مواقف السيد حسن نصر الله تتصدر الصحف العربية
استحوذت مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، على غالبية أخبار الصحف الصادرة اليوم، حيث تناولت مختلف القضايا التي طرحها في خطابه بذكرى انتصار تموز 2006، لا سيما ملف رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.
كما اهتمت الصحف بالانتقال إلى خطاب الهجوم ضد كيان العدو بعد عشر سنوات على هزيمته، إضافة لارساء معادلة الردع التي تحمي لبنان وتجعله يعيش في أمن وأمان.
وتناولت الصحف أبرز المواقف التي علّقت على الخطاب، لا سيما الرئيس بري الذي رأى فيه "ايجابياً في كل مضامينه".
"السفير": خطاب «بيت العنكبوت الثاني»: الانتقال من الدفاع إلى الهجوم
فقد رأت صحيفة "السفير" أنه لم تمر ذكرى الانتصار العاشرة في حرب تموز 2006 من دون أن يشحنها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعناصر قوة إضافية، ستضع المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي أمام مرحلة تقييم وحساب جديدة، تجعله يفكر أكثر بكل كلمة ومفردة وردت في خطاب الثالث عشر من آب وما ينتظر الإسرائيلي من مفاجآت صار بعضها محسوساً نتيجة تراكمات الحرب السورية والقدرات والخبرات المكتسبة على مدى عقد من الزمن.
وأشارت الصحيفة إلى انه يكفي اختيار عاصمة التحرير بنت جبيل، يوم هزّ «السيد» بـ«خطاب بيت العنكبوت» كل منظومة الردع الإسرائيلية، وفتح صفحة جديدة في «الوعي»، للدلالة على ان حجم التحدي يكبر ومعه تكبر الامكانيات واحتضان جمهور المقاومة لهذه المسيرة المتوارثة من جد شهيد الى أب شهيد الى ابن شهيد، في المواجهة المفتوحة ضد الارهابين الاسرائيلي والتكفيري، لذلك قرأت اوساط سياسية معنية في خطاب «بيت العنكبوت الثاني» ثلاثة أبعاد:
ـ البعد الإسرائيلي: أجرى «السيد» قراءة معمّقة للواقع الإسرائيلي، وثبت ما يكفي من رسائل مشفرة وواضحة محورها إلمام المقاومة بعناصر ضعف الجبهة الاسرائيلية بكل مستوياتها، بما فيها في أية حرب مقبلة، وصولاً الى نقل المقاومة من وضعية الدفاع الى حالة الهجوم، استناداً الى مسار ونتائج حرب العام 2006 والخبرة المتعاظمة نتيجة الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
ـ البعد اللبناني: يُقرأ من كلام «السيد» أن الفرصة كانت ولا زالت متاحة امام الرئيس سعد الحريري للقبول بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولاحقا فتح الأبواب للقبول بالحريري رئيساً للحكومة، لكن من ضمن تسوية معينة هي ربما «سلة» او «جزء من سلة» أو «صيغة ما»، عنوانها القبول بعون رئيساً للجمهورية والذهاب الى انتخابه يليه الاتفاق على رئاسة الحكومة وفق توافق معين وإعداد قانون انتخابي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومن ثم تطوير الحوار للوصول الى ترسيخ كل قواعد الحلول.
ـ البعد السوري، منذ اليوم الاول للازمة السورية، كان موقف السيد نصرالله واضحاً بوجوب التوصل الى تسوية سياسية وحتمية ذلك، بما يوفّر على سوريا الخراب والدمار والدماء، وهذه الإمكانية للوصول الى التسوية لا زالت قائمة، لأن السير بالحرب الى ما لا نهاية امر غير ممكن، وهناك امكانية للوصول الى تسويات برغم استمرار الجهات العربية والإقليمية والدولية بدعم الارهابيين. ولعل خطاب «السيد» يشكل استكمالاً للخطاب الماضي الذي توجه فيه مباشرة الى السعوديين بوقف دعم الإرهاب.
نصرالله للحريري: عون ممرّك الإلزامي لـ«السرايا»
في الملف الداخلي، خرق خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز الجمود السياسي، وأطلق ما يشبه مبادرة أولية حيال الرئيس سعد الحريري، تحت سقف التمسك بترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، بإعلانه «ان الحزب سيكون منفتحا وايجابيا حيال ما يتعلق برئاسة الحكومة بعد انتخاب الرئيس، ولن نصعّب الأمور».
واعتبرت "ألسفير" أن «السيد» اكتفى بهذه الاشارة المدروسة في توقيتها وتعابيرها، متجنبا الخوض في التفاصيل والاستفاضة في شرح سابق لأوانه.
وبدا نصرالله وكأنه يتفادى حرق المراحل والاوراق مجانا. فقط، لوّح بالمفتاح العائد للباب الذي من شأنه ان يقود الحريري الى السرايا الحكومية عن طريق الرابية، أما البقية فتأتي لاحقا، تبعا للرد «المستقبلي».
