اليمن : نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ـ في ذكرى عاشوراء 1436هـ

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أيها الإخوة المؤمنون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

وعظم الله لنا ولكم الأجر، ولكل أبناء أمتنا الإسلامية في ذكرى مصاب سيد الشهداءأبي عبدالله الحسين سبط رسول الله (صلى الله وسلم عليه وعلى آله) .

في هذه الذكرى الأليمة، لِحَادِثٍ جَلَل ، بقيت آثاره في تاريخ أمتنا عبر الأجيال. نقف اليوم لنستذكر "سيد الشهداء" ونستذكر حادثة "كربلاء" من واقعنا وزماننا ومتغيرات عصرنا، مستلهمين العبر والدروس. نستذكر "الإمام الحسين" (عليه السلام) بما يربطنا به ، وهو رمز من سلسلة رموز وأعلام الهداية ، من سلسلة رموز الإسلام وأعلام الهداية . نستذكر "الإمام الحسين"(عليه السلام) بما يربطنا به وهو يمثل الإمتداد الحقيقي للإسلام المحمدي الأصيل. نستذكر "الإمام الحسين" (عليه السلام) وهذا غير غريب علينا كيمنيين - فاليمنيون معروفون على مدى التاريخ بحبهم العظيم وولائهم الصادق لرسول الله محمد (صلى الله عليه وعلى آله) ولآل رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حتى لقد طبع هذا الحب وهذا الولاء، وهذا الإنتماء الصادق "الهوية اليمنية"ولنحن نرى أن معظم الأسماء في كثيرٍ من المناطق اليمنية التي يتسمى بها الناس هي باسم "الخمسة أصحاب الكساء" معظم الأسماء الأكثر إنتشاراً في بلدنا، في مناطقنا، في قرانا، في مدننا، (محمد وأحمد كذلك علي حسن حسين وفي الوسط النسائي فاطمة) هذا يدلل على حقيقة الإنتماء الأصيل لليمنيين عبر الأجيال في محبتهم الصادقة وولائهم الأكيد للرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ولآله الطاهرين
اليوم ندخل إلى المدرسة الحسينية التي هي منهج محمد بكل أصالته وبكل نقائه وبكل صدقه وبكل عنفوانه .

نستذكر "الإمام الحسين" (عليه السلام) لنعزز إرتباطنا الروحي والوجداني والعملي به (عليه السلام) في درب جده المصطفى محمد(صلوات الله عليه وسلامه عليه وعلى آله) حينما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو يتخاطب مع أمته، ويوجه الكلام إلى أمته ليبقى موثّقاً متردداً عبر الأجيال : ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) إنما يؤصّل حقيقة الإمتداد الصحيح والسليم والموثوق بالنبي نفسه، وبالقرآن ذاته، وبمنهج الإسلام بأصالته، حينما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) : ( حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط ) إنما ليدلل بوضوح معلنا موضحا مبينا بما فيه الكفاية وفوق الكفاية عن أن سبطه "الحسين" (عليه السلام) يمثل منهجه، يمثل مبدئه، قيمه، أخلاقه، روحيته، يؤصّل ويحافظ على حقيقة الإسلام ويحفظه من التحريف .

الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله ) وهو يتحدث عن "الحسين" ويقدم "الحسين" إلى أمته إنما كان يتحدث عن حقائق وكان مستطلعاً بما عرّفه الله، وأعلمه الله، وأخبره الله إلى مستقبل الأمة - بما تمر به الأمة من منعطفات خطرة جداً، خطرة عليها في إيمانها ، ، في قيمها ، في أخلاقها ، في مبادئنا ، في قيمها ، في مشروعها الإلهي الرباني المقدّس العظيم . ولذلك رسم لها منهج الهداية ، ودلّها على أعلام الهداية الذين يجب أن ترتبط بهم الأمة كأمناء ..أمناء على المنهج الإلهي ، وأمناء على هذه الأمة في قيادتها إلى الصراط المستقيم ، على منهج الله العظيم .

الإمام الحسين (عليه السلام) ونحن نتحدث اليوم عنه وغير اليوم ، ونحن نرتبط به ارتباط المبدأ ، وارتباط المنهج ، وارتباط الإقتداء ، والإتباع ، والإنتماء . أيضاً نحن اليوم نتحدث عن "الإمام الحسين" (عليه السلام) ليس كثائرٍ فحسب بل أكثر من ذلك - كقائد ، كعلم هداية. نتحدث عن "الإمام الحسين" (عليه السلام) بكل ما يمثله في قضيته التي لم تنتهِ ولم تكن قضية وقتـِيّة ، ولم يكن صراعاً عابراً، لقد كانت قضيته هي قضية الأنبياء ، هي قضية الصادقين ، هي قضية الصالحين ، هي قضية الإسلام وإلى يوم الدين .

