الزميلان نايف حسان ونشوان دماج يتعرضان للاختطاف في الجوف من قبل مسلحين يعملون مع السعودية
تعرض الزميل نائف حسان رئيس تحرير صحيفة الشارع والزميل نشوان دماج, محرر في الصحيفة لعملية اختطاف من قبل ثلاثة مسلحين، ظهر الخميس الماضي، في سوق "اليتمة"، التابع لمحافظة الجوف، على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وقال نائف حسان, رئيس التحرير, إن المسلحين أجبروه, تحت تهديد السلاح, على النزول من سيارته عندما كان متوقفاً عليها مع دماج في الواحدة والنصف من بعد ظهر الخميس في سوق اليتمة، الذي وصلا إليه في مهمة صحفية لتغطية المهرجان القبلي الكبير الذي أقامته قبائل "ذو حسين" لمناقشة عدد من القضايا الخاصة بها، بينها قضية توسع السلطات السعودية على الحدود.
وأوضح حسان أن المسلحين, الذين كانوا على متن سيارة "شاص" بدون رقم, توقفوا جوار سيارته، ثم نزل اثنان منهم ووجها السلاح إليه، طالبين منه الترجل من السيارة، وأجبروه على الانتقال إلى سيارتهم "الشاص"، فيما أبقوا نشوان دماج على سيارة حسان, نوع "سنتافي", ثم توجهوا بهما والسيارة بسرعة جنونية إلى منطقة "بير المهاشمة"، التي ينتمي إليها الخاطفون الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا من سوق اليتمة.
وأفاد بأن المسلحين أنزلوه ونشوان دماج في إحدى الخيام التابعة لقبيلتهم، وقالوا إنهم لن يطلقوا سراحهما إلا بعد أن تطلق السلطات الرسمية اليمنية قريباً لهم صدر في حقه حكم بالإعدام.
وقال حسان: "صادفنا الخاطفين, قبل نحو عشرين دقيقة من عملية الخطف, حيث تعرضت سيارتنا, قبل وصولنا إلى سوق اليتمة, لتوقف اضطراري على الخط الرئيس وتوقف مسلحون قبليون لمساعدتنا ثم توقف الخاطفون بعدهم ونزلوا لتقديم المساعدة أيضاً وعندما تحركت سيارتنا شكرنا المسلحين وبينهم الخاطفون وعرفناهم, بناء على طلبهم, بنفسينا كصحفيين ثم واصلنا طريقنا إلى سوق اليتمة".
وأضاف: "لحق بنا الخاطفون على سيارتهم إلى السوق، وسألوا بعد أن توقفوا جوارنا ما إذا كنت أنا محمود الصبري، الذي قالوا إنه مدير النيابة (هكذا), فنفيت ذلك، وأكدت لهم ما سبق وقد أخبرتهم به: أنا نائف حسان صحفي من صحيفة "الشارع"، فقالوا إني أعمل مع الدولة، فنفيت الأمر وقلت لهم إني لا أعمل مع الدولة مطلقا. كنت حينها أتحدث بالتلفون, وأنتظر الصديق حسن أبو هدرة، إلا أني فوجئت بنزول اثنين من المسلحين طلب مني أحدهما النزول من السيارة، وعندما رفضت وجه إلي الكلاشنكوف".
وتابع: "نزلت من السيارة فطلبوا مني, بعدما أخذوا تلفوني بالقوة, أن أصعد في سيارتهم الشاص، ففعلت، فيما أبقيا الزميل نشوان معهم على سيارتي التي تحركوا بها بسرعة خارجين من السوق باتجاه منطقتهم، وفي الطريق قال لي سائق السيارة الشاص, الذي قاد عملية الاختطاف, إنهم يبحثون عن أي شخص من تعز".
