بالمختصر المفيد.. الرئيس الصماد .. وهوامير الفساد!!
في كلمته التوجيهية التي ألقاها خلال زيارته للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وضع الرئيس صالح الصماد النقاط على الحروف فيما يتعلق بملف الفساد ، وما يثار حوله من أحاديث وأقاويل ومنشورات هنا وهناك تستهدف بعض الأشخاص في عدد من مؤسسات ومصالح الدولة المختلفة، حيث فتح الرئيس الصماد باب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة على مصراعيه أمام كل مواطن يمتلك من الأدلة والوثائق الدامغة التي تثبت تورط أي مسؤول في الدولة في قضايا فساد ، مؤكدا على أن الجهاز سيتعامل مع هذه البلاغات بمسؤولية وسيشرع في التحقق والتأكد من صحتها وعلى ضوء ما سيتوصل إليه من نتائج سيرفع بتقاريره إلى المجلس السياسي والحكومة لإتخاذ الإجراءات و القرارات المناسبة .
هذه الدعوة غير المسبوقة من قبل رئيس الدولة تتطلب حالة غير مسبوقة من التفاعل الإيجابي من قبل المواطنين وعلى وجه الخصوص من يعملون في سلك المحاماة والحقوق والحريات ورجال الإعلام والصحافة ومختلف الموظفين في عموم قطاعات الدولة المختلفة وكل مواطن يمتلك بين يديه الأدلة والحجج الدامغة التي تدين هذا المسؤول أو ذاك ، لا حاجة هنا لـ”البقبقة” عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة وتوزيع الاتهامات جزافا على الناس دونما أدلة وحجج دامغة ، ويجب الاستفادة من دعوة الرئيس الصماد والمساهمة الفاعلة والعملية في محاربة الفساد والفاسدين والحفاظ على المال العام وتطهير مؤسسات الدولة من هوامير الفساد ورموز الاستغلال والعبث بالمال العام والوظيفة العامة .
لا مجال للصمت والوجوم والسكوت على مافيا الفساد التي تنخر في جسد الوطن وتنهب خيراته وتمتص ثرواته وتستأثر بمقدراته ، نحن في زمن كشف الحقائق ، ونتطلع بأن تنكشف خلاله خفايا الفساد والفاسدين وتتعرى ملفات فسادهم المقرف التي ظلت مغيبة عن أجهزة الرقابة والمحاسبة وسلطة القضاء ، لا نريد محاباة ولا مجاملة ولا استثناء أو انتقاء في محاربة الفساد ، يجب أن يخضع الجميع للرقابة والمحاسبة ومن يثبت تورطه في قضايا فساد تتخذ في حقه الإجراءات القانونية سواء كان من أنصار الله أو من المؤتمر أو من الإصلاح أو من أي حزب أو مكون .
وهنا لا بد من التحلي بالشفافية والوضوح والمصداقية والمكاشفة للرأي العام من قبل جهاز الرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد بحيث تطلع الشعب على ما تتوصل إليه من نتائج خلال عملها في تقصي الحقائق والتحقيق في قضايا الفساد التي تصل إليها ليعرف الشعب من ينهب ماله ويستغل ويبدد ثروته ، ويستغل منصبه للهبر والفيد والنهب ، لا نريد ترحيلاً للقضايا ، كما لانريد أن تقتصر عمليات التحقيق والمحاكمة على خلفية قضايا فساد على صغار الموظفين ممن لاحصانة ولا ظهر لهم في حين يظل هوامير الفساد بمنأى عن الرقابة والمحاسبة وكأنه لا سلطة ولا قانون عليهم ؟!
بالمختصر المفيد، دعوة الرئيس الصماد لكل من لديه أدلة بالتورط بالفساد لأي مسؤول في الدولة أن يقدمها للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فرصة ولن تعوض ، وفيها اختبار لوطنيتنا ومصداقيتنا في محاربة الفساد والمفسدين ، ومدى حرصنا على المصلحة الوطنية ، يجب أن نقتل الخوف داخل نفوسنا ونتحرر من فوبيا قول الحقيقة والمكاشفة ، هذا وطننا جميعا وإذا ما تخاذلنا وتقاعسنا عن محاربة الفساد سينهار وسيسقط وسيقودنا نحو المجهول ، إذاً لا بد من الشراكة الرسمية والشعبية في محاربة الفساد والحد منه وأن تتكاتف وتتضافر الجهود من أجل ذلك ولم يعد هناك من مبررات لهواة (البقبقة) والتدليس و(الطقطقة) والتلبيس ، لقد حصحص الحق وباتت الأرضية مهيئة ومتاحة للجميع للإسهام في محاربة الفساد بأمر الرئيس (ومن كذب جرب) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
- قرأت 818 مرة
- Send by email