القضية التي تحرك بها "الإمام الحسين" (عليه السلام) وخرج ثائراً من أجلها هي: قضية الإسلام ، هي الأمة في كل ما يهم الأمة، في استنقاذها من براثن الطغيان ، من سيطرة الطاغوت ، من هيمنة الظالمين والمفسدين والجائرين . هي تخليص هذه الأمة من أن تعود من جديد إلى جاهليتها الجهلاء .ولذلك فــ"الإمام الحسين" (عليه السلام) حمل قضية الأمة كل الأمة ، لكل الأجيال ، وفي كل العصور ، وحمل القضية المقدسة التي تهم الإنسانية جمعاء .

"الإمام الحسين" بذلك - كانت ، ولا زالت ، وستظل نداءاته ، وثورته ، وتضحيته ، وثباته ، ومظلوميته ، أغنى مصدرٍ في تاريخ المسلمين لاستلهام كل المعاني النبيلة ، والأخلاق والقيم ، وعوامل الصمود ، وأجلى ، وأرقى تعبير عن الإسلام ..الإسلام بمنهجه المحمدي الأصيل في الإقتداء بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) .

واليوم والأمة تمر بما تمر به من تحديات ، وأخطار ، ومشاكل ، وفتن ، والأمة تقف في صراعٍ محمومٍ وغير مسبوق في صراعها الكبير مع قوى الإستكبار ، ومع عملاء قوى الإستكبار . الأمة اليوم أحوج ما تكون للاستفادة من "مدرسة الحسين"للتعلم من هذه المدرسة ، لأخذ العبرة والدروس من هذه المدرسة .

الثورة الحسينية بظروفها وتفاصيلها هي: مدرسة مهمة ، غنية العطاء ، وافرة الدروس في عطاءها التربوي ، في عطاءها الأخلاقي ، في عطاءها القيمي ، في عطاءها المعرفي .الثورة الحسينية هي التي تحتاج إليها الأمة اليوم لمواجهة كل التحديات والأخطار والصعوبات ، ولقداسة وعدالة القضية ، ولفداحة وعظم التضحية من "مدرسة الحسين" (عليه السلام) نتعلم كيف نلتزم الحق قضية ، وكيف نلتزم العدل مشروعاً في الحياة نتحرك له ولأجله . من "مدرسة الحسين" وهي مدرسة جده المصطفى(صلوات الله عليه وعلى آله) نتعلم أيضاً كيف نثبت ، ونصمد مهما كان حجم  التحديات ، ومهما كان مستوى التضحيات ، من"مدرسة الحسين" (عليه السلام) نتعلم حقيقة الإيمان في أرقى صوَرِه ، وفي أبهى وأجمل صوَرِه ، الإيمان في عطاءه اللا محدود في أخلاقه وقيمه العظيمة .

إن الظروف التي تمر بها الأمة اليوم في كل شعوب المنطقة هي حسّاسة ، وهي خطرة ، وهي مهمة ، وبدون العودة إلى هذه المدرسة ، بدون عودةٍ إلى منهج الإسلام العظيم كما هو في "مدرسة الحسين" (عليه السلام) ستكون الأمة فاقدة لما تحتاج إليه من مؤهلات معنوية ، وأخلاقية ، ومعرفية لمواجهة تلك التحديات وتلك الأخطار .

لقد تجلّت في "حركة الحسين" حقائق كثيرة في مقدمتها موقف الإسلام تجاه الظالمين الطغاة

لولا موقف "الإمام الحسين" (عليه السلام) لترسخت في أوساط الأمة الشرعية الزائفة لهيمنة الطغاة والظالمين ، ولبقيت الأمة في حالةٍ من الإستسلام التام والرضوخ الكامل لهيمنتهم ، والإذعان التام لسيطرتهم لكن "الإمام الحسين" بموقفه الذي يعبر عن الإسلام ، يعبر عن القرآن ، يعبر عن التقوى ، يعبر عن الإيمان ، يعبر عن المبادئ والأخلاق والقيم التي أتى بها الرسول(صلوات الله عليه وعلى آله) حطّم كل المحاولات لشرعنة الطاعة للظالمين والإذعان لهيمنة المستكبرين وإلى الأبد ..وإلى الأبد ، لا يستطيع أحد مهما جادل ، مهما زيّف ، مهما عمل على المستوى المعرفي والثقافي من تزييف للحقائق ، من افتراءات للنصوص وما شابه - لا يستطيع أبداً أن يؤصّل بعد كل الذي حصل في "كربلاء" لأن تكون طاعة الظالمين ، والرضوخ للظالمين ، والإستسلام للجائرين أمراً مشروعاً في الإسلام - لا يستطيع أحد - سيفشل إن حاول .ولذلك كان موقف "الإمام الحسين" (عليه السلام ) ينطلق أيضاً من رؤية هي رؤية الإسلام ، هي رؤية القرآن ينطلق من منطلق الوعي الكامل ، والصحيح ، والفهم الدقيق لخطورة هيمنة الظالمين ، والجائرين على مقاليد الحكم وتمكنهم من السيطرة على مقاليد الأمور ، والهيمنة على الأمة . كان يدرك بكل وعي ، ببصيرة الهدى ، ببصائر القرآن أنها مسألة خطرة جداً جداً على الأمة ليس في عصره فحسب ..ليس آنذاك فحسب ..بل وعلى امتداد تاريخ الأمة وأجيالها وإلى يوم الدين .

