بمناسبة صدور القرارات الرئاسية الأخيرة، على طريق استكمال هيكلة القوات المسلحة التجمع الوطني لمناضلي الثورة يصدر بيان ترحيبي
اصدر التجمع الوطني لمناضلي الثورة بيانا عبروا فيه عن مدى ارتياحهم وترحيبهم بالقرارت الرئاسية التي اصدرت مؤخرا واعتبروها بداية ثمرات الثورة واضافوا ان التضحيات التي قدمت في سبيل انجاح الثورة لم تذهب سدى ولولاء تلك التضحيات لما صدرت مثل هذه القرارت
نص البيان ..
ياجماهير شعبنا الأبيَّة:
أخيراً صدرت القرارات الرئاسية، التي انتظرناها طويلاً، والتي تُعتبر المدخل الصحيح لتوحيد القوات المسلحة وإعادة هيكلتها. وإننا إذ نعبر عن ارتياحنا وترحيبنا بها، وإحساسنا بأن ثورة التغيير ستبدأ الآن تعطي ثمارها، وأن التضحيات، التي قدمها شعبنا، وفي طليعته شبابه المناضلون، لم تذهب هدراً، فإنه لايفوتنا أن نؤكد على مايلي:
1. إن كل ماسيتحقق من خير لهذا الوطن، هو ثمرة من ثمار ثوة أبنائنا الشباب، الذين فتحوا أمام شعبهم، بتضحياتهم وصمودهم، آفاقاً واسعة لتطور اليمن وبناء دولته المدنية الحديثة. لذا نوجه التحية والعرفان لهذا الشباب المعجز، ونترحم على شهدائهم، شهداء الوطن، وندعو الله بالشفاء لجرحاهم.
2. نهيب بالأخ رئيس الجمهورية، ونحن نحيي قراراته الأخيرة، نهيب به أن يتبعها بإجراءات سريعة، تكفل تنفيذها، تنفيذاً دقيقاً وكاملاً. كما نهيب به أن يسارع إلى إعادة المسرحين من العسكريين إلى وظائفهم وتعويضهم عما لحق بهم من ضرر، ومراعاة حقهم في الترقيات ومستحقاتهم المالية، طوال فترة استبعادهم من الخدمة العسكرية، ليتاح لهم شرف الإسهام في إعادة بناء جيشهم الوطني الجديد، وليكن أباً ورئيساً لليمنيين جميعهم، دون تمييز. إن إعادة المسرحين إلى وظائفهم سوف ينطوي على معاني سياسية واجتماعية ووطنية وإنسانية، لانظن الأخ الرئيس يجهلها أو يغفل عنها.
3. نأمل، بعد صدور القرارات الأخيرة وتنفيذها، أن يصبح الجيش جيشاً وطنياً، لايخدم القوى الفاسدة المتنفذة، بل يخدم الشعب ويحمي المصالح العليا لليمن، وفي مقدمتها في هذه الظروف، فرض الأمن والإستقرار وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين واستعادة ثقتهم بقواتهم المسلحة، وحماية الثروات الوطنية والمرافق الخدمية، من النهب والعبث والتخريب، وإيقاف عملية المتاجرة بالسلاح، واسترجاع الأسلحة والمعدات المهربة من الوحدات العسكرية.
4. لقد تموضعت معظم الوحدات العسكرية في المدن، أو على تخومها، وهذا أمر يتناسب مع مهمة الجيش سابقاً، وهي الدفاع عن الفئة الحاكمة. أما والحال قد تغير، فإن الوضع الطبيعي، المتفق مع المهمة الوطنية للجيش، هو أن تتمركز وحداته في المناطق الحدودية، لتدافع هناك عن تراب الوطن وتحافظ على سلامة أراضيه. ولذا فإن إخلاء المدن جميعها من الوحدات العسكرية، يعتبر مطلباً شعبياً ملحاً، لايقبل التأجيل.
5. لكي تنجح عملية التغيير في القوات المسلحة والأمن، كما في الأجهزة المدنية أيضاً، لابد من اعتماد معايير الوطنية والنزاهة والكفاءة، في اختيار من توكل إليهم الوظائف العامة، لاسيما القيادية منها، والإبتعاد عمن تلوثت أياديهم بالفساد وبالإرتكابات (القتل والنهب والتخريب)، الذين يجب أن يكون مكانهم الطبيعي، هوقاعات المحاكمات، لينالوا مايستحقونه من جزاء، جراء ماارتكبوه من جرائم بحق هذا الشعب، على مدى عقود من الزمن، دمروا فيها وحدته واقتصاده وإدارته العامة وتعليمه وصحته وأخلاقه. وهنا لابد أن نحذر ممن يحسنون الرقص على الحبال، الذين يظهرون اليوم بوجوه جديدة، لاتنقصها الوقاحة، فيركبون موجة الثورة، ويسبقون غيرهم في التنظير لبناء اليمن الجديد ودولته المدنية المنشودة، بعدما خاضوا في مستنقعات الفساد وعبُّوا منها حتى الثمالة، وامتلأت بطونهم بفتات الحاكم وجيوبهم بالمال الحرام. إنهم حصان طروادة، فاحذروهم واحصروهم في أضيق الزوايا، وقدموهم، في أقرب فرصة مواتية إلى ساحات القضاء. فهناك مكانهم الطبيعي، لا المواقع القيادية في الجيش والأمن والأجهزة المدنية ولا مؤتمر الحوار الوطني ولجانه المختلفة.
