ترامب سيعلن اعترافه بـ #القدس عاصمة لـ #إسرائيل اليوم.. والعالم ينتفض ضده

 

حذّرت دول ومنظمات وشخصيات حول العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، من خطورة الخطوة «المحتملة» للرئيس «دونالد ترامب»، بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده من (تل أبيب) إليها.

والثلاثاء، أبلغ «ترامب» قادة عرب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، نيته نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، في إشارة إلى الاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، متحديًا بذلك الرفض الدولي والغضب الفلسطيني الواسع من القرار.

وأضاف البيت الأبيض، أن «ترامب» سيلعن الأربعاء، موقفه، بما يناسب مصلحة أمريكا، لافتا إلى أنه «سيأخذ في الحسبان الكثير من الأمور قبل إعلان قراره».

في المقابل، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية، موقف «ترامب»، مرفوضا عربيا ودوليا، فيما دعت حركة «حماس»، إلى انتفاضة شعبية الجمعة المقبل، واعتبر رئيس مكتبها السياسي «إسماعيل هنية»، نقل السفارة، «تجاوزا للخطوط الحمراء».

تقويض حل الدولتين

ففي الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، «استيفان دوغريك» خلال مؤتمر صحفي، إن «موقف غوتيريش من القدس واضح وصريح، سواء في العلن أو في الاجتماعات المغلقة».

وأضاف «دوغريك» أن «الأمين العام حذّر، على الدوام، من مغبة أي إجراءات أحادية الجانب تقوض حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)».

وتابع: «نحن على دراية بالتقارير التي تفيد بنية الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس)، لكننا لا نود التكهن بأي شيء قبل صدور إعلان رسمي»، مؤكدًا أن «غوتيريش» يرى أن ملف القدس ينبغي التفاوض بشأنه ضمن قضايا الحل النهائي بين الفلسطينيين و(إسرائيل).

ضد السلام

عربيًا، طالبت الجامعة العربية، الثلاثاء، الولايات المتحدة بـ«لعب دور نزيه ومحايد، لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط».

جاء ذلك في قرار أصدره مجلس الجامعة في ختام اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين؛ لصياغة موقف عربي «استباقي إزاء القرار الأمريكي المحتمل بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها».

وشدد القرار على ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

اتصالات وضغوط

فلسطينيا، أجرى الرئيس «محمود عباس» اتصالات مع عدد من الزعماء والقادة حول العالم، ناقش فيها تداعيات الخطوة الأمريكية، وفرص ممارسة ضغوط على واشنطن للتراجع عنها.

كما حذر «عباس» خلال اتصاله مع «ترامب»، من خطورة «تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم»، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية.

من جانبها، اجتمعت قيادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطاع غزة، بقادة الفصائل الفلسطينية، لبحث التوجهات الأمريكية الأخيرة.

ودعت الفصائل في بيان مشترك، إلى تنظيم احتجاجات لمدة ثلاثة أيام، تبدأ الأربعاء، رفضًا للخطوة.

كما حذرت «هيئة العلماء والدعاة» (غير حكومية) بمدينة القدس، في بيان، من خطورة الخطوة الأمريكية، وقالت إن المدينة هي «عاصمة الدولة الفلسطينية، وهي الدم الذي يجري في عروق العرب والمسلمين، ولا حياة لهم بدونها».

استفزاز وانعكاسات

وحذّرت الرياض، من مغبة إقدام الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، واعتبرت أن ذلك «سيكون له تداعيات بالغة الخطورة، ويعد استفزازًا لمشاعر المسلمين كافة»، بحسب الوكالة الرسمية «واس».

أما قطر، فأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، أن الأمير «تميم بن حمد آل ثاني»، أكد خلال لقاء مع السفير الفلسطيني لدى الدوحة «منير عبدالله غنام»، موقف قطر الثابت تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، والقدس بشكل خاص؛ باعتبار أهميتها الدينية والسياسية للعرب والمسلمين والعالم أجمع.

كما قال رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري»، خلال جلسة لمجلس الوزراء، إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل) سيكون له «انعكاسات خطيرة».

وفي رسالة له، أبلغ العاهل المغربي الملك «محمد السادس»، بصفته رئيسًا للجنة القدس، الرئيس الأمريكي بالقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء نوايا الأخير تجاه القدس.

كما حذّر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) «أحمد ويحمان»، من «انتفاض جميع المسلمين، في حال اعترف ترامب بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)».

كما حذّر رئيس هيئة علماء السودان «محمد عثمان صالح»، من خطورة الخطوة الأمريكية، ووصفها بـ«الصادمة لجميع مسلمي وأحرار العالم».

فيما رأى القيادي في الحركة الإسلامية السودانية «عبدالجليل النذير الكاروري»، في قرار النقل المحتمل للسفارة الأمريكية إلى القدس؛ «إساءة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية».

معاداة للعالم

وشددت تونس على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس، وذلك في بيان للخارجية.

