لأول مرة الرئيس الصماد يكشف تفاصيل أحداث العاصمة وما سبقها ولقائه مع علي صالح

 

نجح رئيس المجلس السياسي الأعلى ، صالح الصماد بشكل كبير في منع أي تداعيات لمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتوصل لتفاهمات وصفت بالهامة مع قبائل طوق صنعاء التي التقت معه يوم الأربعاء بحضور مئات من مشايخ وأعيان قبائل الطوق.

 

الرئيس الصماد ألقى كلمة مطولة نشرتها ، أطلع خلالها قبائل طوق صنعاء على ما كان يحدث قبل وبعد أحداث صنعاء التي قال إنها لم تكن وليدة يومها بل تمتد لنحو عام تقريبا، مشيراً إلى أنه كان يعمل على منع ظهور الخلافات إلى العلن كي لا يستغلها التحالف السعودي، وأن مخطط تقسيم العاصمة صنعاء ظهر قبل فترة طويلة.

 

وفي هذا السياق قال الصماد “هذه المشاكل والأحداث التي حصلت لم تكن وليدة يومها وربما بعضكم كانوا ممن استدعيناهم في بعض المراحل وكان هناك لقاء لعقلاء وحكماء اليمن في العاشر من رمضان تقريبا الفائت .. كان هدفها عسى ولعل أن تفلح هذه الوجهات وهذه الشخصيات في تقريب وجهات النظر حرصا على الجبهة الداخلية وربما كنا نكتم بعض الأشياء حتى لا يشمت العدو فينا وحتى لا يفرح العدو، وإلا كان هناك مخطط وكانت هناك حركات وتدريب وتأهيل وتقسيم العاصمة صنعاء إلى مربعات تحت مبررات أن هناك مخاوف”.

 

كما كشف أنه قبل شهرين طلب من مجموعة من مشايخ طوق صنعاء التوسط لدى المؤتمر الشعبي العام لمعرفة ماهية مخاوفهم.

 

وقال “قبل ما يقارب الشهرين استدعيت مجموعة من مشايخ المحيط وقلنا لهم اذهبوا إلى الأخوة في المؤتمر الشعبي العام وقولوا لهم ما هي المخاوف التي تدعونها وتدفعكم إلى مثل هذه التحشيدات التي أصبحت كابوس حتى على القيادات العسكرية .. عندما كنت في الجبهات وعلمت أن هناك تجميع لتجمعات وقناصات داخل أمانة العاصمة هذه تقلق الناس وتقلق .. ذهبوا إليهم والتقوا بقياداتهم ولكن لم نصل إلى نتيجة “.

 

وكشف الصماد لأول مرة أمام مشايخ طوق صنعاء عن لقاء جرى بينه وبين رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح عندما قال “هذه الأحداث كانت لها أكثر من سنة أنا أقسمت على نفسي وفي لقاء مع الزعيم وقيادة المؤتمر الشعبي العام أنني لن أكون مظلة تستهدف الأخوة في المؤتمر الشعبي العام .. وأنني لو علمت أن هناك نية لاستهدافهم .. لاستهداف المؤتمر لقلت كلمتي في ذلك الموقف وفعلا وفيت بقسمي وأطفأت الكثير من الحرائق التي كادت أن تعصف بالبلاد لولا أن خطاب الزعيم الأخير كان خطاب لم نستطيع بعدها أن نبرر ما هي الأسباب وما هي المبررات التي تدعو الناس إلى ثورة عارمة في كل المحافظات في كل حارة وكل حي وكل عزلة” .

 

وأضاف معلقاً على خطاب صالح الأخير “هذه الدعوة أربكت الموضوع ولم نستطيع إطلاقا تبريرها أمام القيادات الأمنية والعسكرية ولا يمكن إحتوائها”

 

وتابع “وأنتم تعرفوا أن ساحاتنا في كثير من المناطق والمجتمعات لا تزال ملغومة فيها الداعشي فيها القاعدي وفيها الموالي للعدوان سيستغلون هذه الدعوة للفتك بالأمن والفتك باللجان الشعبية وإثارة المشاكل وفعلا حصل بعد هذه الدعوات حركات مخيفة جدا كما رأيتموها في كثير من المقاطع خرجت كثير من المجاميع لتدوس على صور الشهداء ولترفع شعارات الطائفية النتنة لا حوثي بعد اليوم ارحلوا يا مجوس ارحلوا يا روافض هذه كانت أشياء مخيفة جدا جدا” مضيفاً أنه “ربما لو حصل تمكن لتلك المجموعات لرأينا الرؤوس على أعمدة الإنارة في الشوارع أولئك ليسوا مؤتمرين وليس الصراع مع المؤتمر نهائيا”.

 

وأكد الصماد أن دعوة صالح للانقلاب لم تكن دعوة من قبل المؤتمر مستدلاً بعدم انعقاد اللجنة العامة للحزب فقال “انتم تعرفون وأقلكم بالحقيقة أنه عندما أصدرنا قرار في مجلس القضاء الأعلى اجتمعت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وأصدروا بيان بأنهم سيبقون في انعقاد دائم ورفضهم لذلك القرار”.

 

وأضاف “عندما حاولت أن أعالج تلك المشكلة وقلت لهم تعالوا نحكم قرارات أخرى ونعالج هذه المشكلة قالوا هذا قرار تنظيمي اتخذ داخل اللجنة العامة ولا يمكن التراجع عنه إلا في اجتماع اللجنة العامة .. فكيف يأتي خطاب ودعوة لثورة عارمة في كل محافظة وكل عزلة دون أن تجتمع اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام “.