الإمام الحسين (عليه السلام) قال في خطابه الأول وهو في طريقه نحو الكوفة ( أيها الناس إن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعلٍ ولا بقول كان حقاً على الله أن يُدخِلَهُ مُدْخَلَه) المسألة بهذا المستوى من الأهمية ، إذا الأمة تجاهلت ، وتغاضت                     تنصلت عن مسئوليتها ، وأذعنت لهيمنة السلطان الجائر الظالم ، والحكومة المستبدة الظالمة الغشومة - تكون شريكةً في الإثم ، وشريكةً في الجُرم لأن تقاعسها وسكوتها وصمتها عاملٌ أساسٌ في هيمنة الظالمين والجائرين ، وفي استحكام سيطرتهم ، وفي تمكنهم من أن يظلموا ويسيطروا ، ثم يواصل كلامه (ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ) استأثروا بالمال العام وحرموا الأمة منه ، ( وأحلوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقُّ من غَيَّرْ ) وهكذا تسطّر "الإمام الحسين"(عليه السلام) في أمة جده طليعة كل الصاحين والأخيار والأحرار والشرفاء من الساعين دوماً إلى أن يحذو حذوه في تغيير واقع الأمة السيئ نحو الأفضل ، وفي العمل على إعادة الأمة إلى قيمها وأخلاقها ومبادئها .

وفي المقابل ..وفي المقابل كان هناك أيضاً النهج "اليزيدي" نهج النفاق والضلال والتحريف للمفاهيم ، والقيم ، والأخلاق ، والمبادئ الإسلامية الحقّة ..في المقابل سيظل النهج "اليزيدي" في عدوانيته ، وتضليله ، وتحريفه للمفاهيم في تجرّده ، وانسلاخه من القيم والأخلاق هو الطرف الذي يصارع الحق ، ويصارع النهج الإسلامي الحق الذي عبّر عنه "الحسين" (عليه السلام) قولاً ، وعبَّر عنه فعلاً .

إن النهج اليزيدي الذي واجهه "الحسين" (عليه السلام) هو الذي اتخذ من دين الله دغلاً ، ومن عباده خولاً ، وجعل ماله دولاً ، وظل هو النهج الذي تعبَّر عنه ، وتعتمد عليه ، وتسير على أساسه الحكومات الجائرة والمستبدة والظالمة والغشومة على مر التاريخ في واقعنا العربي والإسلامي ، في كثيرٍ منه للأسف الشديد! .

إن "الإمام الحسين" (عليه السلام) حينما تحرك بالحق والعدل ، وحمل قضية الأمة هو يدرك أن الحق والعدل للناس ، به عزة الناس ، به كرامة الناس ، به الخير للناس. وبالتالي: ليست المسألة مسألة مثالية ، وقيم بعيدة عن الواقع ، بل لها كل الارتباط بالواقع ، ومن هذا ( الوعي ) بحاجة الأمة إلى العدل ، وإلى الحق ، وإلى القيم الإسلامية الصحيحة كضرورةٍ ملحّة لصلاح حياتها ، ولتحقيق كرامتها وعزتها .

تحرك "الإمام الحسين" (عليه السلام) يدرك في المقابل سوء آثار هيمنة الجائرين ، والضالين ، والمفسدين ، والطغاة ، والمستكبرين على الأمة ، وما سَيُلحِقُونَه من أضرار على الأمة في قيمها ، وفي أخلاقها ، ومبادئها ، وفي واقع حياتها الذي سيملئونه ظلماً ، وعدواناً ، وطغياناً مع إفقاد الأمة نعمة العدل ، وكرامة القيم والأخلاق .

