إغلاق مطار صنعاء الدولي يحول اليمن إلى سجن كبير وتفاقم كبير في الوضع الصحي والمعاناة
استمرار فرض الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي من قبل العدوان السعودي الأمريكي خاصة ، خلف مآس إنسانية صعبة ومعاناة فاقت الوصف ، خاصة بعد وفاة العديد من اصحاب الأمراض المزمنة وعرقلة سفر جرحى العدوان الى الخارج ومنع عودة العالقين في مطارات الخارج وايقاف حركة التصدير والاستيراد الجوي خاصة للأدوية ، إضافة الى ما لحق بالمطار من خسائر فادحة جراء القصف والحصار ، في ظل تقاعس واضح من قبل الأمم المتحدة والذي لا يتجاوز دائما الشعور بالقلق.. طرحنا القضية على طاولة قانونيين وحقوقيين .. نتابع التفاصيل:
استنكر قانونيون هذا الحصار الجوي الجائر على مطار صنعاء الدولي وما خلفه هذا الحصار من تداعيات إنسانية واقتصادية وخيمة .. حيث يقول القانوني والمحامي حميد الحجيلي ممثلة منظمة اوكسام الدولية في اليمن : يعيش آلاف اليمنيين في العاصمة صنعاء ظروفا إنسانية صعبة جراء إغلاق المطار الدولي حتى باتت مغادرة العاصمة اليمنية صنعاء حلما صعب المنال بالنسبة للكثيرين من السكان العالقين جراء الحرب الدائرة في البلاد. حيث يدفع الثمن المرضى وجرحى العدوان وأيضا الطلبة والمغتربون، بالإضافة إلى اليمنيين في الخارج الذين يرغبون في العودة إلى الوطن.
وقال الحجيلي: إن هناك حالات مرضية حرجة، تحتاج السفر للعلاج بالخارج بأسرع وقت ممكن ولا يستطيعون السفر الى مطار سيئون لأن حالتهم الصحية لا تتحمل السفر برا مدة 24 ساعة بالإضافة إلى ارتفاع كلفة تكاليف السفر والإقامة في مدينه سيئون للمواطن اليمني ذو الدخل المحدود.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسئولياتها بالضغط باتجاه استئناف الرحلات من وإلى مطار صنعاء معبرا عن أمله أن تجد هذه المطالبة صدى عند الأمم المتحدة و المجتمع الدولي وأن يتم فتح مطار صنعاء الدولي في أقرب وقت ممكن ،حيث أن اليمنيين بشكل عام في أمس الحاجة اليه خصوصا المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وعمران وحجة وصعدة وذمار واب حتى يوفر عنهم عناء السفر الى مدينة سيئون من أجل السفر الى العالم الخارجي عبر مطارها.
موت الشعب
عبدالله علاو – رئيس مؤسسة الشرق الأوسط لحقوق الإنسان في اليمن أوضح بأن استمرار القصف الجوي ودعم جماعات الإرهاب هو نفسه يشبه استمرار الحصار واغلاق المطارات وتدمير الموانئ وكلها تؤدي الى موت الشعب اليمني وكلها سياسة واحدة.
سجن كبير
فيما اعتبر الإعلامي محمد الورد أن إمعان العدوان في إغلاق مطار صنعاء الدولي فاقم من معاناة اليمنيين إلى حدٍ كبير فبعيدا عن الخسائر المادية الكبيرة المترتبة على ذلك فإن خطورة استمرار إغلاقه تتمثل في عدم تمكن الجرحى اصحاب الحالات الحرجة من السفر لاستكمال العلاج ومنهم من يموت نتيجة لذلك خصوصا مع استمرار الحصار وانعدام الأدوية وكذلك الطلاب المبتعثين الدارسين في الخارج وصعوبة تنقلهم من وإلى اليمن هذه المعاناة انسحبت على حياة المواطن اليمني العادي الذي جعلته قوى العدوان من خلال استمرار اغلاق المطار يعيش في سجن كبير وذلك يظهر الهدف الحقيقي للعدوان والمتمثل في محاولة إذلال وتركيع الشعب اليمني الذي عجزت آلتهم العسكرية عن التأثير فيه بالذات ان التعويل على دور للأمم المتحدة لإعادة فتح المطار في ظل تقاعسها وتجاهلها المستمر صار ضربا من الخيال.
