إسرائيل تقول والأعراب تفعل!!
كسر نظام آل سعود كل المحرمات والقيود السابقة التي كانت تحول دون الإعلان الصريح عن مدى متانة العلاقات والتعاون مع الكيان الصهيوني، وبات ذاك النظام يفصح اليوم عن تلك العلاقات بلسان المسؤولين الإسرائيليين، على اعتبار أن المشاريع التخريبية، والأهداف المشتركة بين الجانبين واحدة.
ليس مصادفة أن تتوالى اليوم الأدلة والبراهين التي تؤكد عمق العلاقات الصهيو-سعودية، منذ إنشاء الكيان الغاصب وحتى اليوم، حيث إن العدو الصهيوني يعاني الهزائم المتلاحقة، أمام محور المقاومة، وبات بحاجة ماسة لأذرعه الأعرابية لاستكمال أهدافه العدوانية بمواصلة استهداف الساحات العربية، وهذا يتجلى في مشهد الإذعان الذي عكسه بيان «الجامعة العربية»، بعد أن جند النظام السعودي بعض الأنظمة للعمل حسب الأهواء الإسرائيلية.
تصفية القضية الفلسطينية باتت اليوم حاجة ملحة للكيان الصهيوني، وهذا يحتاج إلى حرب مباشرة على محور المقاومة ككل، والحرب الإرهابية التي تشن على سورية جزء أساسي من تلك الحرب القذرة، والتصويب على حزب الله يأتي استكمالاً لذاك المخطط، الذي يجهد النظام السعودي في تنفيذه، لتوفير الأجواء المناسبة لشطب القضية الفلسطينية من الذاكرة الفلسطينية أولاً، والعربية ثانياً، ليتم بعد ذلك وبشكل رسمي وعلني إعلان الحلف بين كيان الاحتلال الإسرائيلي من جهة والنظام السعودي وبعض الدول المستعربة من جهة ثانية، وهذا ما تتضمنه خطة ترامب التي يسميها البعض «صفقة القرن الكبرى».
وزير الحرب الصهيوني السابق موشيه يعالون، لم يأت بجديد عندما قال بأن وزير خارجية السعودية عادل الجبير يقول بالعربية ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون بالعبرية، فنظام بني سعود لا يكتفي بالقول فقط، وإنما يترجم بالأفعال كل ما تريده إسرائيل وتتمناه، فهو يمول منذ البداية كل الحروب العدوانية التي تشنها إسرائيل ضد شعوب المنطقة، ويصرف المليارات على عمليات الاستيطان والتهويد الجارية في القدس المحتلة والضفة الغربية، ويشارك بالمال والسلاح وإرسال الإرهابيين الوهابيين في الحرب الإرهابية على سورية لمحاولة إضعافها، بعد أن دمر العراق بدعمه لتنظيم داعش، وساهم أكثر من مرة في العدوان الإسرائيلي على لبنان، وغزة، ويقتل اليوم الشعب اليمني بالقنابل المحرمة دولياً، وبالحصار والتجويع، وكل ذلك مطالب إسرائيلية صرفة.
بات من المؤكد أن إخراج العلاقات الصهيو- سعودية إلى العلن، سببه الأساسي هو صمود سورية, واقتراب لحظة انتصارها الذي سيعيد رسم المنطقة من جديد لمصلحة محور المقاومة وحلفائه, وإظهار آل سعود لانتمائهم الحقيقي، يعيد التأكيد أن كل الحروب الإرهابية ضد شعوب المنطقة اليوم، هي صهيونية وبأدوات سعودية وهابية تكفيرية بامتياز.
- قرأت 737 مرة
- Send by email