الرئيس اليمني يهدد بالاستقالة وتسليم السلطة للجيش

كشفت مصادر يمنية أن الرئيس عبدربه منصورهادي هدد بتقديم استقالته وتسليم السلطة للجيش بعد أن وصل إلى "طريق مسدودة".
وأوضحت المصادر "أن السفير الأميركي في صنعاء غيرالد فايرستاين ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن جمال بن عمر, خذلا الرئيس هادي فهم يقولون شيئا ويعدون بشيء, ويعملون أشياء أخرى".
وأضافت أن "هادي وضع ثقته الكاملة منذ البداية بيد السفير الأميركي وجمال بن عمر لوعودهم بالوقوف الكامل إلى جانبه ومساعدته بالتخلص من أي معوقات تواجه المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية الطاحنة باليمن, غير أن الرئيس يشعر بالخديعة, وأن دول الغرب ودول الإقليم, لها حسابات مستقبلية أخرى وتلعب بالعديد من الأوراق ولمصالحها الخاصة وهناك صراع بين تلك الدول أيضا ومصالحها ورؤيتها للوضع المقبل باليمن كما ترسمه هي والإبقاء على بعض العناصر في النظام السابق لاستخدامها كأوراق ضغط في أي وقت".
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس اليمني "طالب منذ البداية برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأسرته والمقربين منه ورحيل اللواء علي محسن الأحمر وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, كشرط تم الاتفاق عليه من قِبل الجميع وموافقتهم وبوساطة وإشراف من السفير الأميركي نفسه".
وتحدثت مصادر متطابقة وموثوقة داخل النظام في صنعاء عن رفض الرئيس لأي حوار وطني قبل أن تحل الإشكالية القائمة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه, حيث يعتبر هادي أنه "إلى الآن لم يتغير شيء في الوضع القائم وخاصة في الجيش والسيطرة على الاقتصاد", مطالبا القائمين على المبادرة الخليجية الدفع بقوة وتنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم بمساعدة الدولة اليمنية للخروج من المأزق.
ومن بين مطالب هادي إعطاؤه صلاحية كاملة بتغيير رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة الذي قال عنه إنه تابع للشيخ الأحمر وليس للنظام اليمني, والكشف عن الكمية المستخرجة من النفط والغاز ومن المنتفدين المستفيدين من النفط وتصديره وأين تذهب الموارد المالية لبيع النفط ومشتقاته? وإعادة كل آبار النفط ومشاريعها إلى يد الدولة ووزارة المالية, والإعلان عن ذلك رسمياً في الصحف ووسائل الإعلام وعدم التدخل بالشأن اليمني وترحيل مشكلات بعض الدول لليمن ليصبح ساحة صراعات.
وحذر هادي من أنه في حال عدم تنفيذ كافة الشروط, فإنه بأقرب وقت سيقدم استقالته في خطاب رسمي عبر التلفاز الحكومي إلى الشعب الذي انتخبه في 21 فبراير 2012, ويسلم السلطة الرئاسية لقيادات عسكرية وطنية من القوات المسلحة اليمنية لتقوم بحكم اليمن حتى الانتخابات المقبلة.
إلى ذلك, حدد هادي موعد انطلاق الحوار الوطني في 18 مارس المقبل.
ودعا الرئيس واللجنة التحضيرية للحوار جميع الاحزاب الى تقديم قوائم ممثليها, على ان يقوم الحوار المنتظر بوضع دستور جديد للبلاد وبالسعي لحل القضايا الكبرى مثل قضية الجنوب, حيث يطالب تيار واسع بالانفصال, ومسألة التمرد الحوثي في الشمال.
على صعيد آخر, شن حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه صالح هجوما شديدا على حزب "الإصلاح" (التابع لجماعة الإخوان المسلمين) لنشره مقالا صحافيا ضد قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة العميد أحمد علي عبد الله صالح.
واعتبر "المؤتمر" في بيان أن "الإصلاح فقد صوابه وبات حزبا للموتورين والمصابين بعصاب سياسي".
وأضاف "إن الإصلاح يعيش هاجسا أسمه العميد احمد علي عبدالله صالح, هذا الإيقاع الوطني الذي استطاع أن يمكن آلاف من الشعب اليمني بأن يكونوا حراسا على مصير اليمن وعيونا ساهرة من أجل مكاسبه وثوراته ومنجزاته العظيمة ويدا تقبض على الزناد في وجه ثقافة المليشيات وبؤر الإرهاب التي تفشت خلال مرحلة الفوضى التي عصفت باليمن خلال العام قبل الماضي لصالح تنمية رصيد "الإخوان المسلمين" الذين انبطحوا واستجدوا وتوسلوا السفارات لكي يتسللوا إلى السلطة باسم ثورة خالية من الثوار وانتفاضة عاجزة عن التقدم بسبب تهالك رموزها وعفونة تاريخ قادتها, وغموض المشاريع التي دفعتهم ليكونوا في مواجهة تاريخ شعب لم يقبلهم منذ العام 1948, حيث كان أول انقلاب للإخوان للاستيلاء على السلطة وكأن الدم وزهق الأرواح دربهم في كل مراحل التاريخ".
نقلا عن السياسية الكويتية