وتابعت الصحيفة.. في الاساس، كان الحوار «المستتر» بين جبران باسيل ونادر الحريري قد افضى الى انضاج احتمال عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، بموافقة الحزب، تلازما مع انتخاب عون رئيسا. ما فعله نصرالله هو انه أخرج الامر الى العلن، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم بعدما شعر بان هناك من يستسهل تحميل الحزب تبعات استمرار الشغور في قصر بعبدا.
كما أشارت إلى أن أغلب الظن، ان الرد الرسمي للحريري على ما طرحه نصرالله سينتظر نتائج تشاوره مع القيادة السعودية، فإذا قبلت الرياض بعون يصبح رئيس «المستقبل» جاهزا للتفاوض على الضمانات والتفاصيل المتعلقة برئاسته للحكومة، أما إذا رفضت المملكة، فسيعود الحريري الى التمسك بخيار فرنجية.
"النهار": بري اعتبر خطاب السيد نصرالله "ايجابياً في كل مضامينه"
من جهتها سلّطت "النهار" الضوء على موقف الرئيس نبيه بري واعتباره خطاب السيد نصرالله "ايجابياً في كل مضامينه". وقال أمام زواره مساء أمس إنه "منذ أن رشح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أانا معه (الحريري) ظالماً أو مظلوماً، وتقتضي المرحلة والمصلحة الوطنية الاتيان بالحريري الى رئاسة الحكومة وهو يحقق الاستقرار ويبعد عناصر الفتنة".
الى ذلك، كشف رئيس المجلس انه "يبحث منذ شهر مع "تيار المستقبل" في المشروع المختلط للانتخابات النيابية الذي قدمته (64 نائباً بالاكثري و64 بالنسبي) كما أبحث في الموضوع نفسه مع "التيار الوطني الحر" والاتصالات جيدة مع الطرفين وسيستكمل في الخامس من أيلول المقبل واذا انجزنا قانون الانتخاب نكون قد حققنا 90 في المئة من سلة الحل".
"البناء": الذكرى تفرض نفسها على الخطاب
بدورها قالت صحيفة "البناء" ان مناسبة الذكرى العاشرة لانتصار تموز 2006 فرضت نفسها على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وضع الشأن «الإسرائيلي» في أساس خطابه، كان تعريجه على ملفات المنطقة السورية، اليمنية، العراقية سريعاً، فضلاً عن الملف اللبناني، لكي لا تخطف هذه الملفات بريق المواجهة مع العدو الصهيوني.
ويؤكد مصدر مطلع في 8 آذار لـ «البناء» أن السيد نصر الله كان أكثر وضوحاً من خطاباته السابقة في تناول «إسرائيل»، فكلامه كان تفصيلياً في هذا الشأن، ركز عن «المجتمع الإسرائيلي»، لجهة أنه «أصبح ضعيفاً لا يثق بجيشه وقيادته، غير مطمئن، فقيادته السياسية تفتش على عدم شنّ حرب على لبنان». ولفت المصدر إلى «أن السيد تحدث من زاوية اعتراف الإسرائيلي بوضعه السيئ، وهذا الجديد في كلامه، لا سيما أنه ركز في الخطابات السابقة على قدرات المقاومة وإمكاناتها، وأن مشاركتها في الحرب السورية لم تؤثر على تفوقها بالقدرات، في حين أنه ركز أمس الأول على الاعترافات الإسرائيلية بقدرات المقاومة من 2006 حتى اليوم، وهذا مقنع أكثر بالنسبة لكل المعنيين».
النفط … ومعادلة الردع
وأشارت أوساط سياسية لـ «البناء» إلى «أن محاولة السيد نصر الله إدخال النفط بمعادلة الردع أمر جديد ومهم، فهو ألقى لأول مرة بثقله في هذا الملف من خلال اعتبار كل بئر نفطي في فلسطين المحتلة يوازي كل بئر نفطي في لبنان، وهذا أيضاً عنصر إيجابي لملف النفط ويجعل «الإسرائيلي» يعدّ للألف قبل ان يتجرأ ويمد يده على هذه الثروة الوطنية. وفي الوقت نفسه دعوة الداخل اللبناني لإكمال الخطوات المطلوبة للسير بهذا الملف لبنانياً».
ولفتت الأوساط إلى ان دعوة السيد نصر الله الحكومة الى تفعيل عملها وتحمّل المسؤوليات يشير الى أنه يدرك أن هذه الحكومة لا زال دورها طويلاً في ظل حالة الإفلاس السياسي والعجز في حل الملفات العالقة كلها، في ظل الأزمات المتصاعدة وارتباط أزمة لبنان فيها.
_____________________________
للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :
http://telegram.me/thelinkyemen
- قرأت 670 مرة
- Send by email