اللواء يحيى المتوكل مات أم أغتيل .. مناقشة التقرير الأمني

الى قبل اسبوع كانت الصحافة لا تشير الى سنوية اللواء يحيى محمد المتوكل، وكنت أتساءل عن سبب الغياب أو التغييب. وذكرت (كراهية) الاربعينية في السنة الرسمية وفهمت بأنها تسري ايضاً على الذكرى السنوية. ومقتدياً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سيد الشهداء حمزة (حمزة لا بواكي له) كدت أقول (يحيى لا بواكي له). إلا أن شذرات صحفية ومقيل قاعة الخليج بدد ما كدت أقول، وبقيت زوابع التساؤلات حول الحادث والتي لم تلق اجابة منذ عام، بل ان غموض الحادث لم يزل كما هو ودائرة الظنون تتسع.... فيحيى الشهيد كان رجلاً بحجم الوطن وقلباً بمساحة الناس، كان محل اجماع، ورجل دولة من طراز رفيع، ومناضلاً لم يفارق الحلم عينيه، لم تضف السلطة اليه الكثير، لكنه اكسبها بريقاً طالما أفتقدته وتفتقده، كان جسراً بين المختلفين وبوابة حل القضايا الصعبة.. ويحيى الموقف عندما تغيب المواقف كما في رمضان قبل العام عندما قصفت الطائرات الأمريكية الحارثي ورفاقه وساد الوجوم الرسمي فخرج وحده لكي يندد بالاعتداء على السيادة ويعتبره محرجاً للسلطة.. اذاً فيحيى له بواكٍ.. وبواكٍ كثيرة جداً ورجل مثله وبمكانته عندما تنتهي حياته بحادثة سير غامضة فالقدر وحده ليس كافياً لإلغاء الاسئلة. وعندما يمر الحادث دون تدقيق وافٍ وتحقيق كافٍ حتى وان كانت جنازته مهيبة فان الظنون لا تختفي والهواجس لا تسكن!!

نحس التفوق...

الشهيد يحيى ليس أول ضحايا التفوق.. وقطعاً ليس آخرهم في بلد لا رموز له والتفوق ذنب وجريمة دفع ثمنها النعمان والجاوي و.... وجارالله عمر.. ويحيى المتوكل وكثيرون، وإن لم يكن دائماً الثمن هو الحياة ذاتها.. قد يقول قائل لكنه كان من رجالات السلطة ناسياً أن صاحب (السلطان كراكب الأسد) كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام. ويحيى اللواء لم يكن بمنأى عن القضاء وليس لديه حصانة من الموت والحوادث والأحداث، لكنه بطبعه المنظم وخبرته الأمنية والسياسية وشخصيته الاستثنائية يعرف كيف يحتاط ويحذر وسيارته (الجديدة) جداً (موديل 2002م) فيها من وسائل الأمان ما يجعل من غير الطبيعي أن تخرج اطاراتها من أول هزة أو تماوج. ثم أن يسارع من يقتاتون على الشك والظن والهواجس ليحملوا القدر وحده مسؤولية ما حدث في وطن كل أنواع موت السياسيين (جلطة، سيارة، سقوط، رصاص).. كلها علامات استفهام تتجدد باستمرار.. كيف لا؟.. وأجواؤنا ملبدة بغيوم المؤامرات ومناخاتنا مليئة بالفساد والاغتيالات التي كان آخر ضحاياها الشهيد جارالله عمر المناضل والإنسان صديق يحيى ومثيله، والذي جاء استشهاد يحيى بعده ليطفىء لهيب تفاعله وليدخل البلاد والعباد في جو من الذهول.. ذهول الخسارة لعلمين وزعيمين ورمزين... ذهول الارتباط وتوالي الأحداث..، حيرة الغموض..، ليفيق الجميع في لحظة أمام: تعددت الأسباب... أو الأشخاص أو الوسائل ووو.... ويمضي عام على مداره، لا توضيح.. لا تفسير مقنع هنا أو هناك.. وها نحن بعد عام من الفجيعة لا نمتلك جواباً شافياً.

حادثة عادية .. أم مدبرة؟!

