الصحف الأجنبية: ساندرز يتهم السعودية بلعب دور خطير باثارة الاصولية حول العالم
اثنين, 18/04/2016 - 5:03مساء
قال المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية "برني ساندرز" إن "العقيدة الوهابية السعودية هي العقيدة نفسها التي يتبعها كل من "داعش" و "القاعدة""، ولفت الى "وجود البعض داخل العائلة الملكية السعودية الذي يمول الفكر الوهابي "الاصولي"".
كلام ساندرز جاء على خلفية الضجيج الذي اثاره التهديد السعودي ببيع الاصول داخل الولايات المتحدة في حال وافق الكونغرس على مشروع قرار يجيز رفع دعاوى قضائية على السعودية بسبب تقديم مسؤولين حكوميين سعوديين المساعدة لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول.
* غضب الداخل الأميركي من التهديدات السعودية
حملت الصحفة الأولى من صحيفة "New York Daily News" في عددها الصادر يوم أمس بتاريخ السابع عشر من نيسان ابريل الجاري عنوان "الحثالة الملكية"، وذلك في اشارة الى التهديدات السعودية ببيع أرصدة لها في الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار في حال مرر الكونغرس مشروع قرار يجعل السعوديين عرضة لدعاوى قضائية متعلقة باحداث الحادي عشر من ايلول.
وأشار المضمون الى أن "عائلات ضحايا أحداث الحادي عشر من ايلول "الغاضبة" "اتهمت المسؤولين السعوديين بابتزاز الولايات المتحدة من اجل اخفاء دورهم المزعوم كممولي الارهابيين" الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من ايلول".
وأشارت المقالة الى أن عائلات ضحايا الهجمات انتقدوا بشدة الرئيس الاميركي باراك اوباما، وذلك على ضوء التقارير التي افادت بانه يسعى جاهداً الى تعطيل مشروع قرار الكونغرس. ونقلت عن "Jim Riches" الذي قتل ابنه في هجمات الحادي عشر من ايلول بان على أوباما "الدفاع عن مبادئنا"، كما قال "دعوهم (السعوديين) يحتفظون بمالهم. لا نريد أموالهم، إنها لا تستحق حياة 3,000 اميركي".
كذلك نقلت المقالة عن "Terry Strada" التي قتل زوجها بالهجمات تساؤلها عن سبب التراجع أمام الحكومة السعودية بدلاً من "حماية الشعب الاميركي"، وقالت إن المسؤولين الاميركيين يحاولون "كتمان سر السعوديين" وان الولايات المتحدة لم يسبق وان "قامت بمحاسبة السعوديين".
ولفتت المقالة الى أن "عائلات ضحايا الحادي عشر من ايلول تقدموا بطلب استئناف قرار قضائي اتخذ العام الماضي يحمي السعودية من دعوى قضائية تتهم الرياض بمساعدة الارهابيين الذين نفذوا اعتداءات الحادي عشر من ايلول"، مذكراً "بالوقت نفسه أن خمسة عشر من أصل المنفذين التسعة عشر كانوا من التبعية السعودية".
كما نقلت عن "Sharon Premoli" وهي إحدى الناجيات من الهجمات قولها إن "ما تقوم به السعودية هو "ابتزاز""، مشددة على ضرورة "وقف ذلك" واعتبرت أن "التهديدات السعودية تدل على أن السعوديين فعلاً متوترون وأنهم لا يريدون المثول أمام المحكمة".
وأوضحت المقالة أن "مشروع القرار الذي يتم تداوله في مجلس الشيوخ الاميركي يرعاه كل من السيناتور الديمقراطي "Chuck Schumer" و السيناتور الجمهوري "John Cornyn"، الذي كان قد صرح الشهر الفائت بان مشروع القرار المطروح يعد اساسياً من أجل وقف مصدر التمويل للارهابيين".
كما أوضحت المقالة أنه "وبحسب القانون الاميركي الحالي، لا تخضع الدول الاجنبية لدعوى قضائية مثل تلك التي تتقدم بها عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من ايلول، وهو ما يعني أن أي تشريع جديد يحتاج موافقة مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس الاميركي". وأشارت المقالة ايضاً الى أن "معسكر أوباما حث الكونغرس على النظر بالتداعيات المالية والدبلوماسية التي قد تنتج عن تمرير الكونغرس مثل هكذا قانون".
وفي الوقت نفسه نقلت المقالة عن "Sean Carter" وهو محامي عائلات الحادي عشر من ايلول إنه سيكون للسعودية "الحق بالدفاع عن نفسها"، وعليه اعتبر أن "الرد السعودي (رغم امتلاك الحق بالدفاع عن النفس) مثير للاهتمام". كذلك قال (بحسب المقالة) إن "مشروع القرار المطروح بالكونغرس يقوم بمجرد اعطاء السلطة القضائية الى المحاكم كي تستمع الى القضية".
* تعليقات المرشحين الديمقراطيين "ساندرز" وكلنتون حول الموضوع
وفي سياق متصل، قالت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية "Hilary Clinton" في مقابلة ضمن برنامج "This Week" (هذا الاسبوع) على قناة "ABC" يوم أمس السابع عشر من نيسان ابريل، في معرض تعلقيها على الموضوع إنه "يجب أن نجعل من يشارك أو يدعم الارهاب يدفع ثمناً، ويجب أن ندرك أي عواقب قد تؤثر على الاميركيين، سواء العسكريين أو المدنيين، أو على أمتنا".
وعقب هذا التصريح، صدر بيان عن حملة "Clinton" جاء فيه إنه يجب "محاسبة المسؤولين (عن هجمات الحادي عشر من ايلول)، و ان "Clinton" ستعمل مع الكونغرس بغية تحقيق هذا الهدف في حال فوزها بالرئاسة".
