صيحة بعث جديد
لقد كانت الصرخة بمثابة انذار مبكر يطرق مسامع شعبنا المستهدف في كل جمعة وفي كل اجتماع وبشكل ملصقات في السيارات والجدران والشوامخ والوديان اينما التفت وجدت عبارات الصرخة التي انطلقت من فم الحسين الصادق والثائر والطاهر انها نبرات الحرية التي كانت مكبوتة في اعماق النفوس بسبب ثقافة الاستسلام التي تدجن الشعب لحكامه وجلاديه وتصور هذا الشعب بانه مطيه لكل من صعد على كرسي الحكم حتى وان جلد وسجن وقتل وقصم ضهر هذا الشعب كان هذا التدجين ينطلق من مثقفي ووعاظ وكتاب بلاط السلطان وعلماء السوء الذين وصل بهم الامر الى ان يصدروا بيانا موقعاً يجيز للطاغية اهلاك الحرث والنسل وتدمير المساجد والبيوت من اجل اسكات هذه الصرخة التي كما اسلفت أيقظت وانذرت الشعب بأن يستعد لمواجهة الخطر القادم لكنها في نفس الوقت زلزلت عروش الاستكبار والظلم وازعجت خفافيش الظلام وكانت بمثابة الكرت الاحمر الذي بداء الشعب يلوح به في وجوه الطغاة والظالمين والسيف القاطع والرياح العاتية التي حركت ائمة الكفر والفساد فتحركت الذيول هنا لخدمة رؤوس الاستكبار العالمي هناك فبداءت مرحلة تكميم الافواه والسجن ولكنها كانت بمثابة صب النار على الزيت لأن هذه الصرخة ليست جوفاء فقد ترافق معها التوعية والتبصير والتحذير والهداية من خلال ثقافة قرآنية ومشروع رباني يكشف الاحداث والتحركات للأعداء وذيولهم قبل ان تحدث وتفضح المكر والتآمر قبل وقوعه وعندما يقع يتحول الى شاهد حي لهذه الثقافة الاستباقية القرآنية (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) صدق الله العظيم انها الارادة الالاهية المتحكمة والمهيمنة التي وعدنا الله بتحقيقها في كتابه عندما قال (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) انه وعد الله لنا بالعدل والحرية والكرامة التي يريد ان يحققها للبشرية في كل عصر الا اذا رفضوا واعرضوا (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) صدق الله العظيم .
انه مشروع الله الكريم للإنسان المكرم جاء ليعيد للبشرية كرامتها وارادتها وانسانيتها على يد وفم علم من اعلام دينه كما هي سنته في كل امة وجيل وقد اثبتت الاحداث لنا وللعدو الذي قاتلنا ان مشيئة الله هي العليا وان ارادته الغالبة والله يحكم ولا معقب لحكمه فقد باءت كل حروبهم ومؤامراتهم بالفشل بل ادت الى نتائج عكسية غير متوقعه فأثبتت ان الباطل لا يستطيع ان يخرج عن كونه خادماً للحق في حركته وسلوكه وعدوانه ومكره (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) اما نحن فقد كنا كل يوم وكل شهر وكل عام ومع كل حدث كل شعار نطلقه او نسمعه نشعر بالكرامة والعزة والحياة الحقيقية فنزداد صموداً واصراراً على نصر الله واعلاء كلمته والدفاع عن كرامتنا فلا يستحق الحياة من لا يدافع عن كرامته وانسانيته لقد كانت هذه الصرخة التي رفعها المستضعفون وعمدوها بالدم بمثابة صيحة بعث جديد لجيل جديد لا يؤمن الا بالله الاكبر وبكتابه كمنهج للعدل والحرية والثورة والاستقلال والكرامة والحياة والحركة فالشعب الذي يجمد وبين يديه القران هو شعب جدير بان يعيش ذليلاً ومقهوراً من هنا بدأ تنامي السخط واشتعلت نار الثورة على النظام العميل واسياده الذي كلما امعن في التعذيب والتدمير والقتل كلما زادت نار الثورة اشتعالاً واتساعاً على قاعدة اقتلونا فان شعبنا يعي اكثر فاكثر وحتى يومنا هذا لا زالت نيران الثورة تتأجج وتتسع وسيأتي اليوم الذي يحترق فيه كل الظالمين والقتلة والمستكبرين وما ذلك على الله بعزيز ونقول لمن تبقى من تجار الحروب ومصاصي الدماء والقتلة والجلادين اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرون من تكون له عاقبة الدار انه لا يفلح الظالمون .
Unlike · · Share
You, أحمدعبدالسلام الحسني, Haj Abu Mohammed, لبيك ياحسين and 7 others like this.
20 shares
- قرأت 477 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