عبد السلام : حريصون على إنجاح المشاورات الجارية ونرى أننا على مسافة قريبة من الحل الشامل
أكد رئيس وفد "أنصار الله" محمد عبد السلام على اهمية السلام والاستقرار في اليمن، مشدداً على ان "ما نبحث عنه هو السلام وهو مطلب شعبنا اليمني الذي عانى الكثير والكثير جراء العدوان".
وفي مداخلة له اثناء لقاء الامين العام للامم المتحدة مع الوفد الوطني اليمني ووفد الرياض، اكد عبد السلام على الحرص أيضا على إنجاح المشاورات الجارية، معتبرًا "أنها أصبحت على مسافة قريبة من الحل الشامل"، ومعربًا عن تقديمه الشكر والامتنان لأمير دولة الكويت وكل مسؤولي الدولة والشعب الكويتي الشقيق على ما يقدمونه من دعم لا محدود من أجل إنجاح هذه المشاورات والوصول إلى السلام، كما أثنى بالشكر على مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وفريقه على الجهود التي بذلوها وما زالوا في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن السعيد،
سائلاً الله القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير ومصلحة شعبنا اليمني العزيز وأمتنا العربية والإسلامية وعموم الإنسانية.
النص الكامل لمداخلة رئيس وفد "أنصار الله" محمد عبد السلام خلال لقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع الوفد الوطني اليمني ووفد الرياض:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين :
معالي الأمين العالم للأمم المتحدة / بان كي مون
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن / إسماعيل ولد الشيخ أحمد
الحاضرون جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نرحب بحضور الأمين العام للأمم المتحدة إلى الكويت واطلاعه عن كثب على مجريات مشاورات السلام اليمنية والدفع بها نحو الحلول المنشودة التي يتطلع إليها الشعب اليمني وفق مبادئ منظمة وواضحة متوافق عليها تطبيقا لروح ومضمون المبادئ والأسس التي قامت عليها المرحلة الانتقالية في اليمن منذ بدايتها.
لقد انطلقت ثورة واسعة في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 تطالب باصلاحات اقتصادية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وشكلت حكومة بموجب اتفاق السلم والشراكة الذي رجب به العالم أجمع.
ومن نافل القول أن البلد قائم على التوافق منذ بداية المرحلة الانتقالية ، وانطلاقا من هذا المبدأ ورغبة صادقة منا بالسلام ، وإيمانا راسخا بالحوار واعتباره السبيل الوحيد للحل في اليمن ها نحن هنا في الكويت الشقيق منذ أكثر من شهرين تقريبا ، وقد سبق هذا اللقاء لقاءات وجولات أخرى في مسقط وجنيف وبيال ، وكل ذلك سعيا للالتقاء مع الآخر في منتصف الطريق لنكمل سويا الرحلة نحو يمن للجميع . وهاهي خمسة عشر شهرا من العدوان الشامل على اليمن والحصار ضد دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة ارتكب فيها المعتدون أبشع أنواع الجرائم وغرقوا في بحر من الدماء في كل مدينة وقرية وعلى كل جبل وسهل وفي بطن كل واد مخلفة دمارا هائلا وخرابا عريضا طال اليمن أرضا وإنسانا وما زالت الجرائم مستمرة حتى صباح يومنا هذا حيث ارتكب الطيران مجزرة وحشية بحق الأبرياء في مديرية القبيطة وما زال الطيران يسرح ويمرح قتلا وتدميرا وكل هذا على مرأى ومسمع من العالم.
معالي الأمين العام للأمم المتحدة
لقد بذلنا جهودا مشتركة مع مبعوثكم الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وبمساعدة الدول الشقيقة والصديقة في بناء نقاشات شاملة هدفنا من وراء ذلك وقف العدوان الغاشم على الشعب اليمني ورفع الحصار الشامل وكافة القيود الاقتصادية الجائرة والسماح بحرية الحركة للمواطن اليمني دون تفتيش أو إجراءات تعسفية كما يحدث في مطار بيشية وفي مطارات أخرى ، وبهدف الدخول في عملية سياسية توافقية لاستكمال المرحلة الانتقالية وفق مرجعيات العملية السياسية الانتقالية وبناء على أسس واضحة المعالم وبمشاركة كل القوى الوطنية وذلك خلال التوافق على مؤسسة رئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وأمنية لإجراء الترتيبات الأمنية المستعجلة في المرحلة التمهيدية المتفق عليها وبتوافق الجميع ومشاركة كل الأطراف ليبدأ عمل السلطة التنفيذية التوافقية في أقرب وقت ممكن وتبدأ معها المرحلة التي تليها لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية في عموم البلد والتي بات على رأسها انتشار القاعدة وداعش وسيطرتها على مناطق شاسعة ، ولنتمكن سويا من استكمال ماتبقى من المرحلة الانتقالية.
