مجلة اكتوبر المصرية تصف زيارة البيض للجامعه العربية بقنيلة من العيار الثقيل

قنبلة من العيار الثقيل تلك التى فجرها الرئيس الأسبق لليمن الجنوبى «على سالم البيض» خلال زيارته الى مقر جامعة الدول العربية بناء على طلبه، حيث التقى مع الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، تطرق اللقاء لوجهة نظر «البيض» حول تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، وكذلك مستجدات مؤتمر الحوار الوطنى اليمنى؛ واسباب عدم مشاركة الحراك الجنوبى فى المؤتمر.
وخلال اللقاء، طالب البيض جامعة الدول العربية بدعم الحقوق الأساسية لسكان الجنوب على الساحة الدولية، لكن السؤال الذى يطرح نفسه حاليًا هو: لماذا هذا التوقيت لطرح قضية الجنوب والتأكيد على مطلب وحيد هو استعادة استقلال اليمن الجنوبى على غرار انفصال الوحدة بين مصر وسوريا وهو ما كشف عنه المستشار السياسى للرئيس اليمنى الأسبق يحيى غالب لـ «أكتوبر» والذى اتهم صنعاء باحتلال عدن تحت مسمى الوحدة.
من جانبه، أكد د. نبيل العربى على التزام الجامعة العربية بوحدة واستقلال واستقرار اليمن، وذلك بموجب قرارات مجلس الجامعة العربية ذات الصلة. وشدّد على أهمية المشاركة الإيجابية من قبل الحراك الجنوبى والقوى الوطنية الجنوبية فى اليمن فى مؤتمر الحوار الوطنى، خاصةً وأن المؤتمر يناقش قضايا الجنوب اليمنى وبما من شأنه أن يُفضى إلى حل وطنى عادل يحفظ لليمن وحدته واستقراره وأمنه. هذا الموقف الذى اوضحه العربى يتعارض مع رؤية الحراك الجنوبى الداعى للانفصال والذى اعتبر الوحدة مع صنعاء احتلالًا للجنوب وقد عبر عن ذلك مستشار الرئيس الأسبق لليمن الجنوبى يحيى غالب الذى أوضح لـ «أكتوبر» أن الجنوب ليس انفصاليًا وإنه كان دولة فاعلة ومؤسسة فى جامعة الدول العربية والتى يجب أن تقوم بدورها التاريخى والأخلاقى تجاه شعب الجنوب وأفاد بأن البيض قدم للعربى إيضاحات حول دور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الفاعلة فى الجامعة منذ تأسيسها وكيف فشلت الوحدة على أرض الواقع وتحولها إلى مشروع احتلال كما طلب عقد اجتماع استثنائى أى طارئ للنظر فيما يطالب به شعب الجنوب وإرسال لجنة تقصى الحقائق وكذلك التأكد من المطلب الحيوى للشعب بالتحرير والاستقلال. وأضاف أن الرئيس على سالم البيض قدم ملفًا متكاملًا ووثائق عما وصفه بـالانتهاكات التى ارتكبتها صنعاء فى حق الشعب والخروقات التى مارسها الاحتلال الشمالى وقال لقد اعطينا د.العربى نسخًا من القرارات الدولية الشرعية التى تؤكد على حق الشعب الجنوبى وفرض الوحدة بقوة السلاح فى عام 1994 كما طالب البيض باهمية التأكيد على موقف الجامعة المسبق بعدم فرض الوحدة بالقوة.
وحول الاسباب التى دعت الرئيس سالم البيض لهذه الزيارة فى التوقيت الراهن أوضح غالب بأن الحراك الجنوبى هو الذى يطالب باستعادة عضوية اليمن الجنوبى وهو يتواصل مع المنظمات الدولية والعربية ومعروف أن الرئيس كان يقيم فى سلطنة عمان والتى قبلت استضافته ولكن بشرط منعه من أى عمل سياسى ومن ثم حانت الفرصة لأن ينخرط البيض مع الحراك الجنوبى منذ عام 2008 ولذا نقل مقر إقامته الى بيروت وردا على سؤال عن دور الأمم المتحدة فى حل الموضوع عبر الحوار قال إنه دور ثانوى والدور الأساسى لحل الأزمة اليمنية فى صنعاء هو للمبادرة الخليجية والتى تعالج آثار الثورة اليمنية ومن ثم فالوضع فى اليمن كله أصبح ملتبسا – لكن حل مشكلة الجنوب هو من خلال استعادة الدولة، خاصة أن الأمم المتحدة شاهد عيان من خلال تقارير جمال بن عمر التى رصد فيها العصيان المدنى الشامل يوم 7 يوليو الماضى والذى بدأ فى المطارات والمرافق الحيوية والموانئ أملا فى التغيير ولرفض ما صدر يوم 7 يوليو عام 1994 عندما سيطرت القوات فى صنعاء على دولة الجنوب ولدينا قرارات صادرة تؤكد على عدم فرض الوحدة بقوة السلاح منها قرار مجلس الجامعة الوزارى الذى انعقد فى مدينة ابها بالسعودية يوم 5يونية عام 1994 والذى طالب بعدم فرض الوحدة بالقوة وأدان القصف العسكرى على مدينة عدن كما أشار الى اجتماع للقيادات الجنوبية والقبلية مع أمين عام مجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزيانى فى الرياض منذ أربعة اشهر وكشف يحيى غالب عن اجتماع للرئيس على سالم البيض فى بيروت مع السفراء العرب والاجانب لطرح القضية الجنوبية واستعادة جمهورية اليمن من الشماليين وردا على سؤال عما اذا كانت الظروف الدولية والعربية مناسبة لدعم الانفصال فى اليمن قال هو ليس انفصال وإنما استعادة الدولة الجنوبية خاصة فى عهد الثورات السلمية وشرعية الشعوب.
وحول إمكانية الانخراط فى الحوار اليمنى المطروح فى صنعاء للخروج من الازمة قال ان نتائج الحوار اليمنى معروفة سلفا لان المادة رقم 9 تؤكد على وحدة اليمن.
وحول مطالب المرحلة وإمكانية عقد حوار جنوبى – جنوبى أوضح بأنه لا مشكلة بين الجنوبيين وأن الاجتماعات تدور حول شكل الحكم ونظامه بعد استعادة الدولة.