 

وراهن الصماد ” أن اللجنة العامة (للمءتمر) لم تجتمع ولم تعرف بهذا البيان وهذا الخطاب الذي ألقي وهذا يدل على أن الموقف ليس موقف المؤتمر”.

 

وأكد الصماد أنه “لم يكن الصراع مع المؤتمر الشعبي العام .. المؤتمر الشعبي العام أنتم ونحن وأولئك نحن نعرف نفسيات المؤتمر ورجاله وحكمته ووطنيته ومسؤوليته وابتعاده عن هذه الشعارات الطائفية النتنة .. كان هناك دعوة من بعض القيادات حصل ما حصل ولم نستطيع أن نبرر ذلك أمام القيادات العسكرية والأمنية وحصل ما حصل وبفضل الله سبحانه وتعالى تم تجاوز هذا”.

 

وواصل الصماد كشف جوانب مما حدث عقب انقلاب الرئيس السابق بقوله “تعرفوا ما حصل سقطت محافظات حجة والمحويت وقطع خط عمران الذي يعتبر الشريان الرئيسي لإمداد الجبهات يعني أن ميدي والبيضاء وتعز وجميع الجبهات تحاصرت في أكثر من 12 ساعة أثناء قطع الخطوط في المحويت وحجة وفي عمران واحتاجت بعضها إلى عمليات عسكرية استغرقت بعضها أكثر من 12 ساعة كان هذا شيء مخيف جدا لم يكن لدى الناس من خيار إلا أن يقضوا على هذا التمرد والفتنة”.

 

وجدد التأكيد أنه لم يكن هناك رغبة في حدوث ما حدث  وقال “مؤلم لنا هذا الشيء وتألمنا كثيرا لأننا لم نكن نريد أن يشمت أعدائنا ولم نكن نريد أن نفتح ثغرة داخل أمانة العاصمة ولكن لو حصل هذا التصعيد الحاصل في نهم والجوف والبقع والمخا والهاملي وفي ميدي مع تلك المشاكل التي كانت في صنعاء لكانت ما لا يحمد عقباه وراحت كثير من تضحياتنا وكثير من التضحيات الجسيمة التي بذلناها “.

 

وأضاف “لم تكن هناك أي نية مسبقة الحدث حصل مفاجئ لقوات الأمن والجيش ولذلك يجب أن تكونوا أنتم في الصورة، أننا انتهت المرحلة ونأسف على ما حصل أن يحصل في ظل هذه الظروف الصعبة ولكن أنتم تعرفوا أن هذا حال الثورات وحال الأحداث والمعارك الكبيرة “.

 

وفيما جدد التأكيد أنه “لم نكن في صراع مع المؤتمر نهائيا، داعياً قبائل طوق صنعاء “أن نعمل جميعا نحن وأنتم على استقرار الوضع وتثبيت الأمن والاستقرار العدو يشتغل شغل كبير لتخويف الناس وتخويف الشخصيات الإجتماعية وتخويف مجلس النواب وتخويف أعضاء المؤتمر الشعبي العام نحن نقول لا توجد مشكلة نهائيا”.

 

واعترف الصماد بحدوث بعض الاختلالات في عمليات مداهمة المنازل لكنه أكد أنها ليست على النحو الذي روجته وسائل إعلام التحالف.

 

وفي هذا السياق قال الصماد”حصل قليل من المشاكل وقليل من الإختلالات أثناء المداهمات وأثناء دخول بعض الناس والمجاميع غير المنتظمة واستطيع أن أجزم أنها لا تتعدى 15 منزل كانت عليها أخبار أن فيها مطلوبين وسلاح وإن كانت لا تتجاوز 20 منزل بالأكثر لكن العدو والإعلام الخارجي يحاول أن يوظف القضية وأن هناك مئات الاعتقالات وأن هناك مئات النهب وأن هناك عمليات إعدام يأتي لي بصور من سوريا لأطفال يعدموا ويقولوا هذا ما يحصل الآن في شوارع صنعاء”.

 

وأضاف “لا يوجد ما يقلق إطلاقا حصل قليل وكانت انباء وبلاغات أيضا حصل بعض المجاميع غير المنتظمة لكن في خلال يومين ثلاث تم ضبطها تماما وانتم عرفتم ما حصل في اسطنبول في تركيا اثناء الانقلاب وهي دولة كما تعرفوا قوتها وامنها وجهازها الإستخباراتي ، ومع ذلك بفضل تجاوزنا هذه المحنة وهذه الأشياء ولو حصل اختلالات نحن ضبطنا الأمن والاستقرار وألزمناهم بعدم اقتحام بيوت الناس إلا وفق الدستور والقانون ومع ذلك نؤكد من جديد للإخوة للقيادات الأمنية والعسكرية”.

 

وأكد الصماد أنه ليس هناك أي توجهات لاعتقال أي من قيادات المؤتمر باستثناء قائمة محدودة اشتركت بشكل مباشر في الاحداث التي وقعت بصنعاء والمحافظات الأخرى وقال “نحن أعددنا قائمة بالمطلوبين من القيادات وقائمة بالمغرر بهم ممن شاركوا في هذه الأحداث والفتنة .. سيتم إعلانها والبقية آمنين مطمئنين .. والمغرر بهم سيتم فرزها وتسليمها لقيادة السلطة المحلية والأمنية في المحافظات على أساس ندعوهم للعودة إلى قراهم بعد أخذ الضمانات اللازمة” .

 

وكرر التأكيد أنه “ستعلن القائمة في الأيام القادمة لأجل الآخرين أن يطمأنوا لأن هناك تخويف للجميع .. علينا قدر المستطاع أن نبذل المزيد من الجهود لتثبيت الأمن والاستقرار”.

 

المراسل نت