ولذلك قال (عليه السلام) وهو يعبر عن الحقيقة التي كان قد وصل إليها واقع الناس : (إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون ، وإن الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبَرَ معروفها واستمرَّت جداً ، فلم يبقَ منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء ، وَخَسِيسُ عيشٍ كالمَرْعَى الوَبِيل ، ألاَ ترون أن الحق لا يُعمَلُ به وأن الباطل لا يُتَناهَى عنه) بهذه الحيثية ، بهذا المفهوم المهمّ أن نستوعبه جميعاً ، حينما يغيب الحق والعدل عن واقع الحياة - تسوء الحياة ، تمتلئ ظلماً ، لا أمن يبقى للناس ، لا سعادة ، يُظلَمُ الناس على كل المستويات اقتصادياً ، وأمنياً ، يفقدون السعادة والخير في واقعهم الحياتي . فالمسألة هي تلامس حياة الناس ، وواقع الناس في أمنهم ، في معيشتهم ، في استقرارهم ، في سعادتهم ، في تماسك نسيجهم الإجتماعي . ولذلك يقول : (ألاَ ترون أن الحق لا يُعمَل به وأن الباطل لا يُتَناهى عنه) في مثل هذه الظروف يصبح الجوّ متغيراً ، يصبح التمسك بالحق جريمة يُدَان عليها الإنسان ، يُسْتَنكرُ عليه ، ويُلاَمُ عليه ، ويُحَاربُ عليه ، ولكنها الظروف التي يجب أن يكون الإنسان فيها أكثر إصراراً ، وأعظم عزماً على التمسك بالحق . ولذلك يقول (عليه السلام ) : (ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً ) الحياة تحت هيمنة الظالمين ، وتحت سيطرة الجائرين ليست إلا شقاءً ونكداً لا خير فيه أبداً .

"الإمام الحسين" (عليه السلام) قدّم للأمة أعظم الدروس التي تحتاج إليها خصوصاً في صراعها مع الأعداء ، وخصوصاً إذا كان هذا الصراع صراعاً كبيراً يستدعي تقديم التضحيات ، ويستدعي أيضاً الصبر الكبير ، ومواجهة التحديات الكبيرة ، والأخطار الكبيرة أولاً في ترسيخ قيم العزة التي هي من أهم القيم في الإسلام ، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) التغابن8 . فهو بالرغم من الظروف الصعبة التي كان فيها ، بالرغم من الغربة وتخاذل الكثيرين عن نصرته ، وتكالب الأعداء على الحرب عليه والعدوان عليه ، بالرغم من قلة الناصر ، وصعوبة الظروف ، وقلة العدد والعدة كان صامداً ، وكان ثابتاً ، وكان شامخاً لم يتأثّر أبداً بالواقع والمحيط في العالم الإسلامي بكله ، لم يتأثّر به أبداً ، وحينما سُوِّمَ ..سُوِّمَ على أخلاقه ، على قيمه ، على مبادئه ، على أن يرضخ لهيمنة الظالمين والفاسدين قال (عليه السلام) : ( لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أُقرُّ إقرار العبيد ) هذه هي قيم الإسلام التي نحتاج إليها في هذا الزمن ، وهذا العصر ، وهذه المرحلة في مواجهة قوى الاستكبار التي لا تألُ جهداً ، وتسعى وتمكر بالليل والنهار وهي تسعى إلى الهيمنة على أمتنا وعلى شعوبنا .أولئك الذين هم أمثال يزيد وأسوء من يزيد ، الذين يعملون دائماً على أن تستحكم سيطرتهم على الأمة في قرارها السياسي ، في كل شؤونها . اليوم نحتاج إلى هذه القيم"الحسينية المحمدية القرآنية"في مواجهة هيمنتهم وطغيانهم وكبريائهم . "الإمام الحسين" (عليه السلام)  الذي عبّر في هذا السياق وهو يُخَيَّر بين أمر من أمرين - إمّا الإستسلام وإما الدخول في الصراع والحرب والتضحية بكل ما لذلك من تبعات كبيرة في مستوى التضحيات، قال (عليه السلام) : (ألاَ وإن الدعيّ بن الدعيّ قد ركَز بين اثنتين ، بين السِلّة وبين الذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، ونفوسٌ أبيّة وأنوفٌ حميّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ).

عبّر (عليه السلام)  وقال - ومع القول الفعل ..ومع القول الفعل فكان في ثباته ، وفي صموده يوم "العاشر من محرم" في تلك الظروف الصعبة كان (عليه السلام) بحسب ما قال فعلاً "الإمام الحسين" (عليه السلام) عبّر في نهضته الحسينية عن وعيٍ عالٍ ، وفهمٍ صحيح للواقع وللأخطار التي تتعرض لها الأمة ، وعن مئالات التقاعس وما يترتب عليه التقاعس ، عن تحمّل المسئولية في مواجهة الظالمين والجائرين ، وما يترتب عليه ، ومع الوعي بالواقع شخّص الحلّ اللازم ، والموقف الصحيح ، وتبنّى الموقف الصحيح ، فخرج ثائراً . ثورته العظيمة التي هي ثورةٌ للأمة كل الأمة ، في كل الأجيال ، وبقْيَتْ امتداداتها وآثارها العظيمة وثمارها المجتناة - بقْيَتْ في كل جيل ، وستبقى إلى يوم القيامة .

"الإمام الحسين" عندما قال : (ما خرجت أشِراً ولا بطراً ولا متكبّراً ولا ظالماً ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) رسم للأمة جمعاء وللأجيال الآتية معالم الطريق الحق الذي يجب أن تتحرك فيه الأمة دائماً ، وتحرك عملياً .

