خطير للغاية : إسرائيل تعترف بتواجدها في مضيق باب المندب وتعلن عن قواعد جوية لها في هذه الجزر

 

حدد باحثون استراتيجيون إسرائيليون موقف تل أبيب من اتساع نطاق التنافس على الوجود في البحر الأحمر، ودخول قوات من دول لا تمتلك شواطئ على هذا البحر.

 

وتركز حديثهم في هذا الإطار على دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، إضافة لإيران وأخيرا تركيا، إضافة إلى الوجود الإماراتي اللافت جنوب البحر الأحمر.

 

وذكر تقرير نشره موقع "ترك برس" أن النظرة الاستراتيجية الإسرائيلية للبحر الأحمر تنطلق من كونه يضعها على خريطة الحدود مع مصر والأردن والسعودية، ويضمن لها شريان تجارتها وحركة سفنها مع شرق آسيا ودول أفريقيا التي عززت من علاقاتها معها في العقدين الأخيرين بشكل واضح.

 

 

وأشار التقرير إلى أن كلمة السر الإسرائيلية في البحر الأحمر كانت واضحة في السنوات الأخيرة عبر الوجود المباشر في جنوبه بالقرب من مضيق باب المندب، تماما كما توجد إسرائيل في شماله.

 

 

ولفت إلى أن إسرائيل استغلت علاقاتها بإريتريا لإنشاء قواعد في "رواجيات" و"مكهلاوي" على حدود السودان، كما تمتلك إسرائيل قواعد جوية في جزر حالب وفاطمة عند مضيق باب المندب، وقامت باستئجار جزيرة "دهلك" حيث أقامت قاعدة بحرية هناك.

 

 

وتبرر إسرائيل هذا الوجود بمخاوفها الأمنية من المحاولات الإيرانية للوجود في البحر الأحمر من خلال دعمها لجماعة "أنصار الله" في اليمن والتي تقول إسرائيل إنها تمتلك صواريخ تهدد الملاحة في هذا البحر، بحسب تقرير "ترك برس".

 

 

وفي بحث مطول نشرته مجلة "القوات البرية السعودية"، تحدث العميد الركن خالد الشيبة في تحليل مطول عن استراتيجية إسرائيل في البحر الأحمر القائمة على نظرية الأمن والحدود الآمنة.

 

 

ويلفت البحث إلى أن تل أبيب وبعد أن ضمنت الوجود المباشر في البحر الأحمر، انتقلت لوضع خطط تأمين في البحر ومنع أي تهديد لها منه، واستخدمت أنواعا مختلفة من الزوارق المسلحة بالصواريخ وقذائف الأعماق لمكافحة الغواصات.

 

 

وتحدث تقرير المجلة أيضا عن أن حوالي نصف القوات الجوية الإسرائيلية — البالغة 449 طائرة قتال — توجد قريبة من البحر الأحمر في قواعد النقب، وتقوم هذه القوات بدوريات وطلعات فوق هذا البحر حتى مدخله الجنوبي.

 

 

وبحسب الشيبة فإن قوات فرقة مدرعة إسرائيلية كبيرة توجد في المنطقة العسكرية الجنوبية قريبا من البحر الأحمر، وتعمل في مجالات الاستطلاع والمساحة وتخزين الأسلحة والعمل في البحر بالتعاون مع القوات الأمريكية في المنطقة.

 

 

من جهته نشر مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والاستراتيجيات في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات في هرتسليا الجنرال شاؤول شاي، تحليلا في صحيفة "إسرائيل اليوم" مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أشار فيه إلى أهمية التطورات الأخيرة في البحر الأحمر من وجهة نظر تل أبيب.

 

 

واستنتج الجنرال شاي في مقاله ضرورة التأكيد على أن إسرائيل تفضل أن يبقى البحر الأحمر تحت تأثير "التحالف السني الذي تقوده السعودية ومصر، في مواجهة التهديدات الناتجة عن السيطرة الإيرانية عليه".

 

ويذهب أيضا لاعتبار أن هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل والتحالف السني في عدد من المواضيع الإستراتيجية، وعلى رأسها مقاومة الوجود الإيراني في البحر الأحمر والسيطرة عليه.

 

 

غير أنه يشير إلى ضرورة أن تبقي تل أبيب على خياراتها للتعامل مع سيناريوهات أخرى، ومنها مثلا توتر علاقاتها مع السعودية أو إحدى شريكاتها، وهو ما قد ينتج عنه وضع جيواستراتيجي جديد.

 

 

واعتبر تقرير الجنرال الإسرائيلي أنه في العلاقة مع "التحالف السني"، تنظر إسرائيل بعين الرضا لإعلان القاهرة التخلي عن جزيرتي تيران وصنافير، ومن ثم إعلان الرياض عن مشروع "نيوم" على حدودها الشمالية مع البحر الأحمر.

 

 

وفي السياق ذاته كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية نقلا عن محللين إسرائيليين أنه لا يمكن إطلاق المشروع وربط "نيوم" بمدينة شرم الشيخ المصرية عبر جسر فوق البحر الأحمر دون موافقة إسرائيل، وهو ما قرأ فيه هؤلاء فرصة جديدة لتعاون إقليمي ترغب إسرائيل بتعزيزه مع البلدين اللذين يتمتعان بثقل كبير في العالم العربي.

 

وختم "ترك برس" تقريره بأنه لا يعرف مدى تأثير الدخول التركي على خط التنافس على النفوذ في البحر الأحمر على الاستراتيجية الإسرائيلية هناك، وهي استراتيجية اعتمدت على منع الخطر الإيراني وتعزيز العلاقات مع ما تصفه بـ"التحالف السني".