6. يجب أن تستوحي القرارات الرئاسية المتخذة المستقبل ومقتضياته، لا الماضي وأمراضه. ويجب التفكير في إمكانية إيجاد حكومة (تكنوقراط)، تتصف بالكفاءة والنزاهة والحيادية والموضوعية والإلتزام بالمصلحة العليا للوطن، لابمصلحة حزب أوعهد سابق أو تيار سياسي أو مصالح خارجية، حكومة تتجاوز عملية التقاسم الحالية والمحاصصة في الوظائف العامة، لأن الوطن ماعاد يحتمل الإنشداد إلى الماضي أو المراوحة في المكان، أو مشاهدة الوجوه الفاسدة، تغير أقنعتها وتعتلي المنابر وتتقمص ثياب الواعظين وتعكر طهارة الثورة وتقتل أحلام الشرفاء من أبناء الوطن.
7. الإهتمام بالمستوى المعيشي للمواطنين وبالصحة العامة. فهناك مايقارب نصف السكان يعيش تحت خط الفقر. تفتك به البطالة والبطالة المقنعة وتصاعد الأسعار المنفلته، التي لاتقف عند حد، رغم تثبيت سعر الدولار. كما تفتك به الأمراض، بعد أن أصبحت مستشفيات الدولة، في ظل فلسفة خصخصة القطاع العام والتوجه نحو اقتصاد السوق، أصبحت أشبه بالمستشفيات الخاصة. في حين أنها لم تنشأ إلا لتقديم الخدمات الصحية المجانية للمواطنين، في غياب نظام التأمين الصحي.
8. الإهتمام بمؤسسات التعليم قبل الجامعي، بمختلف مستوياتها، منهجاً وأستاذاً ونظاماً، ومعالجة أوضاع الجامعات اليمنية وتطهيرها من العبث والفوضى والفساد وإبعادها عن المؤثرات السياسية وضغوط الجماعات الأولية ومختلف أشكال التدخلات المعيقة لعملها، وإيكال المستويات القيادية فيها للأساتذة الأكثر كفاءة وخبرة وعلماً وطهراً.
9. نبذ العنف بكل أشكاله، سواءً العنف المعنوي، الذي يمارس من منابر المساجد وصفحات الصحف والجرائد والفضائيات والبيانات، أو العنف المسلح، المتمثل بالمواجهات العسكرية، بين هذا الطرف وذاك. ولندر خلافاتنا بأسلوب سلمي حضاري، فندع الأفكار تتفاعل والحجج تتجادل، بالتي هي أحسن، والمشاريع السياسية تتنافس، ولنتخذ الحوار الهادئ العقلاني منهجاً، ومصلحة اليمن العليا هدفاً وغاية. وليرجع الجميع إلى جادة الصواب. فاليمن ليس ملكاً لأحد دون آخر، يفرض عليه منطقه وأسلوبه ونهجه بالقوة.
10. لقد مارس النظام السابق الحكم، ممارسة سمتها الرئيسية (البلطجة). وكانت له، في تلك الممارسة، أدواته العسكرية والأمنية والقبلية، أما أداته السياسية، فقد كانت هي (المؤتمر الشعبي العام). وبفضل ثورة الشباب، التي لم تكمل مشوارها بعد، مُنح المؤتمر دوراً جديداً في الحياة السياسية. فإذا كان هناك من عقلاء في المؤتمر، فإن عليهم أن ينتهزوا هذه الفرصة التي أتيحت لهم، ويعملوا على تغيير بنية المؤتمر ونهجه. ولن يتم ذلك إلا بالتخلص من القيادات، التي شاركت في الفساد العام، وإعادة هيكلة بنيته التنظيمية والإنفتاح على الحركة السياسية اليمنية، بمختلف مشاربها، ووضع مصالح اليمن العليا فوق كل المصالح الفردية والشللية، والتخلص من عقدة الزعيم الأوحد، وتغيير المعادلة السابقة (الوطن أداة لخدمة الحزب والزعيم)، بالمعادلة الوحيدة المقبولة الآن (الحزب أداة لخدمة الوطن). إن إعادة نظر شاملة، هي الطريق الوحيد الممكن للمؤتمر، إذا أراد أن يحتفظ لنفسه بدور مستقبلي في الحياة السياسية. ولابد أن تشمل إعادة النظر هذه ممثليه في الحوار الوطني وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية. لأن معظمهم ممثلون أوفياء للماضي، بكل مفاسده.
عاش اليمن حراً، سيد نفسه، قوياً بأبنائه، مزدهراً بجهودهم، محمياً بسواعدهم. والمجد للثورة
التجمع الوطني لمناضلي الثورة
صنعاء، 11/ 4/2013م
- قرأت 409 مرات
- Send by email