"واشنطن بوست": هجمات الطائرات بدون طيار باليمن تؤثر على صورة أمريكا
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الوضع السياسى فى اليمن يمثل عنصرا إيجابيا غير متوقع بالنسبة إلى الأنباء الواردة من منطقة الشرق الأوسط التي تثير مشاعر الإحباط مثل الحرب الأهلية المدمرة فى سوريا ومواصلة نشاط الميليشيات فى ليبيا وانهيار تشكيل حكومة ائتلافية فى تونس.
وأفادت الصحيفة، فى مقال للرأى بأن الولايات المتحدة لعبت دورا بارزا فى المرحلة الانتقالية فى اليمن التى أسفرت عن تنحى الرئيس السابق على عبد الله صالح مقابل الحصانة وتشكيل حكومة وحدة ورئيس توافقى تولى الإشراف على فتح حوار وطنى الشهر الماضى ، وقد تعهدت الولايات المتحدة بدعم الحوار الذى يهدف إلى إجراء استفتاء دستورى وانتخابات جديدة.
ويرى العديد من اليمنيين، أن الولايات المتحدة تسلط تركيزها على مخاوف أمنية قصيرة الأمد ومكافحة الإرهاب ، غير مكترثة بالتغيير السياسى الحقيقي للبلاد ففى الوقت الذى تمر فيه المرحلة الانتقالية بمرحلة حرجة، يمكن أن تتاح الفرصة أمام واشنطن لتغيير هذه الصورة من خلال إعادة هيكلة سياستها لتركز على الاستقرار والرخاء والديموقراطية التى تصب فى صالح الولايات المتحدة واليمن.
وبرغم إرسال الولايات المتحدة مساعدات إنسانية ودعمها للتنمية الحكومية، يربط معظم اليمنيين بين الولايات المتحدة وحملة شن غارات الطائرات بدون طيار في هجمات تستهدف تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية دون اهتمام لما تحدثه هذه الغارات من تأثير على المدنيين.
وأكد مسئولون أمريكيون بالجيش الأمريكى وجهاز الاستخبارات أن تكلفة برنامج هجمات الطائرات بدون طيار تجاوزت الأهداف المراد تحقيقها ، محذرين من العواقب غير المقصودة التى يمكن أن تسفر عنها مهما بلغت مستوى دقتها فهى تولد العداء بين المجتمعات المستهدفة وتهدد الجهود التى تبذلها الولايات المتحدة للحد من التطرف.
واستطردت الصحيفة أنه مع زيادة السخط وإثارة مشاعر معادية للولايات المتحدة، فإن على إدارة باراك أوباما إعادة النظر فى المنهج الذى يمكن أن تتبناه لمواصلة تحقيق أهدافها بدون تأثير التكتيك قصير المدى على الاستراتيجية الخاصة بها، مؤكدة أن واشنطن تسعى لتحقيق التوازن بين أولوياتها فى اليمن والتى تتضمن تعزيز الاستقرار فى الجزيرة العربية وتدمير الشبكات الإرهابية وتأمين الممرات المائية وتعزيز المرحلة الانتقالية للديموقراطية فى اليمن.
- قرأت 363 مرة
- Send by email