعد الانتخابات القادمة ورحيل أجيرهم وحكومته الإخوانية أما قطر وتلويح وزير خارجيتها بالحرب فنعتقد أنها لا تزال قريبة العهد بمعركة القصير وما ترتب على كسر بيضتها في تلك المعركة من تنحي أميرها حمد ووزير خارجيته وتنصيب الأمير الصغير تميم بن موزة أميرا لقطر خاصة ولجماعات الإخوان المسلمين بشكل عام
- قرأت 1161 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