النص الكامل لكلمة الاستاذ صالح الصماد - رئيس المجلس السياسي لأنصار الله في افتتاحية المؤتمر الوطني الموسع المنعقد في صنعاء
اعوذ بالله من الشطيان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
.الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله ورضي الله عن صحابته المنتجبين .
ايها الحاضرون جميعا السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونرحب بكم اجل ترحيب ونشكر لكم هذاالحضور الكبير الذي ياتي في وضع حساس وخطير اوصلت فيه قوى النفوذ والفساد والاستبداد اوصلت فيه شعبنا الى نقطة الصفر فكانت خمسين عاما من السنين كفيله بان توصل شعبنا اليمني الى مصافي الدول العظمى بمايتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي وثروات في باطن ارضه الا ان القوى التي تسلطت على البلاد حولت كل مكاسب ثورتي سبتمبر واكتوبر الى مصالح حزبية وشخصية تخدم اجندة داخلية وخارجية وشنت الحروب في الشمال والوسط والجنوب وظهر شعبنا اليمني في القرن الواحد والعشرين دولة هزيلة يعيش اغلب ابنائه حالة من البؤس والحرمان والاشلاء والدمار والركام وكأن الشعب خلق لهم ليقتلوه وليستغلوا ثرواته ويطمسوا هويته وماتركوا من ورقه من الاوراق النتنه الا واثاروها فلعبوا بالمناطقية والطائفية واثاروا الخلافات والنزاعات بين ابناءه وباعوا سيادته ومارسوا بحقه كل انواع التعذيب والامتهان .
فتحرك شعبنا اليمني في طلائع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين في ثورة شعبية كان يراد لها ان تكون منقذا لشعبنا من وطئة المفسدين والطغاة ولكن ذلك لم يرضي قوى الفساد فركبوا موجه الثورة وتقاسموا ثورته وثروته ومارسوا بحقه خلال ثلاث سنوات اقبح انواع الجرائم وتغلغل الفساد ونهبت الثروة واقصوا شرائح واسعة من الشعب ومع ذلك كافح شعبنا اليمني بجميع فئات من اجل تحقيق احلامه ودخل الشعب الى مؤتمر الحوار الوطني املين ان يكون بداية انفراج ليكون الشعب كل الشعب شركاء لبناء الوطن واستبشر شعبنا خيرا بمخرجات الحوار الوطني عسى ان تكون بداية الانطلاق نحو آفاق المستقبل ولكن تلك المخرجات لم ترى النور وعملت تلك القوى على تجاوزها لتستمر في انهاك الشعب والفتك به وتتقاسم ثروته وثورته فقفزت الموازنة خلال الثلاث السنوات الماضية الى الضعف في بعض الابواب من خلال مادفعوا وماادخلوه الى الوظيفة العامة ليرتبوا اوضاعهم فقط الحزبية .
ومع نهاية العام 2014 نفذ صبر شعبنا اليمني وتحرك ثائرا من جديد وتحركت جموع الشعب الى الساحات في ثورة سلمية حضارية وتكالب عليها العالم وتصدت لها قوى النفوذ فمنح الله شعبنا اليمني فرصة تاريخية لاستعادة مجده وعزته وتوجت بالنصر في الواحد والعشرين من سبتمبر وسقطت قوى النفوذ التي كانت تشكل جحر عثرة امام أي اصلاحات اقتصادية او امنية او سياسية وكان للمؤسسة الامنية والعسكرية دورها البارز في هذا الانجاز التاريخي العظيم ومع ذلك ورغم كل جراحات الماضي مد الثوار أيديهم لجميع القوى للتحرك معا جنبا الى جنب في بناء الوطن عاملين كل مابوسعهم لطمئنة الداخل والخارج .