ولذلك نحن اليوم أيها الأخوة المؤمنون: في واقعنا المرير بكل ما فيه من أحداث ومآسٍ ، وفتن ، ومؤامرات ، وأخطار ، وتحديات وصعوبات ..وإلى ما هناك..نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الرجوع إلى هذه المدرسة الغنية بما فيها من المفاهيم ، لأننا في المقام العملي لا غنى بنا أبداً عن الرموز ، لا غنى بنا عن القدوة الحسنة ، لا غنى بنا حتى مع الوعي بالمفاهيم - نحتاج إلى القدوة في تطبيق تلك المفاهيم ، وفي حمل تلك القضية العادلة .

فيما تمر به أمتنا اليوم أولاً على مستوى  صراعها مع العدو الإسرئيلي ، العدو اللدود والألدّ للأمة الإسلامية جمعاء ، وهو اليوم يتآمر ويتقدم في مراحل خطرة في تآمره على مقدسات هذه الأمة ، وعلى رأسها "المسجد الأقصى الشريف" واليوم يمر"المسجد الأقصى" بمخاطر حقيقية ، مستغلاً العدو الصهويني مستغلاً الواقع الداخلي للأمة ، ما تفعله أياديه التكفيرية في داخل الأمة لإلهائها عن قضاياها الكبرى وعن عدوها الحقيقي .

اليوم فيما تمر به الأمة من تهديد يستهدفها في كل شعوبها هذا التهديد الهادف إلى تفكيك كيانات الأمة وتفتيتها وتمزيق مكوناتها ونسيجها الإجتماعي ، وإغراقها في المشاكل الكثيرة ، وفي القتل ، والدمار بالأدوات الإجرامية التي هي"التكفيريون..التكفيريون "الذين هم ليسوا سوى مجرد أداة قذرة إجرامية يعتمد عليها أعداء الإسلام ، وفي مقدمتهم "أمريكا وإسرائيل" كل الإعتماد لضرب الأمة من الداخل ، وفعلاً كانوا هم بمستوى هذه المسئولية القذرة بكل بشاعتها ، بكل سوءها بكل آثارها السيئة ، بكل ما يترتب عليها في واقع الأمة . كان أولئك التكفيريون في مستوى تلك المهمة - لائقون متطابقون معها ، كانوا بشعين جداً ، وإجراميين للغاية ، لا يرحمون طفلاً ، ولا صغيراً ، ولا كبيراً ، ولا امرأةً ، ولا رجلاً يرتكبون أبشع الجرائم بحق الأمة ، ويمتدون من بلد إلى بلد ليخربوا الأمن والاستقرار ، وينشروا الفتن ..وهكذا كانوا هم فعلاً أداة سيئة يعتمد عليها الأعداء .

في ظل هذا الواقع العام على مستوى المنطقة ، وعلى مستوى القضية المركزية للأمة - نجد أنفسنا جميعاً نحتاج حاجةً ماسةً وملحّةً إلى "الإمام الحسين" في موقع القدوة الحسنة ، وعلم الهداية في مدرسته ، في ثورته ، في عطاءه ، في تضحيته ، في صبره ومعه أصحابه المخلصون المجاهدون المؤمنون .

على مستوى الواقع الذي نمر به في بلدنا ، وبلدنا جزء من المنطقة - ما نراه في كثيرٍ من شعوب ودول المنطقة نرى الكثير منه في بلدنا ، الكثير من التحديات والأخطار التي يجب أن نتصدى لها "بالعزم الحسيني" "بالإيمان المحمدي" "ببصائر وثقافة القرآن الكريم" .

اليوم يمر البلد بتحديات كبيرة ، وأخطار كبيرة ، وهناك بعض التحديات التي نتحدث عنها باختصار :-

أولاً: يمر البلد بحالة من تعطيل العملية السياسية وهذا بهدف الدفع بالبلد نحو الفوضى ، هذا ما يسعون له في كل المنطقة - الفوضى والتفكك والتمزّق ، وهذا ما يريدونه من تعطيل العملية السياسية . من المؤسف أن تكون قوى سياسية وأحزاب لديها معرفة بواقع البلد ، ومصلحة البلد ، ولا يغيب عنها أهمية الإنجاز لتشكيل حكومة تلبّي أهداف ومطالب ثورة الشعب! لكن تلك القوى أصبحت هي جزءاً من المشكلة ، أرادت أم لم تُرِد ، هدفَتْ لذلك أم لم تَهْدِف ، هي في سلوكها السياسي ، وروتينها الخاطئ هي أصبحت جزءاً من المشكلة . بدل أن تكون جزءاً من الحل - تُعيِق ، تُعطِّل ، تشترِط الكثير من الشروط ، تُقدّم الكثير من المطالب ، تحوِّل مسألة تشكيل الحكومة إلى مغنم وليس إلى مسئولية لخدمة الشعب والحفاظ على أمنه واستقراره !.