مأساة فادحة
وكيل وزارة الصحة الدكتور ناصر العرجلي أوضح بأن استمرار هذا الحصار الجوي على بلادنا سيخلف مآس عديدة في الجانب الصحي على حد الخصوص ، حيث ستكون اليمن خالية من الأمراض المزمنة وكذلك من المرضى خلال الاسابيع القليلة القادمة في غضون فترة قد لا تتجاوز الشهرين وأن نسبة الوفيات في المصابين بالأمراض المزمنة وصلت أعلى مستوياتها على الاطلاق خلال الأيام الماضية بسبب انعدام الأدوية والمحاليل الطبية جراء الحصار الجائر الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي الامريكي على البلاد منذ نحو عامين.
وأضاف العرجلي : إن الآلاف من مرضى الفشل الكلوي وزارعي الكلى ومرضى القلب والكبد ونقص المناعة وغيرها من الأمراض المزمنة باتوا أمام خطر الموت المحقق ولربما يموتون جميعا في مدة قد لا تزيد عن ستين يوما وهو الأمر الذي سيمثل وصمة عار في جبين الإنسانية ونقطة سوداء في مسار العمل الإنساني على مستوى العالم الذي ظل متفرجا على العدوان وحصاره الغاشم وغير المبرر على الشعب اليمني دون أن يحرك ساكنا وبأن النداءات الإنسانية العاجلة التي أطلقتها وزارة الصحة ولاتزال حتى اللحظة لتوفير أدوية الأمراض المزمنة ورفع الحصار الجوي على البلاد للسماح للمرضى بالسفر للعلاج لم تجد آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإنسانية الفاعلة مما «جعلنا نسلم للأمر الواقع ولم يعد بأيدينا فعل شيء سوى مراقبة الآلاف من المرضى وهم يودعون الحياة أمام أنظار الجميع.
جاليات العالم
الجاليات اليمنية حول العالم كان لها دورها الوطني البارز في محاولة تحريك السكون والسكوت العالمي جراء هذه القضية الهامة ، حيث يقول رئيس المركز اليمني للجاليات عارف الرزاع : إنه تم بذل جهود جبارة مع مختلف رؤساء الجاليات اليمنية سواء في دول الاتحاد الأوروبي أو دول الإقليم والمنطقة لنقل المعاناة الحقيقية لليمنيين جراء إغلاق مطار صنعاء الدولي وفداحة ذلك على مختلف المجالات الحياتية وتضرر آلاف المرضى بل وموت العديدين لعدم قدرتهم على السفر للخارج للعلاج جراء هدا الحصار ، وعرقلة عودة اليمنيين العالقين في الخارج والمغتربين وطلاب العلم ، من خلال تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى الاتحاد الأوروبي.
واستطرد : ومن خلال لقائنا مع السفارات العربية والأجنبية لتسهيل مهام عودة العالقين بطرق آمنة وعاجلة وتقدير ظروفهم الاستثنائية والإنسانية ، مع أمل أن تلقى كل تلك الجهود والمباحثات صداها في حلحلة هذه المظلومية على شعبنا وتسهم في رفع الحصار والتخفيف من حجم معاناة اليمنيين.
حرب إبادة
من جانبه أوضح مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف أن إغلاق مطار صنعاء الدولي يعتبر جريمة حرب على الشعب اليمني بكافة أطيافه حيث تسبب إغلاق المطار بمعاناة شديدة لشريحة كبيرة من المواطنين حيث يوجد اعداد كبيرة من الجرحى والمرضى وكبار السن والطلاب والمغتربين والنساء والأطفال الذين يرغبون بالسفر إلى مختلف دول العالم لأهداف إنسانية بحتة.
مؤكدا أنه قد يصل عدد الراغبين إلى السفر من مطار صنعاء الدولي إلى مختلف دول العالم أكثر من خمسين الف مسافر وهذا حق قانوني كفلته كل القوانين والتشريعات الدولية كما يوجد في مختلف دول العالم أكثر من عشرين ألف مواطن يرغبون بالعودة إلى وطنهم.
