105 قتيل وعشرات الجرحى الحصيلة الاولية للجريمة التي حولت الفرح إلى حزن والعيد إلى يوم حداد.. وانصار الشريعة تعلن مسئوليتها. القاعدة هي المسؤولة عن الإنفجار ولكن السؤال: قاعدة.. لصاحبها من؟
بقلم عبد الكريم الخيواني
حتى الآن أسفر الانفجار الذي وقع صباح اليوم في ميدان السبعين حصيلة الاولية 105 قتيل وعشرات الجرحى من الجنود . المعلومات الأولية تشير إلى اقتحام شخص بلباس عسكري ميدان السبعين أثناء أداء البروفات النهائية للاستعراض العسكري حاملاً حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط جموع العسكريين. الضحايا كما تفيد المعلومات جلهم من جنود الأمن المركزي ويليهم طلاب من كلية الشرطة.
الانتحاري الذي فجر نفسه وسط الكتائب العسكرية اختلفت الروايات حول البزة العسكرية ، فرواية تقول أنه كان مرتدي زيً عسكرياً للأمن المركزي بينما رواية أخرى تقول أنه كان يرتدي زي الفرقة الأولى مدرع.
الذي ليس مهماً حيث ممكن الحصول عليه بسهولة، ولا يعني شيء ولكن حجم الاختراق والرسالة التي حملها الانفجار هي المهمة.
الإنفجار مثل حالة إختراق خطيرة جداً وصلت حد اقتحام ميدان السبعين بعملية نوعية لانتحاري حاملاً حزاماً ناسفاً وبتفجير وسط كتائب عسكرية تستعد لأداء الإستعراض صبيحة اليوم التالي من احتفال يحضره رئيس الجمهورية لأول مرة بعد تغيير علي عبدالله صالح، وإنتخابه رئيساً توافقياً.
الإختراق الأمني لميدان الإستعراض يثير أكثر من تساؤل لو عرفنا ان الميدان محجوز منذ فترة وتحت حراسة أمنية هو ومحيطه ويخض الجنود لتفتيش سلاح منتظم تمهيداً للعرض في إجراء أمني صار متبعاً منذ إغتيال الرئيس المصري أنور السادات.
معلومات قالت أن الإنتحاري الذي فجر نفسه كان موجوداً ضمن الكتائب في رواية مخالفة لرواية دخول اإنتحاري من الحديقة المقابلة لمنصة الإحتفال، وروايات تقول أن الذي فجر نفسه أكثر من شخص وأنباء تقول أنه تم القبض على شخصين أخرين كانا يحملان حزامين ناسفين. مراقبين إعتبروا هذه المعلومات نوع من التسريبات يقصد بها التخفيف من حجم الإختراق الذي وقع.
الضحايا وصلوا حسب تصريح الداخلية 105 شهيد وعشرات الجرحى أسعف حوالي 67 شخصاً حالتهم خطيرة إلى الأردن، فيما يتوقع إرتفاع العدد الإجمالي للضحايا وسط إستنكار شعبي كبير.
الإنفجار الذي بقدر ما مثل إختراق خطير للمنظومة الأمنية والعسكرية حملت رسالة مهمة يجب التوقف أمامها وفهمها جيداً ومعرفة المستفيدين من الإنفجار لتعرف من وراء الإنفجار.
الإنفجار حسب محللين حمل بصمة القاعدة، حسب ما أعلن تنظيم أنصار الشريعة الذي يعد أحد تنظيمات القاعدة باليمن مسؤوليته عن التفجير الإجرامي، لكن على ضوء معرفة طبيعة منظومة القاعدة باليمن وتكوينها ووجودها وأجندتها يبقى السؤال: القاعدة لصاحبها من..؟
القاعدة باليمن ليست كيان واحد، هناك قاعدة تحسب على علي صالح يتصل بها عن طريق ابن شقيقه طارق المقرب من الحركات السلفية منذ حوالي عقد من الزمن خلفاً لعلي محسن الذي كان وسيلة صالح للتخاطب مع جماعات الأفغان العرب – الجهاد – السلفيين – القاعدة.
قاعدة تحسب على علي محسن وحركات جهادية وسلفية يرتبط بها بعلاقة وثيقة ومتينة تمتد منذ الجهاد في أفغانستان وما زال على علاقة وطيدة بها حد أنه يعتبر لدى بعض المراقبين والمحللين زعيم الجهاديين باليمن.