إن من حق اليمن أن يمتلك دولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة قادرة ومقتدرة على بسط الأمن والاستقرار وتحظى بعلاقات متميزة مع جيرانها ومحيطها قائمة على الاحترام المتبادل واحترام سيادة اليمن واستقلال قراره السياسي ، فذلك المستوى من الحضور والاقتدار الوطني هو وحده السبيل نحو تعزيز الأمن في الجزيرة العربية والخليج والقرن الأفريقي بما يسهم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وأما ما تسبب به العدوان من فراغ فلن تستفيد منه سوى قوى الظلام من القاعدة وداعش وهو ما بدى جليا في مناطق مختلفة ، والتي لن يتصدى لها أو يقضي عليها إلا دولة ذات سيادة قوية في الداخل وليس باستقدام قوات أجنبية تدعي مكافحة الإرهاب وهي تتخذه حصان طرواده للتغلغل والتوسع على حساب التراب الوطني ، وعليه فإننا نطالب بسرعة المضي في بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتشارك فيها الجميع وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بخروج جميع القوات الخارجية والأجنبية ونعتبر استمرارها تحت أي ذريعة إنما هو بمثابة احتلال واضح .
سعادة الأمين العام
نطالب مؤسستكم الموقرة بتكثيف جهودها داخل اليمن عملا بمواثيقها ومبادئها الإنسانية ويؤسفنا أن الثقة بين شعبنا ومؤسستكم نالها بعض الفتور زاد من اتساعه خذلانها أطفال اليمن وكذا ترك طائرات العدوان تفتك بالصغير والكبير وكل شئ جميل في اليمن إلا ما ندر من بعض البيانات التي يتم التراجع عن بعضها كما حصل فيما يتعلق بالقائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال أثناء الصراعات ومع ذلك فإننا نثمن موقفكم الشجاع الذي أوضحتم فيه سبب رفع دول العدوان من اللائحة السوداء وأن ذلك كان نتيجة ضغوط وتهديد بقطع مساعدات ولفترة مؤقتة ، وكأن أولئك مع فعلتهم الشنيعة يريدون أن يقتل أطفال اليمن مرتين مرة بطيران العدوان ومرة بالصمت الأممي .
كما نشير إلى أن لاستمرار الحصار تداعيات كبييرة على اقتصاد البلد محدثا تمزقات عميقة طالت مختلف شرائح المجتمع والأسرة ويتطلب الوضح تحركا عاجلا لتلافي كارثة إنسانية كبرى قد تحدث ، وهو ما يجعلنا نطالب بسرعة رفع الحصار ، كونه يمثل عدوانا على كل اليمنيين وابتزازا عنيفا كجزء من الحرب والعقاب لاسيما وان الحرب باتت مصدرا للارتزاق وكسب المال الحرام على حساب دماء الشعب اليمني المظلوم .
وفي الختام :
نؤكد لكم أننا حريصون كل الحرص على السلام والاستقرار في اليمن وما نبحث عنه هو السلام فهو مطلب شعبنا اليمني الذي عانى الكثير والكثير جراء العدوان ، كما نؤكد حرصنا أيضا على إنجاح المشاورات الجارية التي نجد أنها أصبحت على مسافة قريبة من الحل الشامل ، ولا يفوتنا في هذا المقام أن نقدم الشكر وجزيل الامتنان لأمير دولة الكويت وكل مسؤولي الدولة والشعب الكويتي الشقيق على ما يقدمونه من دعم لا محدود من أجل إنجاح هذه المشاورات والوصول إلى السلام ، كما نثني بالشكر لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وفريقه على الجهود التي بذلوها وما زالوا في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن السعيد .
ونسأل الله القدير أن يوفقنا جميعا لما فيه خير ومصلحة شعبنا اليمني العزيز وأمتنا العربية والإسلامية وعموم الإنسانية ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قرأت 385 مرة
- Send by email