وقال الشايف : إن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بخسائر فادحة لكثير من الجهات العاملة في المطار مثل شركات الطيران الوطنية والخدمات الأرضية وفرع شركة النفط اليمنية واصحاب الأسواق الحرة والمطاعم والبوفيات ومكاتب السفر والسياحة والبنوك والمصارف ومكاتب التخليص الجمركي وغيرها بالإضافة إلى تضرر اليد العاملة في كثير من الجهات العاملة في المطار والشيء المؤسف صمت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أمام ما يعانيه الشعب اليمني من حرب إبادة وحصار جوي وبحري وبري.
أرقام وأضرار
وعن حجم الأضرار بالأرقام أوضح الشايف : أن الأضرار حسب تقرير وزارة النقل قدر قيمتها بـ 48 مليوناً و350 ألف دولار في مطار صنعاء الدولي فقط ناهيكم عن الخسائر والأضرار الكبيرة التي تعرضت لها المطارات اليمنية، فخسائر مطار عدن الدولي بلغت 33 مليوناً و40 ألف دولار ، كما وصلت كلفة الأضرار في مطار صعدة إلى ما يزيد عن 32 مليوناً و850 ألف دولار.
فيما بلغت قيمة أضرار قصف مطار الحديدة الدولي 7 ملايين و 480 ألف دولار ، إلى جانب تضرر مطار تعز الدولي وقدرت خسائره نحو10ملايين و520 ألف دولار ، كما بلغت الخسائر في مطار عتق 28 مليوناً و350 ألف دولار اضافة إلى أضرار في المبنى الرئيسي لهيئة الطيران المدني والأرصاد تقدر قيمتها بـ 295 ألف دولار.
ووفقا لتقرير وزارة النقل فإن الأضرار التي تعرضت لها المطارات بسبب العدوان شملت البنى التحتية و تعرض بعضها لتدمير كلي وإخراجها عن العمل وبعضها تعرض لتدمير جزئي ، حيث تسبب العدوان في تدمير مدارج الهبوط والمدارج الموازية والمرسى وصالات الركاب والمباني والأبراج وإتلاف أجهزة الهبوط الآلي و الاتصالات ، إضافة إلى منظومات كاميرات المراقبة وشاشات عرض الرحلات وسيارات الإطفاء وبوابات التفتيش الأمنية وأجهزة تفتيش العفش والشحن ومنظومات اضاءة المدارج ، فضلا عن تدمير طائرة طراز( 700 سي . أر. جي ) تابعة لشركة السعيدة وتدمير مكاتبها ومركز الصيانة ومستودع قطع الغيار والمعدات الأرضية التابعة للشركة في مطار عدن .
الأمم المتحدة تقلق
وفي تصريح سابق له ، أكَّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك ان فك الحصار الجوي المفروض من قبل قوى العدوان السعودي على مطار صنعاء بات أمرا ضروريا، لاستئناف الرحلات الجوية من أجل تخفيف المعاناة عن السكان المدنيين.
موضحا ان استمرار فرض حصار جوي على مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية له تداعيات خطيرة على المرضى، الذين يبحثون عن علاج طبي عاجل في الخارج، نظرا لعدم قدرة النظام الصحي الوطني على علاج جميع الحالات الطبية وخاصة المزمنة أو الأمراض التي تهدد الحياة مثل السرطان»، لافتا إلى أن الإحصاءات الأولية من شركة الطيران الوطنية تشير إلى أنه يتعذر على الآلاف من الناس السفر في حين يواجه العديد من الذين تقطعت بهم السبل خارج اليمن ضائقة مالية وعراقيل إدارية بسبب تأشيرات منتهية الصلاحية.
وأعرب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن عن قلقه البالغ إزاء الأثر المدمر لتصعيد العدوان على المدنيين.
وكانت الأمم أعلنت عجزها عن رفع القيود المفروضة على حركة الاستيراد والتصدير جراء الحظر الجوي الذي يفرضه العدوان السعودي على اليمن، رغم إقرارها بأن المعاناة الإنسانية في اليمن بلغت مداها من الخطورة وأنه يجب إنجاز حل سياسي يوقف ذلك.
- قرأت 2621 مرة
- Send by email