طهران والضاحية الجنوبية: شماعات الفشل السعودي في اليمن

 

تغرق الرياض يوماً بعد يوم في وحل أكاذيبها ومستنقع تضليلها وتزييفها، وتبدو أقنعتها اليوم مكشوفة وواضحة للعميان قبل المبصرين وأولي البصائر، كانت وما زالت تعلّق فشلها وهزيمتها على شماعة مكشوفة تتهم فيها إيران بتهريب الصواريخ الباليستية إلى اليمن، وتتوكأ على ورقة محروقة تتناغم كلياً مع النغمة الأمريكية المعادية لإيران، البلد المناهض لمشروع الغطرسة والهيمنة الأمريكية والصهيونية، هذه النغمة المشروخة فشلت ووأدت في مهدها، فجبهة الوعي كانت كفيلة بتعريتها ونسفها، وإظهار زيفها وخداعها، وبات العالم اليوم يدرك أن اليمنيين رجال الشدائد وصناع المعجزات.

 

شماعة فشل أخرى

 

بعد فشل شماعة قوى العدوان الأولى في استهداف الجمهورية الإسلامية في إيران، تذهب اليوم مجدداً لتبرير فشلها وعجزها عن التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية بتوجيهها الاتهامات لحزب الله اللبناني، متهمة إياه بنقل صواريخ باليستية من الضاحية الجنوبية إلى اليمن، هذه الاتهامات المزيفة كأصحابها، تأتي في إطار المقدمات التي يسعى العدوان الأمريكي والإسرائيلي للتسويق لها باعتبارها مبررات قد تقود إلى شنّ عدوان همجي أمريكي صهيوني سعودي ضد "حزب الله"، صخرة المقاومة وأساسها.

 

حرب ناعمة

 

موجة الاتهامات السعودية التي تحمل منطق العدو الإسرائيلي في باطنها، قوبلت بنفي ممزوج بالسخرية من قبل حزب الله، الذي سبق وأن وجّهت إليه اتهامات مماثلة؛ منها إرسال مجموعة من مقاتليه للقتال في اليمن، وقد عملت أبواق العدوان على ترويج قصص إنشائية زعمت فيها العثور على جثث لمقاتلي حزب الله في بعض الجبهات الداخلية اليمنية، وذلك في محاولة فاشلة لتمرير وتسويق تلك الادعاءات، وإقناع المرجفين بتصديقها، ناهيك عن اتهام الحزب بإرسال مدربين محترفين لتدريب مقاتلي أنصار الله، وكذلك تزويدهم بالأسلحة والعتاد العسكري.

 

تبرير الفشل

 

بات الجميع يدرك اليوم أن هذه الاتهامات الكاذبة والمفضوحة، إنتاج طبيعي للمطابخ الإعلامية التابعة لقوى العدوان، والتي تسعى من خلالها للتقليل من قدرات وإمكانيات أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية في كل ميادين اليمن وجبهاته، وتبرير فشل العدوان في معركة الهجوم، فضلاً عن فشله في معركة الدفاع في التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية، هذا الفشل جعلها في موقف لا تحسد عليه أمام شعوبها ومواطنيها، فكان لا بدّ من الادعاء بأن الصواريخ إيرانية الصنع والمنشأ، وجرى تهريبها إلى اليمن، أو بأنها إيرانية قدمت عبر حزب الله اللبناني من الضاحية الجنوبية.

 

نسف الادعاءات

 

يعلم الجميع بأن الصواريخ الباليستية اليمنية، قد تم تطويرها وتحديثها وتعديلها بأياد وخبرات وكفاءات يمنية، ولا يزال التحديث مستمراً لتعزيز قوة الردع في معركة نفس طويل لمواجهة الغطرسة السعودية الإماراتية الأمريكية التي منيت بهزيمة ثقيلة خلال ثلاث سنوات من العدوان والحصار على الشعب اليمني الصامد الحر.

 

 وإلى جانب إفصاح الدفاع اليمنية عن مخرجات التصنيع الحربي المستمر، يدرك العالم أجمع أن السفن والبواخر التي يسمح لها بالدخول لميناء الحديدة -المنفذ الوحيد المتاح- بقيود صارمة ومشددة مفروضة على النشاط التجاري والملاحي فيه، تخضع جميعها للتفتيش والاحتجاز والمصادرة، وهذا ينسف ادعاءات العدوان التي يتحدث فيها عن تهريب أسلحة وصواريخ باليستية ونقلها من إيران تارة، ومن جنوب لبنان تارة أخرى.

 

كذبة إبريل

 

بات من غير المعقول أن يصل العقل العربي إلى هذه الدرجة من السذاجة، وهذا الخرف في الطرح، فكيف لذي لبّ أن يتصور للحظة أن حزب الله المحاصر يقوم بنقل صواريخ باليستية إلى شعب اليمن المحاصر، وأن رقابة قوى العدوان المسلّطة والمركزة على أجواء اليمن ومياهه ومنافذه قد فشلت في كشف تلك العمليات وضبطها. قد يكون الحديث منطقياً ومعقولاً لو قيل بأن الحزب قام بنقلها إلى سوريا، كون عناصر الحزب المجاهد توجد ضمن التحالف المساند للجيش السوري وقيادته في مواجهة الإرهاب الصهيوني السعودي، والأمريكي الداعشي على سوريا المقاومة والممانعة، ولكن أن تروى الواقعة على أنها في اليمن فهذه "فانتاليزا" فريدة وجديدة تلائم باكورة شهر إبريل لهذا العام.

 

مسك الختام

يفرط المراهقون في كذبهم، والمهزومون في غيهم، ويمنون النفس بأنهم بذلك قادرون على طمس الحقيقة التي أرّقت مآقيهم، وتزييف الواقع الذي أخزاهم وأركسهم. فهم يفشلون في ميادين المواجهة؛ ويهربون للاحتماء بأكاذيبهم، والتخندق خلف افتراءاتهم التي ملّ الناس من سماعها وتكرارها. كل ذلك يعكس عجزهم وفشلهم وهزيمتهم، وعدم قدرتهم على استيعاب الحقيقة المرّة التي تؤكد على قدرة رجال اليمن تطوير وتصنيع الصواريخ، وتحديث الزلازل والبراكين، ناهيك عن صمود وثبات المقاتل اليمني حافي القدمين بسلاحه الشخصي، والذي أكمل عامه الثالث منتصراً على تحالف مدجن يضم قرابة الـ 18دولة، وفي جعبتها أعتى وأقوى وأحدث تسليح شهدته الألفية الثالثة.