الصحف الأجنبية: ’داعش’ تخترق السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في مقالة له نُشرت على موقع "Al-Monitor" أمس، حذّر الباحث السعودي ابراهيم الهطلاني من أن "داعش" نجحت باختراق السعودية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أن الشباب السعوديين المتأثرين برسالتها قاموا بقتل عناصر الجيش والشرطة حتى عندما يكون هؤلاء العناصر من اتباع عائلاتهم.

وأشار الكاتب الى أن "داعش" كما "القاعدة"، تتهم السعودية بانها دولة كافرة وتصف حكامها بالطغاة والموالين للصليبيين، مضيفا أن كلا التنظيمين (داعش والقاعدة) يؤمن بان عناصر الشرطة والامن السعودي يقومون بقتل "المجاهدين"، وبالتالي هم كفار كما الحكام.

ولفت الكاتب الى أنه "وبتاريخ الحادي عشر من آذار مارس الماضي اعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل ستة مطلوبين من داعش خلال تبادل لاطلاق النار مع الشرطة في شمال غرب البلاد. واوضح ان القتلى يشتبه بانهم متورطون بقتل احد اقاربهم يعمل رقيباً بالجيش. كذلك اضاف ان اعمار المشتبه بهم تتراوح بين 18 و28 عاماً"، ونبّه الى أن الحادثة هذه ليست الاولى من نوعها، اذ تحدث عن مقتل المدعو "مدوس العنزي" بالرابع والعشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي بعد ان كان قد التحق حديثاً بصفوف الجيش السعودي، وقال ان الاخير قتل على ايدي اقرباء له تتراوح اعمارهم بين 18 و 21 عاما.

وحذر الكاتب من مدى عمق اختراق ايديولوجية داعش "النسيج القبلي والعائلي داخل السعودية"، مضيفاً ان داعش تجند السعوديين دون سن الثلاثين عاماً عبر موقع "تويتر".

وبينما أشار الكاتب الى ان عددا من كبار العلماء السعوديين قد حذروا وحرموا الانضمام الى داعش، لفت الى أن عضو مجلس الشورى السعودية السابق خليل عبد الله الخليل قال لتلفزيون العربية في شهر تموز يوليو الماضي إن ستين بالمائة من الشباب السعوديين مستعدون للانضمام الى داعش. واعتبر ان ذلك مؤشر على ان السعودية فشلت باقناع علمائها والسلفيين بان فكر داعش هو انحراف خطير عن الاسلام.

كما رأى الكاتب ان داعش ومن خلال منشوراتها الاعلامية وبيانات زعيمها ابو بكر البغدادي، تقدم نموذجاً عن "الامام المسلم الذي يحفظ القرآن"، مقارنة مع الحكام العرب الذين "لا يتقنون قراءة الآيات القرآنية". واضاف ان البغدادي يظهر كمن يدافع عن حقوق المسلمين ويدافع عن المضطهدين – خلافاً لحكام الخليج الذين يصفهم البغدادي بانهم يعتمدون على القوى الغربية، وقال إن "داعش وبينما تستقطب الشباب على نطاق عالمي، الا ان نجاحها باختراق الداخل السعودي وما ترتب على ذلك من قتل الشباب افراداً من عائلاتهم يعني ان "الشراكة بين السلفية والملكية التي عمرها 300 عام وصلت الى نهايتها". كما اضاف ان  الخلافات بين السلفية والنظام الملكي ادت الى مواجهات وانفصال وان كل طرف سيعمل على ايجاد شركاء جدد".

 

الوضع في العراق

صحيفة "نيويورك تايمز" شدّدت في مقالة أمس على ان الاحداث الاخيرة التي شهدها العراق انما تؤكد ان السيد مقتدى الصدر يبقى قوة لا يستهان بها، مضيفة أن الصدر اما قد يزيد حدة الاستقطاب السياسي او يعزز مساعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لتشكيل حكومة وظيفية. وقالت ان الاحتمال الثاني هو الوحيد الذي سيعطي العراق فرصة لاستعادة المناطق من داعش ولمواجهة الازمة الاقتصادية التي تسبب بها انخفاض اسعار النفط.

