لماذا تراجعت الإمارات عن قرار انسحابها من اليمن؟
بندر الهتار
تراجعت الإمارات عن تصريحاتِها المعلنة بانتهاء الحرب بالنسبة لجنودها، معلنة أنها مستمرةٌ في العدوانِ على اليمن،ِ ما يفسر أن دويلة الإمارات تلقّت ضغوطاً بالتراجع عن موقفها، الأمر الذي يكشفُ ما وصلت إليه قوى العدوانِ من التصدُّع.
الضغوط على الإمارات تؤتي أكلها، فبعد ساعات من إعلان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية وولي أبو ظبي محمد بن زايد انتهاء الحرب بالنسبة لجنود الإمارات في اليمن، مع رصد التحركات والترتيبات السياسية، لتمكين اليمنيين في المناطق التي وصفها بالمحررة، في خطوة غير مسبوقة، تعني تفكك وتصدع ما يسمى بالتحالف العربي.
وبعد ساعات من هذه التصريحات خرج قرقاش مجدداً، ليؤكد أن قوات بلاده ستستمر مع السعودية ضمن تحالف العدوان على اليمن، في تراجع واضح عما سبق إعلانه ولا تفسير لهذا سوى أن دويلة الإمارات تلقت ضغوطاً بالتراجع عن موقفها المعلن سابقاً.
هذا التقلب والتراجع ليس الأول من نوعه فقد سبق ذلك موقف مماثل للرجل الثاني في السعودية، إذ أعلن ولي العهد السعودي محمد بن نايف مطلع يونيو، فشل بلاده في اليمن في سوريا، وأن عملية عاصفة الحزم طال أمدها وخرجت عن التوقعات، وما هي الا ساعات حتى تم حجب موقع صحيفة الوطن الرسمية تحت حجة اختراقه، في حادثة أثارت جدلاً واسعاً.
في حادثة ثالثة ومشابهة، نشرت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” خبرا يؤكد أن محمد بن سلمان يدعم الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بنسبة عشرين في المائة، الأمر الذي جعل الوكالة تنفي بعد ساعات هذا الخبر وتعلن عن اختراق موقعها، وهو ما يشير إلى مخاوف السعودية من خذلان الساكن الجديد للبيت الأبيض.
لعل هذه الحوادث مجتمعة باتت تشكل ظاهرة في صفوف تحالف العدوان وبما يؤكد زيادة منسوب التخبط والارتباك إزاء الفشل الذي حدث في اليمن، وما تلاه من انعكاسات سلبية على سمعة ومكانة النظام السعودية وشريكه الاماراتي وبقية الشركاء.
في ذات السياق فإن الافصاح عن هذه التصريحات يكشف عن احتدام الصراع في صفوف تحالف العدوان بما يجعل من هذه الأساليب مجالا للتنفيس، وتبقى قرارات التراجع فاضحة لجبن هذا التحالف الذي يبدو فاقدا لقرار إنهاء العدوان أو تغيير الأولويات.
- قرأت 1388 مرة
- Send by email