في حضرة الشهيد الخالد .. جمال الأشول

 

 

عندما نتحدث عن المناضل  عبد الكريم الخيواني ، نتحدث عن الاب والاخ والصديق والمناضل والشاعر والصحفي والكاتب ، عن الانسان ، امضى حياته نضالاً وكفاحا لا من اجل حياته الشخصية بل من اجل الوطن والامة وقضاياها،

لقد عشت مع الشهيد فترة لاباس بها ففي كل مرة اجلس معه تجري بيننا احاديث، وكل يوم يروي لنا عن اشياء كثيرة منها عن الاعتقالات التي تعرض لها والتعذيب الشديد الذي لقية من جلادي السلطة ، مواقفي مع الشهيد كثيرة جداً وجلساتي معه كثيرة اكثرها في مقر صحيفة الامة  ، كانت تصل بعض الاحيان لساعات طويلة ، اخرها كانت قبل استشهادة بحوالي شهر ، ونحن نراجع ملف التعذيب التي كان قد اعده سابقاً حمل عنوان " انات الضحايا واسواط الجلادين ، كاشفاً واقع التعذيب في اليمن خلال فترة تمتد من منتصف الستينيات، حتى نهاية 2011م وفي كل مرة ننتهي من مراجعة فصل يحكي لي عنة بالتفصيل  ، احياناً لم اكن اشعر في الوقت الا عندما اسمع صوت اذان الفجر .

لقد حمل الخيواني من المعتقلات وهو خلف القضبان اثار اسواط الجلادين ليجلدهم بها في كلماته ومواقفه وقيمة واخلاصه وشموخه ونضاله ومشروعة العادل , ومن معاناة الحياة وهموم النضال, وانات الضحايا ليشعل بها ليالي الظلم والقهر .

كنت انظر الى وجهة العظيم الذي يكسوه النور والعزة والكرامة  وعيوني مليئة بالدموع ، محاوراً نفسي كم هذا الرجل عظيم اخذ من التعذيب النفسي والجسدي والاضطهاد والحرمان ، خذلة الكثير ، ولكن مازال الخيواني ذلك الانسان العظيم قلبه مليئاً بالحب والخير يحب الجميع ويحبة الجميع بلا حدود .

كريم كان نموذجا للمثقف الانسان ظل يطلق على نفسة حتى استشهاده المواطن عبد الكريم الخيواني ، غير معترف بالألقاب والمسميات لا نه كان يعرف أن قيمته بما يحمل داخله وليس بما يسبق اسمه ، وظل ببساطته اكبر من كل الالقاب وارفع من كل المسميات .

كريم لم يكن رجلا مناضلا فحسب كما عرفه الناس بل كان يمثل صورة مثالية للإنسانية ينثر قيم التسامح مرفقة بالعزة والكرامة في أي مكان يحل فيه ، لم يعيش من اجل نفسة بل من اجل الجميع ، كان يمثل لدى الكثيرين وانا واحد منهم ، قدوة ومعلما ومدرسة لجيل ثوري اسهم في تشكيل وعيها الثقافي والوطني والنضالي

الخيواني لم يخذلنا يومًا, لم يتواطأ ضد نفسه وقناعاته يومًا لم يزيف شيئًا يومًا لأجل نفسه أو لأجل أحد .. كان أبيا شامخا عزيز النفس منسجما ووفياً لقناعاته ومبادئه ، لم يلن او يخضع لترغيب أو لترهيب ، زاهدًا، وهو أكثر من تعرض لضغط المغريات ، فذات حديث روى لي كريم انه ذات يوم وهو في السجن ، ارسل علي صالح اشخاص يطرحون عليه عرضا مغريا ، قال فقلت لهم انا مرتاح وانا هكذا فقير  ..

عالم بدون كريم عالم موحش مليئة بمفردات الدمار والقتل والنفوس المتوحشة ..

الشهيد  حاضراً في ارواحنا وقلوبنا  لأن مثل الخيواني لايمحى هو منقوش في ذاكرة الوطن ، هو اجمل قصيدة في الحياة ، وهو استثنائي ، هو وطن شامخ ذات سيادة وعزة واباء ، ونهج سيدرس ، أن اصدقاء وابناء وتلاميذ واحباب الخيواني  يسيرون على دربة ولن يخذله حاموا الراية من بعده ... وإنا على العهد سنواصل

 

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.