وأشارت الصحيفة الى ان الصدر قد اعلن عام 2014 انسحابه من السياسة وقدم نفسه منذ ذلك الحين على انه زعيم ديني مناصر للفقراء، بغض النظر عن الانتماء الطائفي، وقالت ان الصدر قبل عام قد ايد خطة العبادي لاعادة تكوين نظام الحكم من خلال تعيين وزراء يتمتعون بالكفاءة، وكذلك مكافحة الفساد.

الصحف الأجنبية: "داعش" تخترق السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الصحف الأجنبية: "داعش" تخترق السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

 

ورأت الصحيفة أن هناك حاجة ماسة الى التغييرات المطروحة بخطة العبادي هذه، اذ ان العراق يستعين بالاحتياط الاجنبي من اجل التعويض عن العجز بالميزانية، وكذلك يسيطر عناصر داعش على اثنين من كبرى مدن العراق وهي الفلوجة والموصل، ولفتت الى أن الصدر عندما طلب من مناصريه مغادرة المنطقة الخضراء حثهم ايضاً على الامتناع عن العنف والهتاف بشعارات وطنية فقط. كما اشارت الى ان الصدر قد حذر من ان مناصريه سيطالبون بانتخابات جديدة في حال واصل المشرعون العراقيون الوقوف عائقاً امام الاصلاحات السياسية. وقالت ان امتناع الصدريين حتى الآن عن العنف وعدم وجود طابع طائفي لمظاهراتهم هو مشجع، معتبرة ان مواصلة هذا النهج من قبل الصدر قد يعطي للعبادي الغطاء السياسي الذي يحتاجه لاجبار البرلمان على اجراء الاصلاحات التي تحتاجها الحكومة.

الخلافات الاميركية السعودية

الكاتب الباكستاني سلمان رافي شيخ اعتبر في مقالة نُشرت على موقع "Asia Times" بتاريخ الثاني من ايار/مايو الجاري،  ان الهوة بين الولايات المتحدة والسعودية تتوسع في الوقت الذي تمضي به اميركا نحو تطوير العلاقات مع ايران.

وأشار الكاتب الى ان وزيري خارجية ايران والولايات المتحدة تطلعا خلال اجتماعهما الاخير الى تعزيز مستوى العلاقات الثنائية، وذلك في الوقت الذي شكلت فيه زيارة اوباما الى السعودية ومساعيه لتهدئة آل سعود فشلا دبلوماسيا كبيرا، ورأى أن "الاستقبال الجاف" لاوباما في الرياض انما يعكس المزاج السائد، اذ قال إن آل سعود مستاؤون من الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع ايران وسوريا، وهو ما اجبر الرياض على الدخول بشراكة استراتيجية مع تركيا التي تعد بدورها من المنافسين التاريخيين للسعودية.

وقال الكاتب إن سيناريو "المزاج السيئ" يبدوا انه يزعزع الاصدقاء "القدامى" ويمهد "لصداقات جديدة، معتبراً ان هناك تطورا تدريجيا تاريخيا هاما يلوح في الافق. كذلك شدد على ان "ثمانية عقود من العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض تشهد تغيرا جوهريا". وبينما استبعد زوال علاقة الصداقة بالكامل والتحول نحو العداوة، اعتبر ان شروط العلاقة القوية والاستراتيجية بين الجانبين تتغير بشكل تدريجي، وتابع: من اهم اسباب ذلك هو عامل النفط، اذ اشار الى ان تقليص اعتماد الولايات المتحدة على النفط السعودي وتراجع دور الرياض في ادارة سوق النفط العالمي ظهر جلياً جراء فشل اجتماع قطر الاخير، وأشار الى ان ذلك اثر ايضاً على احد جوانب العلاقات الاميركية السعودية.