على مستوى أيضاً التهديد الأمني : التهديد الأمني الذي يمر به البلد خطير وكبير خصوصاً مع تعطيل العملية السياسية ، وهم أرادوا أن يكون هناك مسارات تتحرك على أربعة اتجاهات :-

الأول سياسياً : بتعطيل العملية السياسية وتعطيل تشكيل الحكومة . والثاني أمنياً : بنشر أدواتهم القذرة التكفيرية الإجرامية في كثير من المحافظات ، لتقتل ، وتفجر ، وتدمر ، وتعتدي ، وتسيطر مع توفير غطاء سياسي وإعلامي ، مع توفير غطاءٍ سياسي وإعلامي ولمصلحة من ذلك ؟ ، هل لمصلحة شعبنا اليمني ؟ "لا" بالتأكيد - هذا يضر بشعبنا بكله حتى تلك القوى السياسية في النهاية ستخسر ، ستخسر نتيجة هذا كله .

على مستوى أيضاً الجانب الإقتصادي : كان هناك مؤامرات لتفريغ الخزينة العامة من الأموال ، وكان هناك مؤامرة على صناعة أزمة ـ أزمة بترول ، أزمة نفطية في البلد ، هذا أيضاً يصب في نفس المسار استهداف هذا البلد واستهداف هذا الشعب ، استهداف خارجي له أدوات محلية .

على مستوى أيضاً الإستغلال والتعاطي السلبي تجاه القضية الجنوبية:  في كل هذه المسارات نجد أنفسنا جميعاً كشعب يمني نتحمل المسئولية ومعنيون ، وليس هناك ما يمكن أن يعفينا عن آثار وتداعيات أي تقصير أو تنصل عن المسئولية ، نحن المعنيون كيمنيين بشأننا ، إذا لم نتحرك نحن أولاً بدافع الشعور بالمسئولية ، وثانياً من منطلق الوعي بأخطار وتداعيات وآثار تلك المؤامرات ، إذا لم يقابلها التحرك الشعبي الثوري الواسع الصحيح الذي بمعونة الله يمكن أن يفشل كل المؤامرات ويسقط كل المؤامرات مهما كانت ومن أي طرفٍ كان .

على مستوى التهديد الأمني: نحن كنا تخاطبنا مع الجهات الرسمية بدءاً من الرئيس مروراً باللجنة الامنية ..بالأجهزة الأمنية المعنية وبالحكومة بشكلٍ عام ، وأكدنا كثيراً على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسئوليتها والأجهزة الأمنية والعسكرية مسئوليتها في الدفاع عن هذا الشعب وفي مواجهة أعداءه .أولئك المجرمون الذي يعتدون على الناس حتى على الجيش وعلى الأجهزة الأمنية ولكن لم يستجيبوا أبداً ، المشكلة ليست أن هناك ضعف في الجيش " لا" الجيش اليمني جيش قوي ، ومتمكن ، ولديه كل الإمكانات اللازمة للتصدي لهذا التهديد الأمني ، ولتلك القوى الإجرامية . المشكلة أنه ليس هناك إرادة سياسية يعني: ليس هنا توجّه لا من الرئيس ، ولا من اللجنة الامنية ، ولا من الحكومة ، هم يريدون أن يتركوا هذا البلد مفتوحاً أمام تحرك تلك القوى الإجرامية ، وأن يتفرجوا وهي تعمل ما تشاء وتريد ، وهذا تصرّف لا ينم عن مسئولية ، ولا عن أخلاق وعن إخلاص لهذا الشعب . هذا التصرف وهذا التعاطي تجاه هذه المسألة تعاطي اللامسئول ، ولا أخلاقي ، ولا إنساني حتى ، بأي حق ، بأي مبرر تتفرج السلطات السياسية والقوات العسكرية والأمنية وهي تستهدف ؟ الجيش يُقتَل ويستَهدَف ، قوى الأمن تستهدف ! .

الحادثة الأخيرة في "الحديدة" في مديرية "جبل الرأس" قُتل فيها ما يقارب (عشرين جندياً) من منتسبي الأمن ، وكان هناك من اليوم الأول علم لدى الأجهزة الرسمية بأن القوى الإجرامية ستستهدف تلك المديرية ، ومع ذلك تفرجوا ولم يعملوا أي شيء ، وتركوا أولئك ليذهبوا إلى هناك ويقتلوا عدداً من الجنود ويفعلوا ما فعلوا لولا تحرك اللجان الشعبية والأهالي لطردهم من المديرية لاستكملوا جرائمهم بكل بشاعة ، ونتيجةً لهذا الواقع المؤسف ، ونتيجةً لأن الإرادة السياسية بدلاً من أن تكون منسجمة مع المسئولية اتجهت الإتجاه السلبي - نتيجةً لذلك تستمر سلسلة الإعتداءات والتفجيرات والإغتيالات ، وكان ضحيتها في الوقت القريب الشهيد الدكتور / محمد عبد الملك المتوكل،  كان ضحيةً لهذا التقصير المتعمّد من الأجهزة الأمنية ، ومن الرئيس نفسه الذي رفض أن يتخذ قراراً بالحرب على تلك القوى الإجرامية بالرغم من كل ما تفعل!.