وزاد: "أدخلونا إلى منطقة قبلية يعيشون فيها داخل خيام, وأدخلونا في خيمة وبدؤوا يلعبون دور الخاطفين؛ إذ رحبوا بنا وفرشوا لنا البطانيات وبدأنا نخزن. أكدوا, مراراً, أنهم لن يطلقوا سراحنا إلا بعد الإفراج عن السجين الذين يطالبون بإطلاق سراحه. أعادوا لي تلفوني وطلبوا مني إبلاغ المسؤولين في صنعاء أني مختطف فرفضت ذلك. وبعد نصف ساعة من خطفنا وصل إلينا الصديق حسن أبو هدرة وعدد من مسلحي ذو حسين التي كنت والزميل نشوان دماج مدعوين لديها".
وقال: "كان أبو هدرة ومسلحو ذو حسين, الذين جاءوا معه, غاضبين، ورفض بعضهم شرب الشاي الذي قدمه لهم الخاطفون؛ لأنهم خطفونا ونحن ضيوف عندهم, ولأنهم خطفونا من داخل السوق, والسوق في الأعراف القبلية هو مكان هجرة لا يتم خطف الناس منه ولا يتم قتلهم حتى لو كانوا قتلة".
وأضاف: "قال الخاطفون إنهم لم يكونوا يعرفون أني والزميل نشوان ضيفان على حسن أبو هدرة فأكدنا, أمام الجميع, أننا أبلغناهم, أكثر من مرة, بذلك, وعرفناهم بنفسينا كصحفيين نزور المنطقة بدعوة من أبو هدرة. تواصل قدوم مسلحين من قبائل ذو حسين إلى مكان الاختطاف, ثم اختلوا بالخاطفين, وأفراد قبيلتهم, وبعدها عادوا إلى الخيمة التي كنت ونشوان فيها، ووقف ممثلون من القبيلتين في صفين متقابلين تقدمت قبيلة الخاطفين قطعة كلاشنكوف كتحكيم لقبائل ذو حسين الذين اكتفى الحاضرون منهم بطلب اليمين من قبيلة الخاطفين بأنهم لم يكونوا يعرفون أننا ضيوف عليهم وأقسم نحو أربعة رجال مسنين, ليس بينهم الخاطفون الثلاثة, بأنهم لم يكونوا يعرفون ذلك".
وتابع: "بعدها غادرنا المكان مع حسن أبو هدرة ومسلحي ذو حسين وسيارتي, وقبل أن نغادر سألني أحد أقرباء أبو هدرة إن كان من قاموا بخطفنا قد أساءوا إلينا أو أخذوا أشياء من أغراضنا فقلت: لا. وفهمنا أنه تم تسوية حادثة الخطف مع الفرع القبلي الذي ينتمي له أبو هدرة فيما قضية المكان الذي تم خطفنا منه (السوق) ستكون قضية أخرى لم يتم إغلاقها؛ كونها, كما قيل لنا, خطأ كبير يستوجب دفع أربع ديات".
وقال نائف حسان: "أتوجه بالشكر الجزيل لكل أفراد قبائل ذو حسين الذين أمنوا حمايتنا, ثم أصروا على أن يرسلوا معنا مسلحين رافقونا حتى مشارف العاصمة صنعاء مساء اليوم (أمس)...".
وفيما استبعد حسان أن تكون عملية الاختطاف تمت تحت مبرر المطالبة بإطلاق سراح سجين؛ قال: "كل من التقينا بهم في اليتمة أكدوا لنا أن من قاد عملية اختطافنا شخص معروف في المنطقة بالكامل كعميل للمخابرات السعودية, وأحد أفراد قبيلته قال لنا, بعد وصولنا إلى قبيلته كمختطفين, إنهم لن يطلقوا سراحنا إذا كنا نحن من يكتب في الصحف على السعودية وعلى الحدود".
وأضاف: "يبدو أن الطابور الخامس للسعودية بدأ العمل في مهمات جديدة, وما يؤكد هذا أن الزميل محمد مسعد دماج تعرض للإيقاف, الأسبوع الماضي، عند زيارته إلى منطقة منبه لتغطية تجاوزات السعودية على الحدود هناك، من قبل مسلحين عرفنا أنهم يعملون مع السعودية وهم للأسف محسوبون على حزب سياسي كبير، وقالوا لمحمد إنهم يراقبونه منذ دخوله إلى منبه، ولم يتركوه وشأنه إلا عندما علموا أنه من برط".
- قرأت 574 مرة
- Send by email