 الكاتب أعرب عن اعتقاده بان الموقف الاميركي يميل اكثر نحو ايران، مضيفا ان ذلك ربما يعود الى الاعتقاد السائد المبني على ما كشفه سياسيون اميركيون مؤخراً عن الدور الذي لعبته السعودية "باثارة نزاعات جهادية" في الشرق الاوسط و كذلك الترويج لجماعات متطرفة.

واستشهد في هذا الاطار بما كشفه السناتور الديمقراطي السابق “Bob Graham” الذي كلف (الى جانب عدد آخر من اعضاء الكونغرس)  بإعداد التقرير حول هجمات الحادي عشر من ايلول وصدر التقرير عام 2003، وتحدث مؤخراً عما يتضمنه التقرير من معلومات عن دعم سعودي لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول).

كذلك، استشهد الكاتب بما قاله نائب مستشار الامن القومي الاميركي “Ben Rhodes” بتاريخ الثامن عشر من نيسان ابريل الماضي، من ان الحكومة السعودية وافرادا من العائلة الملكية قدموا الاموال التي ادت الى ولادة تنظيم القاعدة، وأردف أن ايران تبدو خيارا افضل للولايات المتحدة كحليف اقليمي، وكذلك وسيلة للضغط على السعودية. واعتبر ان ذلك ينعكس من خلال ما وصفه  بالدور الاكبر الذي قدم لايران بحل نزاعات المنطقة خلال الاشهر الاخيرة ، وذلك ضمن اطار خطة العمل المشتركة. كما اعرب عن تأكيده ان الازمة السورية ستصب في قلب "عملية بناء هذا النظام الجيد".

الكاتب اعتبر أن انزعاج آل سعود ظهر جلياً جراء التركيز السعودي على ضرورة التصدي "لمثيري الشغب" في المنطقة، مشيراً الى البيان الختامي لمنظمة التعاون الاسلامي الذي ينتقد بشدة ايران وكذلك حزب الله، ورأى ان هذه المقاربة السعودية تتناقض والسياسة التي تتبعها واشنطن تجاه ايران، مما يعني ان السؤال المحوري هو كيف ستوازن الولايات المتحدة بين ايران والسعودية. وبينما استبعد ان تستطيع الولايات المتحدة التوفيق بين الرياض و طهران، رأى انها تستطيع ان تضع مسافة معينة بينها وبين السعودية وانها بدأت تحاول القيام بذلك.

واستبعد الكاتب أن تتخلى الولايات المتحدة بالكامل عن السعودية،اذ ان ذلك سينشئ فراغا بين الولايات المتحدة واغلب دول الخليج قد تملأه روسيا والصين. كما اضاف ان الولايات المتحدة غير مستعدة لهذه المجازفة وان تركيزها الاساس هو على اجبار السعودية على تغيير بعض سياستها، خاصة الدعم المستمر الذي تقدمه لبعض الجماعات المتطرفة في سوريا واليمن.

واستبعد عودة العلاقات الاميركية السعودية الى طبيعتها مع انتخاب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، اذ إن واشنطن لا تستطيع اعادة علاقاتها مع ايران الى ما كانت عليه قبل الاتفاق النووي، وكذلك لا تستطيع ان تتحمل الانخراط العسكري لوقت طويل في الحروب التي اشعلها آل سعود في الشرق الاوسط، خاتما أن "ديناميكيات العلاقة تتغير، ومن المرجح ان تتبدّل اكثر في المستقبل القريب، حيث قد تركز السعودية اكثر على "اعادة تعريف العلاقات مع روسيا وكذلك "إسرائيل"، وقال إن علاقات افضل مع روسيا ستساعدها على التصدي للضغوط الآتية من الولايات المتحدة، بينما ستساعد "إسرائيل" آل سعود على الاحتفاظ بموقع قوي تجاه ايران في المنطقة.