ياسين لـ”الآنسي“: نحن مقصيون من 20 سنة وتريدون إقصاءنا حتى من إشادة في بيان

يفترض أن تقدم الأحزاب والتيارات السياسية، اليوم، قوائم ممثليها إلى مؤتمر الحوار الوطني، بعد أن أعادتها إليها اللجنة الفنية للتحضير للمؤتمر، بهدف تعديلها لتتطابق مع معايير توزيع نسب التمثيل بين الشمال والجنوب، إضافة إلى نسب الشباب والمرأة.
وقالت مصادر  في اللجنة لصحيفة  ”الأولى”إن ممثلي الأحزاب وافقوا في نهاية اجتماع ساخن للجنة، عُقد أمس الأول الأحد، على تعديل قوائمهم التي كانوا سلموها، ووجدت اللجنة أنها لا تتطابق مع المعايير، حيث إن كل الأحزاب والتيارات، باستثناء الحزب الاشتراكي اليمني، لم تستوفِ في أسماء ممثليها نسبة الجنوب المحددة بـ50 بالمائة كحد أدنى، وكذلك نسبة النساء 30 بالمائة، ونسبة الشباب 20 بالمائة.
وشهد الاجتماع توترا وشدا وجذبا بين قيادات الأحزاب، حيث قال كل من المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والتنظيم الناصري والرشاد السلفي، إنهم كانوا يعتقدون أن النسبة المخصصة للجنوب هي تلك المحددة بـ85 عضوا كحصة للحراك، إضافة إلى من ستستوعبهم قوائم الأحزاب، وأنهم لم يكونوا يعرفون أن المطلوب من كل حزب على حدة ألا يقل تمثيل الجنوب في قائمته عن 50 بالمائة، وكذلك الحال بالنسبة للشباب والمرأة.
وحصلت ”الأولى“ على نسب التوزيع التي ظهرت في كل قائمة من قوائم الأحزاب: حيث منحت قائمة الحزب الاشتراكي الجنوب 51 بالمائة، والنساء 30 بالمائة، والشباب 26 بالمائة.
بينما الإصلاح لم تعطِ قائمته غير 42 بالمائة للجنوب (أقل بـ8 بالمائة عن النسبة المطلوبة)، و27 بالمائة للنساء، و15 بالمائة للشباب.
المؤتمر الشعبي العام بلغت نسبة تمثيل الجنوبيين فيه 44 بالمائة فقط (أقل بـ6 بالمائة عن النسبة المطلوبة)، و24 بالمائة للنساء، و13 بالمائة للشباب.
وأعلن مقرر اللجنة الفنية أحمد فضل مبارك، هذه النسب على اجتماع اللجنة، دون أن يكشف عن القوائم والأسماء الواردة فيها، ودون توزيع هذه القوائم على سائر أعضاء اللجنة.
ونشب نقاش حاد بين الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، من جهة، وبين عبدالوهاب الآنسي، أمين عام التجمع اليمني للإصلاح، وسلطان العتواني، أمين عام التنظيم الناصري، من الجهة المقابلة، حيث أكد الأخيران على أن فهمهما هذا لتوزيع النسب هو الفهم الصحيح، ما دفع الدكتور ياسين إلى قيامه بطلب سحب قائمة الاشتراكي من اللجنة، كما هدد 3 مرات بمغادرة الاجتماع والانسحاب من اللجنة.
وعزز التوتر إبداء الآنسي والعتواني سخطهما تجاه قيام الناطقة الرسمية للجنة الفنية، أمل الباشا، بإصدار بلاغ صحفي في اليوم السابق للاجتماع، أعلنت فيه أن الأحزاب لم تلتزم بالمعايير في قوائمها، وحددت بالاسم الأحزاب والتنظيمات غير الملتزمة، وبينها إضافة إلى الأحزاب السابقة، المجلس الوطني لقوى الثورة، المحسوب على حميد الأحمر، وأيضا الحوثيون، واستثنت الحزب الاشتراكي الذي أشارت في بلاغها إلى أنه كان الوحيد الذي التزمت قائمته بـ”النسب والمعايير”.
