صحيفة تايمز اف الصهيونية: وصول الحوثيين إلى باب المندب يعتبر تهديدا مباشر لإقتصاد اسرائيل

يثير نجاح جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في اليمن القلق في تل أبيب. تمدّد الحوثيين في المحافظات اليمنية جعل الصحف العبرية تدق جرس الإنذار. صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» حذرت، أمس، من وصول الحوثيين، ومن خلفهم الإيرانيين، إلى مضيق باب المندب، الأمر الذي تعدُّه إسرائيل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية، من الممرّ المائي الأكثر أهمية لدول المنطقة والعالم.

ورأت الصحيفة العبرية أن الحوثيين في اليمن استغلوا انشغال العالم بالمعارك الدائرة في عين العرب (كوباني)، بين تنظيم «داعش» والأكراد، «كي يستكملوا بنجاح وببطء عملية السيطرة المثيرة للإعجاب على اليمن»إ إذ بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، توجهوا نحو الساحل المطل على البحر الأحمر، وسيطروا على مدينة الحُديدة الاستراتيجية ومطارها ومينائها البحري.

ومن المفترض، بحسب الصحيفة، أن تثير هذه الخطوة الكثير من المخاوف في إسرائيل، إذ إن اليمن يسيطر، نظراً إلى موقعه الجغرافي، على ممر مائي استراتيجي بالنسبة إلى إسرائيل، وهو باب المندب، الذي يمكّنها من الخروج من البحر الأحمر باتجاه المحيط الهندي. وتابعت الصحيفة العبرية أنه «نظراً إلى ارتباط الحوثيين بالإيرانيين، فالسيطرة على هذا الممر تعني تهديداً مصيرياً لاقتصاد إسرائيل، إضافةً إلى منع إسرائيل من الوصول إلى إيران نفسها»، في إشارة إلى الغواصات الاسرائيلية التي توفر لتل أبيب القدرة على تهديد الأراضي الإيرانية انطلاقاً من المحيط الهندي.

ورأت الصحيفة أن الأحداث في اليمن، وفي الأسابيع الأخيرة تحديداً، وقبلها منذ بداية «الربيع العربي»، هي بمثابة «مثال كلاسيكي على الرمال المتحركة في الشرق الأوسط». وبعد حراك واسع شهده هذا البلد، عمد الحوثيون إلى طلب جزء أكبر من «كعكة» السلطة بتشجيع من إيران، في طريقهم إلى الاستيلاء الكامل على اليمن.وتوقفت الصحيفة أمام الشعارات التي يطلقها الحوثيون، وهي «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود»، مشيرةً إلى أن هذه الشعارات مأخوذة ومنسوخة عن شعارات «الحرس الثوري» الإيراني، وهي ذات دلالة خاصة على وجهة الحوثيين في هذا البلد. وأضافت أن المسألة «تتعدى بالتأكيد شعارات كهذه أو تلك رغم دلالاتها، إذ في ظل الاعتداءات والمذابح التي يرتكبها داعش، فإن المحور الشيعي بقيادة إيران لا يرتاح للحظة»، مشيرةً إلى أن «السعوديين يراقبون بقلق كبير التطورات في الجنوب، ويخشون من أن تحاول طهران خلق جو من عدم الاستقرار في شرقي المملكة».

وخلصت الصحيفة إلى التحذير من الآتي: «ففي حين أن الأميركيين والاسرائيليين مشغلون بشكل مهووس تقريباً في دراسة خرائط سيطرة داعش، تنجح إيران مع قليل من الضجيج في السيطرة على أراض أكبر وأكثر، في لبنان وأجزاء من سوريا وأجزاء كبيرة من العراق، وها هي الآن تسيطر على اليمن».