لست من أنصار نظرية المؤامرة كما أنني لست من القدرية عقيدة أو تبريراً، وعقلاً أفكر بالأسباب. وحادثة الاستاذ يحيى كما يحب كثير ان يدعوه أدمت قلوباً كثيرة لم يبارحها حزن الشهيد جارالله، ولم تفصح الألسن عن الهواجس، رغم ازدياد الحيرة وكِبَر حجم السؤال وحرارة الألم وغموض الحادث وغياب التفسير واللامبالاة في التعامل مع الحادثة، الأسباب والنتائج، ولو من أجل تبديد الشائعات والرد على التساؤلات... لكن بعد عام وكأحد أنصار الحياة المؤمنين أن الموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى وحده، وانطلاقاً من واجب احترام حق الحياة والحرية والكرامة والحقوق وهو الواجب الذي يفرض على الجميع تجسيده، أتوقف بكم ومعكم أمام التقرير المرفوع من وزارة الداخلية عن الحادث الذي أودى بحياة الشهيد يحيى المتوكل ورفاقه الثلاثة قبل أي تعليق. وأود ان أؤكد فقط ان القضية ليست قضية إثارة صحفية ولا سبق صحفي ولكنها صرخة؛ صرخة ضد سلب أناس لأناس حياتهم ضد من يوزعون الحزن واليتم على البيوت والاطفال والترمل على النساء.. صرخة ضد إلغاء العقل في التعامل مع القضايا أياً كانت والاستخفاف بالحياة... وما الأسطر التي سبقت الا نفثة وليست اتهاماً وإنما تساؤلاً مشروعاً حاولت بعيداً عن الإثارة مراعياً مبدأ «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». كتبتها وأنا أحوم حول الحمى غير متأثر بالشائعات ولا متردد في التصريح ان توفرت المعلومة الصحيحة. وهذه النفثة بعثها ماجاء في التقرير المرفوع من نائب وزير الداخلية إلى الرئىس وما جاء فيه من تناقضات وماحمله من غموض وتساؤل مضاعف دون تقديم اي اجابة او تفسير يبدد الشائعات، وينفع السلطة ذاتها. وكل ماسبق هو مقدمة للولوج إلى هذا التقرير الذي ننشره حرصاً على وضعه أمام الجميع، من ناحية، وأضع الجميع أمامه من ناحية أخرى، لأنه يحمل في طياته ومضمونه طريقة التعامل مع حياة الناس. ولاحظوا معي هنا ان الناس المقصودين هنا هم الشهيد يحيى المتوكل ورفاقه، فكيف يتم التعامل مع غيرهم؟، دعونا نقف أمام ما جاء في التقرير - المؤرخ 2003/1/21 - نصاً وحرفاً كما يلي:

«فخامة الأخ المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظكم الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الموضوع/ تقرير عن حادث انقلاب السيارة الصالون رقم (1/35087) موديل 2002 الخاصة باللواء يحيى محمد المتوكل
إشارة الى الموضوع أعلاه.. والى مذكرة الأخ مدير أمن محافظة لحج رقم (2003/1/2م) وتاريخ 2003/1/14م المرفق بها التقرير المرفوع من ادارتي بحث محافظة عدن ولحج والمتضمن الاجراءات المتخذة من قبلهم حول الحادث المشار اليه بعاليه.. وشمل الخطوات التالية:
وقت قوع الحادث:
في صباح يوم الاثنين الساعة الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة تقريباً بتاريخ 2003/1/13 وقع حادث الأنقلاب المشار اليه بعاليه وذلك في منطقة الرباط بين خزان المياه واللواء الخامس محافظة لحج.

نتائج الحادث:

نتج عن الحادث وفاة:
1 - اللواء يحيى محمد المتوكل.
2 - مطهر المتوكل.
3 - صالح علي سعد المناري (مرافق)
4 - محسن الجبر (السائق).
واصابة كل من:
1 - اللواء عزالدين المؤذن.
2 - نقيب يحيى علي ناصر الشويع (مرافق).
3 - ملازم صالح مقبل عاصر سعد (مرافق).
الاجراءات:
بعد تلقي الجهات المعنية البلاغ تم أنتقالهم الى موقع الحادث وتم نقل المتوفين والمصابين الى مستشفى ابن خلدون في محافظة لحج.. وتم تحريز المكان والبدء باجراءات التحقيق على النحو التالي:
1 - تم حصر الاشخاص الموجودين في مكان الحادث وأخذ أقوالهم.
2 - تم تصوير وفحص كامل موقع الحادث مع السيارة وتجميع كل ما هو مرتبط بالحادث من آثار مع نقل السيارة الى إدارة أمن محافظة لحج.
3 - تم اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل ادارة مرور لحج والقيام بعمل التخطيط الفني لموقع الحادث.
4 - تم أخذ أقوال المصابين في الحادث والذين كانوا على السيارة.
5 - قيام مجموعة فنيين متخصصين من كلية الهندسة قسم ميكانيك السيارات جامعة عدن بفحص السيارة مع القطع التي عليها والقطع المتناثرة منها.
6 - تم نقل جثث المتوفين الى صنعاء في نفس اليوم.
7 - تم متابعة تحركات الأخ اللواء يحيى المتوكل مع مرافقيه من تاريخ وصوله الى عدن يوم الخميس 2003/1/9م حتى يوم وقوع الحادث وأتضح أنه كان محل سكنه في منتجع خليج الفيل مع اللواء عزالدين المؤذن وسكن المرافقين في فندق (سي فيو بلازا) والسيارة معهم وكان يتحرك من الفندق الى الأماكن المراد زيارتها ويعود في نفس اليوم الى السكن ولم يلاحظ أي شيء خلال الفترة المذكورة.. وكان يبقى أحد المرافقين في السيارة بصورة مستمرة.
خلاصة أقوال المصابين في الحادث الآتي:
- اللواء عزالدين المؤذن جاء في أقواله: «انه كان راكباً في الوسط ويتطلع في الجريدة وشعر بفقدان توازن السيارة مما دفعه للانتباه والتركيز فشاهد السيارة تنحرف يساراً وقام السائق بمحاولة إعادتها بقوة فاتجه يميناً واثناء ذلك شاهد أحد اطارات السيارة يتدحرج أمامهم والسيارة تجحش في الأسفلت وحدث الانقلاب ولم يشعر حتى بضربة البريك وأنهم كانوا يسيرون بسرعة طبيعية».
- صالح مقبل عامر (مرافق) جاء في اقواله: «انهم تحركوا من عدن الساعة الثامنة صباحاً من فندق (سي فيو بلازا) الى منتجع (خليج الفيل) لأخذ اللواء يحيى المتوكل من هناك وكان راكباً مع مطهر المتوكل الى جوار السائق واللواء عزالدين المؤذن في الوسط وهو وزملائه في الخلف وعندما وصلوا الى مكان الحادث شعر بالسيارة أنها تجاوزت سيارة أخرى وتزحلقت الى خارج الأسفلت واعادها السائق الى الاسفلت ومباشرة أنقلبت الى جهة اليمين والقلبة الثانية على الكبوت وبعدها لم يشعر إلا وهو في المستشفى ولا يعرف ما سبب الحادث».
- النقيب يحيى علي ناصر الشويع (مرافق) جاء في اقواله: «أنه كان راكباً مع زملائه في مؤخرة السيارة واللواء يحيى المتوكل كان راكباً في الأمام مع مطهر المتوكل الى جانب السائق ويقول اللواء يحيى المتوكل تأخرنا وكانت سرعة السيارة من فوق المائة واثناء السير دخلت سيارتنا بين سيارتين على اليمين سيارة كبيرة قلاب مرسيدس وكانت سرعتها بطيئة وعلى اليسار سيارة أخرى - لم يحدد نوعها - وأنه شعر بعدم توازن السيارة وخروجها عن مسارها وحاول السائق اعادتها الى مسارها ولم يستطع وعندها حدث الانقلاب وشعر بحوالي خمس الى ست قلبات».