أمام واقعٍ كهذا نحن أمام خيارات  إذا لم تتحرك الجهات المعنية وفق مسئوليتها لأنها مسئولة وتتحمل المسئولية تجاه كلما يحصل نتيجة تقصيرها وتفريطها ، أنا أقول للقوى السياسية والأحزاب: ما الذي برأيكم ينبغي أن نعمله كيمنيين مستهدَفين شعباً وجيشاً ؟ ما الذي برأيكم ؟ أنتم تتحدثون في وسائلكم الإعلامية عن أهمية تحقيق إجماع وطني في الحرب على القاعدة والتكفيريين ،  لكن متى ؟ هل تريدون أن نستمر نحن وإياكم في جدل ونقاش ومفاوضات أسبوعاً بعد أسبوع ، وشهراً بعد شهر ، وعاماً بعد عام ! فيما أولئك يقتلون يومياً ، فيما التهديد الأمني خطره خطر لحظي في كل ساعة ، في كل يوم ، وفي محافظات متعددة ؟ ألاَ حرمة لديكم لدماء الشعب ومعاناة الشعب ؟ ألاَ معزة للشعب اليمني لديكم كقوى سياسية ؟ هل تريدون ان ندخل معكم في روتينكم البطيء جداً الذي شاخ وكبر فلم يعد يواكب الأحداث ولا المتغيرات السريعة والمتلاحقة ؟  التهديد الأمني يحتاج إلى صدق إرادة ويحتاج إلى مواكبة وإلى تصدٍ مبكر ، وإلى عمل نشط ، وإلى تحمل للمسئولية .

نحن في اللجان الشعبية وفي الثورة الشعبية لن نألوا جهداً في التصدي للأخطار التي هي أخطار على شعبنا العزيز ، وعلى بلدنا الذي نريد له أن يكون مستقراً وآمناً ، نحن لن نألُواجهداً في ذلك ، ونحن في الوقت نفسه ندرك أيضاً بكل وضوح أنكم ستستمرون في اللوم والانتقادات ، ولكن من يجب أن يُلام هو أنتم - القوى السياسية هي التي يجب أن يجب أن تُلام وهي لا تبالي بأمن شعبها ولا أمن واستقرار بلدها . من يجب أن يُلام ، وأن يحاكَم ، وأن يُعاقَب الجهات الرسمية التي من مسئوليتها أن تحمي هذا الشعب ثم هي تتفرج عليه ولا تحمي حتى نفسها .

ولذلك اليوم أنا أنادي الرئيس والأجهزة الرسمية أن "اتقوا الله" في شعبكم ثم احذروا ، لأن شعبنا لن يصمت إلى الأبد ، يمكن أن يتحرك الشعب في مشوارٍ ثوري فاعل يغير كل هذه المعادلات إن لم تلتف القوى الرسمية الجهات الرسمية والقوى السياسية إلى حقيقة الواقع .

نحن كشعب يمني لن نسمح بأن ينزلقوا بالبلد نحو الفوضى والانهيار ، هذا لا يجوز ، لن نسمح ان يذهبوا بالبلد نحو الانهيار والفوضى ،  إذا أرادوا أن يذهبوا به أمنياً لن نسمح ، إذا أرادوا أن يذهبوا به إقتصادياً لن نسمح ولن نقبل بأن يصنعوا أزمةً نفطيةً من جديد ، وشعبنا اليمني العظيم الذي خرج في الأشهر الماضية بكل تلك الجرأة والقوة والشجاعة والإقدام والحماسة والاحتشاد الشعبي الكبير يعي مسئوليته ويتحرك بقيمه وأخلاقه هو الآن بالتأكيد حاضرٌ لأن يفعل أكثر من ذلك إذا لزم الأمر ، لا يمكن أن يصبر من جديد .

ولذلك بكل ما يمكن أن يفعلوه ، وفي كل ما يمكن ان يفعلوه من مؤامرات ومكائد ، نحن لن نغض الطرف ولن ننام ، نحن ننتمي إلى تلك الثقافة العظيمة التي قال أحد رموزها العظماء الإمام علي عليه السلام (  والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم ) لن نغفل أبداً .

في مواجهة كل مؤامرة على المستوى الأمني ، أو المستوى السياسي ، أو المستوى الاقتصادي سيتحرك شعبنا اليمني العظيم وستتحرك اللجان الشعبية التي أدعوها إلى أن ترفع من مستوى جهوزيتها القتالية .