عبدالوهاب الآنسي، وسلطان العتواني، طالبا الناطقة الرسمية بإصدار بيان يصحح البيان الأول، ويعتذر للأحزاب التي وردت أسماؤها فيه، ورفضت أمل الباشا ذلك قائلة إن البيان لم يتجاوز على أحد، فهو أشار إلى “معايير” أخلت بها الأحزاب، رغم أنها تلقت هذه المعايير قبل أسابيع في رسائل رسمية من اللجنة.
وقال الآنسي محتدا إن البيان يريد أن يصنع “بطولات” لـ”أطراف تبحث عن بطولات”، وهو تلميح فهم الدكتور ياسين سعيد نعمان أن حزبه هو المقصود به، بما أن البيان أشار إلى “التزام الحزب الاشتراكي”، فرد على الآنسي بحدة، كما رد على الانتقادات الغاضبة التي ألقاها العتواني في هذا السياق.
وقال ياسين: “ساعة كاملة وأنتم تناقشون موضوع البيان؟ لأنه فقط أشاد بالحزب الاشتراكي؟”، مضيفا: “نحن مقصيون من أكثر من 20 سنة من كل شيء، وتريدون إقصاءنا حتى من إشادة في بيان”.
غضب أمين عام الحزب الاشتراكي حسم في النهاية حالة الخلاف، وبعد مناوشات كلامية، طبقا لمصادر “الأولى”، اتفق الجميع على أن تسحب الأحزاب قوائمها وتعدلها لتصبح مطابقة للنسب المطلوبة، على أن يتم تقديم القوائم معدلة إلى اجتماع اليوم الثلاثاء.
وبينما توقعت المصادر أن الأحزاب ستقدم قوائمها اليوم بالفعل، فقد أشارت مصادر أخرى إلى أن قيادات الأحزاب لجأت، خارج اللجنة الفنية، إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونقلت المشكلة إليه، وأن مقترحا طُرح بين الأحزاب وبين الرئيس هادي، بأن تظل القوائم كما هي، وأن تتم إضافة 60 مقعدا إلى قوائم المؤتمر، تكون من نصيب الجنوب، ليبلغ بذلك مستوى المناصفة مع الشمال، حيث إن القوام الحالي للمؤتمر هو فقط 565 مقعدا. ولم تؤكد مصادر حزبية، تواصلت بها “الأولى”، أمس، أو تنفِ صحة هذا المقترح.
إلى ذلك، وفي سياق متصل، علمت “الأولى” أن الرئيس هادي استقبل 3 قوائم بأسماء ممثلين عن الحراك الجنوبي؛ القائمة الأولى مقدمة من “مؤتمر شعب الجنوب” المحسوب على محمد علي أحمد، والثانية من “تكتل المستقلين الجنوبيين” الذي يرأسه عبدالله الأصنج، وقدمها لطفي شطارة، والثالثة من عبدالله الناخبي، بدون أن تكون منسوبة لتكتل معين.
وأبلغ هادي اللجنة الفنية بأن عليها اعتماد قائمتي محمد علي أحمد والأصنج، وعلى الأرجح فقد استبعد قائمة الناخبي.
على الجانب الآخر، واصلت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجنة الفنية لفرز طلبات العضوية من فئات الشباب، والنساء، والمجتمع المدني، والمستقلين، أعمالها، أمس. وفيما لم تنهِ اللجنة الخاصة بفرز طلبات هذه الفئات من الشمال، أنهت لجنة الفرز الخاصة بالجنوبيين عملها، وأصبحت قائمة الأعضاء المختارين من المحافظات الجنوبية جاهزة، وبانتظار أن تقرها اللجنة الفنية بشكل نهائي. بحسب الصحيفة
نقلا عن صحيفة الاولي