خلاصة أقوال الشهود في موقع الحادث، وهم:
1 - محمود مثنى علي جبران، يسكن بجانب الخط العام يفيد بانه كان بالقرب من حادث الانقلاب وكان جالساً أمام منزله ومعه شخص يدعى أنور صالح ناجي سمع صوت فحطه حديد (سحبه حديد) على الأرض وانتقل الى اتجاه الصوت وشاهد سيارة صالون موديل حديث لون رصاصي وهي تخرج قليلاً بجانب الخط وشاهد السيارة وهي تنقلب وانقلبت أربع قلبات وأتجه نحو الحادث وشاهد اللواء يحيى المتوكل وعزالدين المؤذن وطلب عزالدين المؤذن من الشاهد محمود جبران ان يتصل بالمحافظ لكي يحضروا لاسعافهم ويفيد أنه لم يشاهد أي سيارة تعترض سيارة اللواء يحيى المتوكل ولم يسمع صوت الفرامل قبل الانقلاب وكانت سرعة السيارة طبيعية.
2 - النقيب محمد علي محمد الحواتي (نائب قائد نقطة الرباط) جاء في اقواله: «أنه وصل اللواء يحيى محمد المتوكل على سيارته الى النقطة، الساعة الثامنة والنصف صباحاً تقريباً وكانت مسرعة وهو متجه الى محافظة لحج وبعد حوالي عشر دقائق وصل الى النقطة سائق سيارة هيلوكس واخبرهم أن سيارة (مونيكا) تقلبت على الخط فعرف مباشرة أنها سيارة اللواء يحيى المتوكل كونها السيارة الوحيدة المونيكا التي خرجت من النقطة ولم تخرج بعدها أي سيارة مونيكا وأتجه الى مكان الحادث».
3 - الشيخ محمد علي سلام مثنى جاء في اقواله: «أنه اثناء اتجاهه الى محافظة لحج لحضور الاجتماع مرت من جانبه سيارة صالون وهي مسرعة جداً وبعد فترة قصيرة من مرورها شاهد ارتفاع غبار كثيف يتصاعد رغم بعد المسافة بينهم واستمر في مشيه حتى وصل الى مكان الحادث فشاهد السيارة مقلوبة والناس من حولها واستمر في طريقه الى محافظة لحج لحضور الاجتماع الذي سيديره اللواء يحيى المتوكل وعند وصوله الى مقر المؤتمر تفاجأ بخبر أن سيارة اللواء يحيى المتوكل قد انقلبت فعرف أن الحادث الذي مر من جانبه هي سيارة يحيى المتوكل فاتجه الى المستشفى».
4 - أما بقية الشهود والذين يعملون بالمطعم والأحواش المجاورة لموقع الانقلاب يفيدوا على مشاهدتهم للسيارة اثناء الانقلاب فقط.
كما تم أخذ اقوال حرس وموظفي استقبال فندق (سي فيو بلازا) الذي بات فيه المرافقين والسيارة واقفة أمام بوابة الفندق وكانت افادتهم بعدم ملاحظتهم لأي شيء نحو السيارة كما تم أخذ اقوال بعض النزلاء في نفس الفندق ولم يدلوا بأي معلومات مهمة.

الاستنتاجات:

من خلال ما سبق عرضه يتضح الآتي:
1 - استبعاد وجود عنصر جنائي في حادث انقلاب سيارة اللواء يحيى محمد المتوكل وما يؤكد ذلك اقوال مرافقيه المصابين في الحادث والذين اكدوا حرصهم ومحافظتهم على السيارة اثناء وجودها معهم. ايضاً ما يؤكد ذلك التقارير الفنية المرفوعة من ادارتي البحث الجنائي بمحافظتي عدن ولحج والتقرير الفني المرفوع من المختصين في كلية الهندسة قسم ميكانيك السيارات جامعة عدن.
2 - الحادث كان بعد تحرك السيارة من عدن بمسافة كبيرة وهذا يؤكد استبعاد أي عنصر جنائي.
3 - سبب الحادث هو السرعة الزائدة والذي افقدت السائق القدرة على السيطرة على السيارة وأدى الى خروجها عن مسارها وانفصال الاطار الأمامي الأيسر وحدوث الانقلاب.
وما يؤكد ذلك اقوال شهود العيان في الحادث والتقارير المرفوعة من ادارتي مرور محافظتي عدن ولحج وأقوال اللواء عزالدين المؤذن المصاب في الحادث الذي أكد على خروج السيارة اثناء سيرها يساراً بمسافة (102 متر) من مكان خروجها الثاني في الجهة اليمنى للخط.