في الوقت نفسه أدعو شعبنا اليمني العظيم أن يكون مستعداً لأي خيارات قادمة في حال أراد أولئك اللؤماء واللامسئولين واللاإنسانيين ، أن ينزلقوا بالبلد نحو الفوضى والانهيار - لن نسمح أبداً بذلك ، هذا هو موقفنا مهما حاولت بقية القوى أن تتفرج أو أن تنشغل بحساباتها الخاطئة والقاصرة والمحدودة في أطماعها ـ أطماعها في السلطة .. أطماعها في الثروة التي أعمتها عن أن تبصر واقع الشعب اليمني في كل ما فيه .

هنا في هذا المقام أيضاً: أوجّه النصح للرئيس أقول له لا تكن أداة سيئة بيد الآخرين ، يحاولون من خلالك الالتفاف على الاستحقاقات الثورية لأننا لن نسمح بذلك لأيٍ كان وأيً كان موقعه ، لن نسمح له أن يلتف على الاستحقاقات الثورية ولا على المكاسب الشعبية ، وبالتالي سنقف في وجه أي مؤامرة مهما كانت ، وشعبنا اليمني العظيم نحن نثق في وعيه وفي قيمه وأخلاقه وعزمه وقوته وشجاعته .

يدور الآن الكثير من الحديث في الأوساط السياسية والدبلوماسية عن تحرك لإجراء عقوبات على بعض الأشخاص في "أنصار الله" أو في غيرهم ، هم بهذا الضجيج الإعلامي في الوسط الإعلامي والسياسي والدبلوماسي يتوهمون أنهم يمكن أن يخيفونا عن تحمل مسئوليتنا في التصدي لكل مؤامراتهم ضد هذا الشعب ، نحن نقول لهم لا يخيفنا لا مجلس الأمن ولا الدول العشر ولا أي قوة طاغية أو مستكبرة لأننا نحمل ثقافة ورؤية وروحية وعزيمة "هيهات منا الذلة" .

في هذا المقام في يوم "الحسين" (عليه السلام) ، يوم الحق ويوم العز ، يوم الصمود ويوم الثبات ويوم الشموخ  ، يوم التضحية ، يوم العطاء في سبيل الله نقف لنؤكد على كثيرٍ من الحقائق المهمة تجاه هذا الواقع الذي يمر به بلدنا :

·        أولاً : نؤكد على مقررات الاجتماع الموسع وخصوصاً ما يتعلق منها بمجلس حماية الثورة وباللجان الثورية في المحافظات ، ونؤكد أيضاً على أهمية تشكيل اللجنة الجنوبية الشمالية لتدخل في مرحلة عملية جادة لدعم القضية الجنوبية .

·        نؤكد على الإستمرار في التصدي للتهديدات والأخطار العاصفة ، مع تحميلنا لكل الجهات الأخرى نحملها المسئولية تجاه هذا الواقع المرير لأن هذا البلد بلد الجميع والمسئولية على الجميع .

·        نؤكد على استمرار النشاط الثوري والجهوزية العالية حتى الوصول إلى تحقيق المطالب الشعبية .

·        نؤكد أننا لن نسمح لأحد بالالتفاف على الاستحقاقات الثورة أياً كان موقعه ، وكذلك نحذر الآخرين ليتنبهوا لخطورة هذه المسألة .

·        ندعو إلى تعزيز اللحمة الوطنية والتآخي بين أبناء شعبنا اليمني المسلم ، هذه المرحلة تحتاج إلى هذا التعاون إلى هذا التكاتف إلى هذا التآخي الذي يأمرنا به الله سبحانه وتعالى الذي هو واجب ديني ومصلحة وطنية .

·        أدعو القوى الإقليمية والدولية التي تتبنى مواقف سلبية وتآمرية ضد شعبنا اليمني العظيم في مطالبه المشروعة وفي سعيه العادل لتحقيق ما يهدف إلى تحقيقه من بناء دولةٍ عادلة إلى أن تراجع سياستها ، وأن تدرك أنها كلما استعدت هذا الشعب وهو شعب كبير وعزيمته قوية وهو شعبٌ صامدٌ وثابت أنها ترتكب خطأً له نتائج في المستقبل قد تؤثر عليها ، فلذلك ننصحها بتغيير سياساتها العدائية والظالمة تجاه بلدنا وتجاه شعبنا .

·        نؤكد أنه في مسارنا وفي تحركنا الثوري والإيماني وعلى كل المستويات سنستمر بإذن الله على النهج "الحسيني المحمدي الأصيل" ، نتّبع "الحسين" (عليه السلام) نهتدي نقتدي نستفيد منه في درب جده المصطفى محمد (صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين) .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي سيد الشهداء أبى "عبد الله الحسين" خير الجزاء عن أمة جده المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، ونسأل الله أن يرحم شهدائنا وشهداء كل المسلمين ، وأن يشفي جرحانا ، وان يعيننا ويوفقنا لننهج نهج الحسين في درب جده المصطفى محمد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