فيما اعتبر الدبلوماسي التونسي السابق بالأمم المتحدة «توفيق ونّاس»، أن الاعتراف المحتمل بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) «إضعاف لمجهودات السلام بالمنطقة، وحفر قبر لحل الدّولتين».

فيما وصف أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس (حكومية) «عبدالله كنعان»، في موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس بـ«الخروج عن الشرعية الدولية».

بدورها، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن الولايات المتحدة الأمريكية «تُعادي العالم إرضاءً لـ(إسرائيل)»، من خلال الخطوة.

فيما وصفت لجنة فلسطين في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، في بيان، الخطوة الأمريكية المحتملة بأنها «نهاية وتكفين للعملية السلمية برمتها».

وفي العراق، قال رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي ببغداد، إن «مجلس الوزراء يرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويحذر من تداعيات الموضوع».

كما قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، تلقى اتصالا هاتفيا من «ترامب»، وأكد له «الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة».

فيما دعا المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر «محمد أنور السادات»، إلى «حراك عربي وإسلامي للتمسك بالقدس المحتلة، والحيلولة دون تنفيذ القرار الأمريكي المحتمل بإعلان المدينة الفلسطينية عاصمة لـ(إسرائيل)».

بدورها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في بيان؛ «جماهير الأمتين الإسلامية والعربية وأحرار العالم إلى التعبير، الأربعاء، عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف».

كما حذر الأزهر، من خطورة الخطوة، وقال في بيان إن «أي إعلان بهذا الشأن سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم».

خط أحمر

من جانبه، حذّر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، من مغبة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مشيرًا إلى أن بلاده قد تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة في حال اتخذت واشنطن الخطوة.

وتابع، في كلمة أمام كتلة حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) بالبرلمان التركي: «أقول للسيد ترامب؛ القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وفي حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات مهمة».

كما أعرب وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، في تصريحات صحفية، عن أمله في تراجع الولايات المتحدة عن الخطوة، فيما وصفها المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية «إبراهيم قالن»، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، بـ«الأمر المقلق للغاية، الذي من شأنه تقويض كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام».

وعلى مستوى المعارضة التركية، حذّر زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي «كمال قليجدار أوغلو»، في كلمة خلال اجتماع موسع لفروع الحزب النسوية، في أنقرة؛ من تداعيات أي قرار خاطئ يُتخذ بشأن القدس، مبينًا أن ذلك «سيتسبب بسفك الدماء والدموع في الشرق الأوسط مجدداً».

انعكاسات سلبية

من جانبه، حذّر الاتحاد الأوروبي، في بيان، أن أي «خطوة أحادية الجانب حول القدس، سيكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العالم».

وأضاف البيان، أنّ الاتحاد يعتقد بأنّ اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل)، سيولّد نتائج سلبية جدية، وسيشغل الرأي العام العالمي.

كما بحثت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية «فيديريكا موغريني»، مع وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، ملف مدينة القدس، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي مؤتمر صحفي عقب لقاء جمعهما، في مقر مجلس الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أكدت «موغريني»، ضرورة تجنّب جميع الأطراف اتخاذ خطوات «من شأنها الإضرار بعملية السلام».

قلق وصدمة

وفي مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأمريكي، أعرب الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، عن قلقه من الخطوة، وشدد على ضرورة بحث وضع القدس في إطار محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.

كما نقلت وسائل إعلام محلية، عن وزير الخارجية الألماني «سيغمار غابرييل»، قوله، في منتدى بحثي بالعاصمة برلين، تعليقًا على القرار المحتمل؛ إنه «لا يمكن التوصل إلى حل لمشكلة القدس سوى بمفاوضات بين طرفي الصراع».

كما دعا مؤتمر فلسطينيي أوروبا (غير حكومي)، إلى التحرك بشكل عاجل، لوقف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

واعتبر المؤتمر، في بيان، أن تلك الخطوة، في حال اتخاذها بشكل رسمي، ستشكّل «صدمة وانتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين».

رسالة إسرائيلية

وفي (إسرائيل)، وجّه دبلوماسيون سابقون، رسالة إلى الإدارة الأمريكية، للتعبير عن معارضتهم للاعتراف الأمريكي، أحادي الجانب، بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ووقّع الرسالة 25 دبلوماسيًا سابقًا، وأكاديميين وناشطي سلام إسرائيليين، وتم توجيهها إلى مبعوث الرئيس الأمريكي للاتفاقيات الدولية «جيسون غرينبلات»، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس».

ومؤخراً، تداولت وسائل إعلام أمريكية تقارير بشأن اعتزام «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لـ(إسرائيل)، وإعلان نقل سفارة بلاده إلى القدس، خلال خطاب يلقيه الأربعاء.

وكبقية الدول الأخرى في العالم، لم تعترف الولايات المتحدة بالضم الإسرائيلي غير الشرعي لمدينة القدس الشرقية.

ودأبت الإدارات الأمريكية السابقة على اعتبار القدس إحدى قضايا الحل النهائي للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

ويصر الفلسطينيون على أن أي حل نهائي مع (إسرائيل) يجب أن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

 

المصدر : وكالات