قاعدة محسوبة على السعودية وحكاية الشهراني السعودي فضحت طبيعة هذه العلاقة حينها. وتقول المعلومات عن وجود قاعدة تحسب على قطر التي تسعى إلى أن تكون لاعباً موجوداً ومؤثراً باليمن.
وأخيراً قاعدة القاعدة وهي التي تتبع الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان، ولها نفس أجندته.
قد لا يكون هناك خلاف كبير أن الإنفجار يحمل بصمات القاعدة، لكن يبقى السؤال المتكرر .. القاعدة لصاحبها من..!؟ وما هي الرسالة ؟ ولمن هي موجهة؟
البعض يربط الإنفجار وما نشر عن إعلان فك الإرتباط، اليوم من قبل قوى الحراك، ويرى أن الإنفجار سيضاعف حالة السخط على القاعدة، ويرى أن قوة مواجهتها في الجنوب وأن الحدث هذا سيلغي أهمية الإعلان عن فك الإرتباط.
البعض يربط بين الإنفجار وبين صالح الذي يرى أن الوحدة اليمنية هي منجزة، ويعز عليه أن يلقى عبره حتى خطاباً لهذه المناسبة حسب ما يدور في كواليس السياسيين، لا يستبعد أيضاً أن الإنفجار وراءه هدف تعليق ووقف صدور قرارات تغيير قيادات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وهو ذات الأمر الذي يعتبره أخرين أنه جاء بخلفية وقف قرارات تغيير قيادات الفرقة الأولى مدرع. خاصةً وأن الإنشقاق العسكري عكس نفسه في ساحة بروفات العرض بصورة إحتكاكات مباشرة بين طرفي الإنشقاق العسكري.
هناك من يربط بين الإنفجار والأجندة الخارجية الإقليمية، كما أن هناك من يعتقد أن الإنفجار جاء من تنظيم القاعدة التابع للظواهري إنتقاماً للمواجهات في أبين وهو إحتمال وارد وكبير، لكنه في حالة صحته لا يستبعد وجود تسهيلات وتواطء مكن القاعدة والإنتحاري من الوصول إلى ميدان السبعين والقيام بهذا الإختراق الخطير وثمة معلومات تشير إلى ضعف الإجراءات الأمنية حول ميدان العرض بصورة لافتة للإنتباة عكس ما كان عليه الحال في السنوات الماضية.
تبقى كل اإحتمالات قائمة والشيء الاكيد أن طبيعة الحادث وخطورة الموقف لا يحتملان تبادل الإتهامات بقدر ما تتطلب وجود تحقيق نزيه وشفاف ومحترف يكشف ما حدث ويحاسب ويعاقب حتى لا يكون الإنفجار مقدمة لما هو أبشع وأخطر.
الرسالة أيً كان مصدرها موجهة للرئيس هادي بشكل أساسي وتضعه أمام تحدي كبير يستطيع على ذمته إقالة جنيع القيادات الامنية والعسكرية بإعتبارها لم تقوم بواجبها بتأمين وحماية ميدان العرض مما أدى إلى سقوط حوالي المائة قتيل وعشرات الجرحى بعضهم حالته خطيرة. وهي مسؤولية عظيمة سيقف الشعب معه في هذا الإجراء ويختصر الطريق أمامه لتوحيد وإعادة النظر في وضع المؤسسة العسكرية وعقيدتها القتالية ووحدتها. ووجود تحقيق شفاف ومحترف ونزيه سيدعم الرئيس هادي في قراراته.
لم يعد هناك مبرر لإقامة عرض عسكري غداً لأن الجريمة قد حولت الفرحة إلى حزن والعيد إلى يوم حداد، ما يعني أن إلغاء العرض صار واجباً تفرضه عدة إعتبارات ويبقى أمام اليمنيين جميعاً ضرورة وحدة الموقف من هذه الجرائم ومرتكبيها أيً كانوا ليصونوا البلد ويمنعوا أن تكون هذا الجريمة مقدمة لسلسلة جرائم تستغل حالة التناقض الذي أدخل البعض البلد والشعب فيها...
- قرأت 2705 مرات
- Send by email