الى ذلك، شدد المرشح الديمقراطي الآخر للرئاسة الاميركية "Bernie Sanders" ايضاً خلال مقابلة يوم أمس ضمن برنامج "This Week" على قناة "ABC"، على ضرورة أن "تتخذ الولايات المتحدة موقفاً أكثر صرامة ضد السعودية ودعمها للفكر الوهابي".
وقال "Sanders" إن "هناك في العائلة الملكية السعودية من موّل "العقيدة اليمينية الاصولية" المتمثلة بالوهابية في المدارس حول العالم"، لافتاً بالوقت نفسه الى ان "تنظيمي "داعش" و"القاعدة" يتبعان هذه العقيدة الوهابية التي وصفها "بالمروعة"، واتهم السعودية "بلعب دور خطير جداً بإثارة الاصولية حول العالم".
وتعليقاً على التهديدات السعودية ببيع الاصول الاميركية في حال مرر الكونغرس مشروع القرار الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من ايلول برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة السعودية، شدد "Sanders" على أن الولايات المتحدة لا يمكن ان تخضع للابتزاز.
* المشروعان الاميركي والسعودي "المتناقضان" في الشرق الاوسط
الباحثة السعودية "مضاوي الرشيد" كتبت مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" بتاريخ يوم أمس السابع عشر من ابريل نيسان، قالت فيها ان "الرئيس اوباما سيقابل قيادة سعودية غارقة في "جرعة أمل" عندما يزور الرياض"، مشددة على أن "هذه القيادة مصممة على عدم مشاركة الشرق الاوسط كما كان يأمل اوباما بعد ابرام الاتفاق النووي مع ايران وكما تحدث في مقالة الصحفي "Jeffrey Goldberg". ورأت أن "السعودية تريد ان تصبح زعيمة المنطقة بلا منازع، وبالتالي فان الحلم الاميركي يقابله حلم سعودي".
وبرأي الكاتبة فان "التصادم بين الرؤيتين السعودية والاميركية تتركز على قضية واحدة، اذ ان حلم اوباما للشرق الاوسط يصور المنطقة على أساس وجود مراكز قوة اقليمية متعددة، تكون جميعها على علاقة ودية بالولايات المتحدة دون أن يقوم أي طرف محدد بفرض ارادته على الآخرين". وأضافت إن "اوباما قد نأى بنفسه عن المزاعم المتنازعة للهيمنة والسيطرة وسعى وراء تحقيق المصلحة القومية الاميركية التي كانت تقتضي وفي ظل الفوضى الذي عم المنطقة (بحسب الكاتبة) ان تصبح اميركا مصدر دعم بعيد ولكن منخرط بنفس الوقت للذين هم مستعدون للالتزام بقوانين اللعبة الجديدة".
الكاتبة قالت ان "السعوديين ومنذ انتخاب اوباما عام 2008، سعوا الى تحقيق حلمهم بان يصبحوا القوة الاقليمية الوحيدة من دون المظلة الاميركية التي اعتادوا عليها منذ الثمانينات". وأضافت إنه "تم تسريع وتيرة المساعي السعودية لتحقيق هذا الحلم نتيجة الثورات العربية التي هددت طبيعة الحكم الموجود في السعودية"، مشيرة الى أن "الرياض تنظر الى اوباما على أنه الرئيس الاميركي الوحيد الذي هز حلمهم وأيقظهم الى حقيقة مرة بينما سعى الى المصالحة مع ايران".
عليه، اعتبرت الكاتبة أن "حالة "الصدع" هذه بين الولايات المتحدة والسعودية أجبرت أوباما على الذهاب الى الرياض في هذا الوقت المتأخر من رئاسته"، ورأت ان "هدف الزيارة هو اقناع السعوديين ودول اخرى بمجلس التعاون الخليجي بانهم لا زالوا حلفاء اساسيين لاميركا، على الرغم من ضرورة بذلهم جهوداً أكبر فيما يتعلق بمحاربة الارهاب الذي تمارسه "داعش" وغيرها من الجماعات الارهابية".
كذلك أعربت الكاتبة عن اعتقادها بان السعوديين "يستغلون الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة وحلفائها الاقليميين، من القاهرة الى انقرة"، مضيفة إن "السعوديين ذهبوا ابعد من ذلك حتى عندما كثفوا الاتصالات مع "إسرائيل""، مشيرة الى "الخلافات التي سادت بين اوباما والقيادة الاسرائيلية خلال فترة رئاسته". ورأت أنه من "الواضح ان السعوديين يبحثون عن تحالفات اكثر قوة مع حلفاء اميركا الساخطين في الشرق الاوسط".
كما رأت الكاتبة ان "زيارة اوباما الى الرياض لا يمكن اعتبارها سوى محاولة لحقن جرعة من مظاهر الدعم في اللحظة الأخيرة لمصلحة الرئيس الاميركي المستقبلي"، معتبرةً أن "كلًّا من أوباما والسعوديين غير مستعد للتخلي عن حلميهما المتناقضين"- مذكرة بان حلم اوباما يستند على تعددية الاقطاب في المنطقة بينما لا يقبل الحلم السعودي الا بالهيمنة الكاملة.
الكاتبة توقعت استمرار "التحول نحو التقييم النقدي للتحالف الاميركي السعودية وكذلك الشكوك التي يعبر عنها داخل اميركا حول هذا التحالف". وقالت إن "العديد في الولايات المتحدة يشككون بالمزاعم السعودية بان الرياض قادرة على ان تصبح الزعيم الاوحد ليس فقط بين العرب وانما للمسلمين السنة عموماً"، مضيفة إن "مثل هذه الاوهام مصيرها المزيد من النزاعات في الشرق الاوسط وخارجه".
- قرأت 518 مرة
- Send by email