ماذا يريد الرئيس المستقيل من اليمن ؟

في الـ 21 من سبتمبر من العام الماضي سقط عدد من رموز القتل والفساد والعمالة في اليمن وحرص خلالها الشعب اليمني الثائر أن لاتسفك قطرة دم واحدة ولم تتجه أيضا حينها إلى إسقاط النظام المتمثل في عبدربه منصور هادي بل التزموا بأهداف الثورة المتمثلة في إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .

وكان الشعب يدرك أن عبدربه منصور هادي المسمى برئيس الجمهورية التوافقي من قبل جماعة محدودة من أبناء الشعب اليمني في انتخابات شكلية مرشحهم الوحيد (هو لامنافس له) تنفيذا لاتفاق أولي أمرهم في دول الخليج وبرعاية أمريكية ، أنه غارق في وحل الفساد أقلها دعمه لمجاميع تكفيرية في محافظة مأرب .

حاول أبناء الشعب اليمني أن يجدوا دولة تحميهم وتحمي بلدهم المنتهكة أراضيه وبحره وجوه ، دولة تكون جادة في محاربتها الفساد واستئصاله ليتمكن الشعب أن يبني وطنه ويحافظ على ثرواته ويأكل من خيرات بلده لا أن يستمر في مد يده لدول الإفقار ونهب خيراتهم .

ومنذ الـ 21 من سبتمبر ولأكثر من ثلاثة أشهر لم يلمس الثوار أي توجها صادقا للدولة المتمثلة بهادي وحكومة بحاح لمحاربة الفساد بل ولا حتى محاولة وهو ما أثبت للجميع تحذير بحاح للجان الثورية بعدم التدخل في شئون الوزارات وهدد حينها بتعليق أعمالهم وكان موقف بحاح مناقضا تماما لموقف رئيس هيئة مكافحة الفساد أفراح بادويلان التي أكدت أن للجان الثورية دور كبير في مكافحتها الفساد .

ناهيك عن كل النهب المنظم للخزينة العامة من قبل الرئيس هادي بطرق متعددة نجله (جلال) إحدى الطرق للنهب والتي فضحته  الصحيفة الأمريكية الـ" فورين بوليسي" ووصفته بالثقب الأسود وكيف اختفت الملايين من مساعدات السعودية ودول الخليج لصندوق الضمان الاجتماعي وكذلك أموالا صرفتها دولة قطر لتعويض الجنوبيين وانتهى بها المطاف لغرفة جلال هادي (بحسب الصحيفة) .

وماتم كشفه مؤخرا في إحدى أهم وأكبر مؤسسات الدولة من صرف المليارات تحت مسميات متعددة ومشبوهة ليس ببعيد يتم صرفها من الخزينة العامة للدولة عن طريق وزارة الدفاع اليمنية تدفعها شهريا لمجاميع تكفيرية في محافظة مأرب تحت مسمى القبائل مقابل حمايتها أنابيب النفط وأبراج الكهرباء والتي يدرك ابناء الشعب اليمني أنها مجرد أضحوكة وكذلك صرف المليارات لعدد من الشخصيات الفارة من وجه العدالة والتي وقفت ضد ثورة الـ 21 من سبتمبر وعلى راسها الهارب علي محسن الأحمر.

الالتزام بالملحق الأمني كان أحد أبرز بنود اتفاق السلم والشراكة والذي اتضح جليا مؤخرا لهادي أن لانية له في الالتزام بل وفر للمجاميع التكفيرية في محافظة مأرب لها غطاءا إعلاميا عبر مواقعه الإخبارية ومواقع حزب الإصلاح والتي كانت ولازالت تصف تلك المجاميع بالقبائل .

وفي مطلع الشهر الحالي قامت مجاميع تكفيرية بمطارح نخلا والسحيل بالاعتداء على كتيبة للجيش تابعة للواء 62 احتياط قادمة من شبوة إلى صنعاء ونهب معداتها العسكرية وقتل العشرات من الجنود وأسر آخرين واختفاء عدد منهم لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة ولم يكن للدولة أي موقف جاد سوى إرسالها جنة وزارية للتفاوض مع من أسمتهم بالقبائل لتسليم الأسلحة المنهوبة والتي ووجهت بالرفض بزعامة محافظ المحافظة الإخواني سلطان العرادة .

ويرى الثوار أن فرض الشراكة للرقابة على تصرفات أولئك اللامسئولة هي الحل الوحيد لإيقاف كل المؤامرات هذا أولا وثانيا أن من حق الثوار أن يكونوا شركاءا وبمانص عليه اتفاق السل والشراكة وأكدت عليه أيضا مخرجات مؤتمر الحوار في حلول قضية صعدة والقضية الجنوبية وقد أثبت ذلك التمرد الرئاسي أن لاجدية للالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة .

ويتساءل مواطنون ماذا قدم هادي خلال كل تلك الفترة ؟ التي يريد أن يختمها بتمزيق وطن إلى دويلات تحت مسمى الأقاليم الستة تنفيذا لرغبات دول الاستعمار .

هادي إذن لم يعد مرغوبا فيه من قبل أبناء الشعب اليمني وهناك حالة ثورية عليها أن تستكمل خطواتها وفتح ملفات جميع الفاسدين ومحاكمتهم وعلى رأسهم الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي .

يذهب البعض إلى الحديث عن انفصال الجنوب ، نعم الحديث عن انفصال أو فك ارتباط الجنوب ليس وليد اللحظة بل منذ العام 2007 ولم تكن دعوات فك الارتباط دفاعا عن أشخاص بل دفاعا عن مظلومية تعرض لها أبناء الجنوب .

لقد كان هادي أول المراوغين في النظر والبت في قضية الجنوب ولم تكن له أي جدية لحلها وهو مايدركه أبناء الجنوب أنفسهم .

يدرك أبناء الجنوب جيدا أن هادي يعتبر أحد العابثين بأرض الجنوب في حرب صيف 1994م ويدركون جيدا أن الجنوب غير مؤهل لاستقلاله لأسباب عدة وأن خيار الإقليمين اقرب خيار بالنسبة لهم .

وأمام تلك المجريات لم يعد لاستقالة هادي محط اهتمام من أبناء الشعب اليمني بل مثلت انطلاقة للتحرر من قوى الخارج المهيمنة على قرار وسيادة البلد الذي كان هادي خير من ينفذ رغباتها ومخططاتها .

باستقالة هادي سيكون هناك يمن جديد .