نص رسالة الرئيس علي ناصر محمد إلى القمّة العربية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

حفظكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إن اجتماعكم اليوم في قمة الظهران يمثل تجسيداً للتآلف والتعاضد العربيين في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية وما تتعرض له من أهوال وحروب وتعقيدات ت�تدعي من قمتكم الوقوف أمامها والعمل على معالجتها، بما تمليه عليكم المسؤوليات الواقعة على كواهلكم وبما تتحملونه من واجبات تجاه الأمة وقضاياها الجسيمة في مرحلة من أدق وأصعب المراحل في حياتها المعاصر.

ومن بين هذه القضايا التي تدمي القلب وتستصرخ الضمير، الحرب في اليمن التي دخلت عامها الرابع بما سببته وتسببه من قتل وتدمير ومآسٍ إنسانية لا حد لها من مجاعة وتشريد للملايين وأمراض وأوبئة تفتك بشعبنا الذي يدفع أثماناً باهظة في كل يوم تستمر فيه هذه الحرب والتي لا يستفيد منها إلا تجار الحروب.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

نحن متأكدين أنكم على إدراك تام للأهمية الاستراتيجية للموقع الذي تحتله اليمن في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي وفي الخليج والجزيرة العربية، وبالتالي ما يعنيه موقعها الاستراتيجي بالنسبة للأمن القومي العربي، وأن الأمن والاستقرار في اليمن يؤثر على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

ولا شك أن وقف الحرب في اليمن يأتي في رأس الأولويات لتحقيق ذلك، وأنتم أكثر من يدرك أهمية ذلك، كما أدركه ذات يوم الزعيمان العربيان الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس جمال عبد الناصر رحمهما الله، حين اتخذا في قمة الخرطوم عام 1967م قرارهما التاريخي بوقف الحرب في اليمن، وأدركا أن ذلك يشكل أساساً صلباً لدعم التضامن والتعاضد العربيين ويصب مباشرة في مصلحة الأمة العربية ومعالجة قضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 

إن شعبنا وشعوب أمتنا العربية تتطلع إليكم والى قمتكم في هذه اللحظات من تاريخها باتخاذ القرارات لإنهاء هذه المأساة الإنسانية والدعوة الى وقف الحرب في اليمن تمهيداً للشروع في المفاوضات بين أطراف الصراع بدعم ودور عربي وأممي فاعل بما يحقق السلام والأمن والاستقرار وإعادة بناء مادمرته الحرب، وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرتضي به شعب الجنوب وفقا لمخرجات مؤتمر القاهرة 2011م، ونتمنى أن تخرج قمتكم بأفضل ما يمكن من أسس ووسائل لوقف التدهور في مقدرات الأمة كما نراه منذ سنوات في العراق وسورية واليمن والسودان والصومال وليبيا، سائلين الباري عز وجل أن يسدد خطاكم ويعزز وحدتكم بما يحقق النصر لأمتنا على أعدائها ويعينها على تجاوز محنتها ويحقق لها كل ماتصبو إليه من آمال.

 

ختاماً تقبلوا خالص تحياتي والإحترام

ولقمّتكم التوفيق والنجاح.

 

الرئيس علي ناصر محمد

 

* الرئيس الأسبق لـ«جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» (سابقاً)