تفضلوا بالاطلاع .. وتقبلوا خالص تحياتنا..
اللواء الركن/
مطهر رشاد المصري
نائب وزير الداخلية»

تساؤلات حائرة؟!
* هذا ما جاء في التقرير كما هو ولن اعلق على الاجراءات، حيث يغيب عنصر الزمن في تلقي البلاغ والحضور والقيام بتلك الاجراءات؟ وعنصر الزمن مهم جداً.. وكذلك وصف الحالة التي كان عليها من في السيارة، أو ما قاله الشيخ محمد سلام: ان سيارة اللواء يحيى المتوكل تجاوزته ثم انقلبت وتجاوزها ولما وصل الى مقر الاجتماع قيل له أن سيارة اللواء هي التي انقلبت!!! وهذه المعلومة تشد الانتباه!!! بل أتساءل عن تقرير الفنيين المختصين من كلية الهندسة بالفحص الذي لم يشر الى نتائجه أو أنه تم بناءً على أي تكليف..؟! كذلك عن مصير تقرير اللجنة الفنية (يابانية - المانية) التي شُكلت حينها وأُعلن عن ذلك؟!
* ما جاء في البند السابع حول بقاء أحد المرافقين على السيارة بصورة مستمرة يشكل علامات استفهام ويحتاج الى تفسير فهل كان يتوقع عمل شيء بالسيارة مثلاً؟ ثم هل تحتاج السيارات في موقف أي فندق لحراسة غير حراسة الفندق؟!.
* كيف يمكن ان يتدحرج الاطار لمجرد محاولة السائق اعادة السيارة الى مسارها بعد الانحراف؟.. وما هو سبب الانحراف؟.. علماً أن السيارات الجديدة من هذا النوع مأمونة في هذا الجانب!... خاصة وقد جاء في اقوال اللواء عزالدين المؤذن انهم كانوا يسيرون بسرعة طبيعية (ولم يشعر حتى بضربة البريك) وشهادة محمود مثنى التي تعزز القول ان السرعة طبيعية وهو ما يتناقض مع كلام النقيب الحواتي والشيخ محمد علي سلام ان السيارة كانت مسرعة جداً.. وهي النقطة الوحيدة التي أعتمد عليها التقرير، بينما أغفل شهادة من قالوا أن السرعة طبيعية.. فلماذا؟! وماتفسير هذا التناقض؟!!
* هل من المعقول ان اللواء يحيى المتوكل يركب مع العميد مطهر المتوكل في الكرسي الأمامي الى جانب السائق وتركا الوسط كله للواء عزالدين المؤذن وحده فيما يتزاحمان في المقدمة؟...
* أعتمد التقرير المرفوع من نائب وزير الداخلية على عامل السرعة في حسم الموضوع بأنه غير جنائي ولم يورد نتائج التقرير الفني لكلية الهندسة أو يشير الى نتائج فحص كيف خرج الاطار؟ وهي النقطة المهمة وهل يمكن أن يخرج من تلقاء نفسه أم بفعل فاعل؟ وهذا هو السؤال الحقيقي...
* ان احترام الحياة والتعامل المسؤول مع القضايا هو الذي يفترض ان يسود، ومن العجيب ان تناقضات بهذا الكم ترد في التقرير ولا يلتفت اليها بل تحسم المسألة بانها ليست جنائية.. ان اللواء يحيى المتوكل لا يخص أسرة ولا منطقة، فكما كان للناس جميعاً فان متابعة قضيته تخص الناس ايضاً. وهاهي الذكرى السنوية لاستشهاده تجدد الكثير من التساؤلات وستتجدد اكثر حتى تُعرف الحقيقة.
* بهذه الوقفة الموجزة أمام التقرير والتساؤلات الموجزة حوله مايزال الباب مفتوحاً للتعليق من ذوي الخبرة والاختصاص الذين يستطيعون فعلاً الاستنتاج ومعرفة الشيء الكثير وأبعاد التناقض... ولعلّ نشر التقرير كما هو حرفياً مجرد اسهام أو القاء حجر في مياه لم تكن راكدة، فاتحاً باب السؤال عن كيفية استشهاد إنسان.. مواطن يمني.. رجل دولة.. ومسؤول خدم وطنه من منطلق انساني.. ووطني.. وديني.. وأخوي.. في سبيل الوصول الى الحقيقة؛ والحقيقة وحدها هدف يستحق المجازفة.
رحم الله الشهيد جار الله عمر.. رحم الله الشهيد يحيى المتوكل ورفاقه الشهداء.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبنا الله ونعم الوكي