صحيفة فرنسية تكشف تفاصيل خطيرة حول الحريري والأمراء السعوديين المعتقلين

بينما تحاول فرنسا إيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة التي تعصف بلبنان بعد استقالة رئيس وزرائها من الرياض والغموض الكبير حول احتجازه رغماً عنه في المملكة، نشرت صحيفة فرنسية استقصائية تقريراً عن وجود صلة بين استقالته وحملة اعتقال أمراء ووزراء وكبار مسؤولين سعوديين.

وذكرت الصحيفة أن التحقيقات مع الحريري تدور حول شبهة غسيل أموال تورطت بها شركة سعودي أوجيه، التي ورثها الحريري عن والده.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها الصحافي الفرنسي جان بيار بيران، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يأمل من حملة الاعتقال تحت عنوان "مكافحة الفساد" أن يستعيد ما قيمته 100 مليار دولار، وهي أموال حصلت عليها شخصيات نافذة أطلق عليها اسم "جماعة عبد الله"، في إشارة إلى الملك السعودي السابق عبد الله.

ووفقاً للتقرير فإن هذه الأموال تم الحصول عليها قبل وفاة عبد الله، وتم غسيل قسم كبير منها في شركتي سعودي أوجيه (أعلنت إفلاسها أواخر شهر يوليو/تموز الماضي)، ومجموعة بن لادن (التي تتخبط في أزمات مالية بعد انهيار رافعة في موسم الحج قبل عامين).

وبالعودة عدة شهور إلى الوراء، نجد أن الأزمات الاقتصادية عصفت بالشركتين في وقت متزامن، ما أدى إلى تسريح آلاف الموظفين من الشركتين، بل حتى حدوث إضرابات وعمليات شغب من قبل العاملين لديهما، والذين طالبوا بمستحقاتهم المالية، بعدما عانت الشركتان من أزمة سيولة.

وذكر التقرير إن احتجاز سعد الحريري في السعودية يأتي من منطلق تعامله كمواطن سعودي كشاهد عيان في التحقيق الجاري، والذي أوضح المدعي العام السعودي في تصريحات سابقة إنه نتيجة 3 سنوات من التحقيق.

أين سيقيم الحريري في باريس؟

ومع ترقب الشارع اللبناني خروج الحريري من الرياض إلى فرنسا، بعد انطلاق حملة شعبية ورسمية طالبت بالتأكد من أنه حر في تحركاته وتصريحاته توحدت خلفها جميع الأحزاب اللبنانية، تتجه الأنظار إلى باريس حيث تلقى دعوة مع عائلته من الرئيس الفرنسي شخصياً.

تقرير آخر للصحيفة نفسها، كشف أن الحريري يملك شقة فاخرة في باريس، ولكنها ليست فارغة، إذ تقطن فيها زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، برناديت.

يبلغ إيجار الشقة في الشهر الواحد 10 آلاف يورو، وكان الحريري قدمها مجاناً لعائلة الرئيس السابق، أي ما قيمته 1.2 مليون يورو من مايو 2007 حتى يومنا هذا.

وأثار هذا الرقم سؤالاً كبيراً حول تلقي رئيس فرنسي سابق هذه المساعدة المالية من سياسي لبناني. جدير بالذكر أن جاك شيراك يقطن حالياً في مكان آخر غير هذه الشقة بعد تعرضه لأزمة صحية، بدعم من ثري فرنسي.

وتوقع التقرير أن تدهور حالته الصحية كفيل بألا يثير زوبعة من الاعتراضات في الأوساط الفرنسية. فهل سيطالب سعد بشقته، وأين ستذهب السيدة الفرنسية الأولى السابقة؟