ان ثورة الشعب لاتستهدف احداً وانها لكل اليمنيين وستأتي ثمارها لليمن والمنطقة والعالم وتعيد لليمن مجده وعزته ورغم تسامح الثورة والثوارمن كافة ابناء ِشعبنا مع كل القوى التي كان بعضها جزء من معاناة شعبنا الا ان بعض القوى لم تستطيع ان تعيش مع شعبها وتريد ان تكون هي من تستبد بثرواته وتتحكم في قراراه فتأمروا وكادوا وحركوا عناصر القاعدة لتستولى على مدريات العدين في اب وجبل رأس في الحديدة وفي البيضاء حدث ولاحرج عن جرائم تلك العناصر في حق ابناء المحافظة فتحركت اللجان الشعبية ومعها الشرفاء في الجيش والامن وابناء المناطق لتثبيت الوضع الامني لتحفظ مسار العملية السياسية ولم يكن ذلك الواقع الامني وتلك السيطرة الامنية ليفرض مسار غير المسار الذي اتفق عليه في اتفاق السلم والشراكة بل كان داعما ليكون المسار السياسي يسير وفق ما أُتفق عليه في اتفاق السلم والشراكة وتشكلت الحكومة رغم ماكان فيها من تجاوزات ولكن الشعب غض الطرف عنها وقبل بان تسير دفة العملية السياسية مأملاً في أن تتعامل بمسؤولية وتقدر تضحيات شعبها .
وبالرغم من ان هذه الحكومة اتت من ثورة واحد وعشرين سبتمبر وكان المفترض ان تعمل جاهدة لتحقيق اهداف ثورة الشعب مرت اربعة اشهر حصل فيها من التجاوزات الفضيعة لايسع المقام هنا لذكرها الا ان تجاوزات كانت ستؤدي باليمن الى الهاوية وبالرغم من ان الثوار لم ياتوا ليفرضوا مافرضته تلك القوى في عام 2011 من تقاسم للسلطة فكانت مطالب الثوار مطالب متواضعة فطالبوا باشراكهم فقط في الاجهزة الرقابية ليطمئنوا من جديد بأن السلطة جادة في محاربة الفساد لتحقيق طوحات الشعب فكان ذلك المطلب بان يعطى الثوار الاجهزة الرقابية كان كثيراً في نظر تلك القوى فاداروا ظهورهم للثورة ورموا بالاتفاقيات عرض الحائط رغم اجماع الداخل والخارج عليها وعملوا على استغلال تواضع الثوار ومطالبهم المتواضعة لتمرير مخططات وقرارات تهدف الى تمزيق شعبنا اليمني وايصاله الى نقطة اللاعودة .
وليكون شعبنا اليمني في صورة الوضع لانه من يقرر مصيره فان الفساد استمر بل وقوى النفوذ التي اسقطها شعبنا في الواحد والعشرين من سبتمبر كانت لازالت متغلغلة في كل مفاصل مؤسسات الدولة الى درجة ان بعض المبالغ المالية في شهر عشرة واحد عشر واثني عشر من العام الماضي كانت مبالغ بمئات الملايين تخرج من البنوك وترسل الى اولئك المتنفذين في خارج الوطن وتصرف مرتباتهم وهم من انهكوا كاهل الشعب والملايين من ابناء شعبنا يعيشون تحت خط الفقر لذلك كانوا حريصين كل الحرص ان لايتواجد الثوار في اجهزة الدولة للرقابة على الفساد لذلك كان للجان الثورية دورا كبير في ايقاف هذه التجاوزات وقامت الدنيا ولم تقعد عندها كان لابد من التحرك للمطالبة بالشراكة لكل المكونات لمنع الاستبداد السياسي التي لازالت هي متغلغلة في كل مفاصل الدولة وهي المسيطرة ولم يتغير شيء في الوضع الماضي سوى ماكان من تغيير على رؤوس بعض الوزرات فقط واتخذت مئات القرارات المصيريه كان من نصيب الثوار قرارا واحد بتعيين شخص في المؤسسة العسكرية في منصب متواضع فقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت مسيرات تطالب برحيل الرئيس هادي لانه اتخذ قرار واحد في صالح الثوار ونزلت اللجان تلو اللجان الى صعدة لتقنع قيادة الثورة بان المجتمع الدولي غير راغب في ان يكون للشعب شراكة في العملية السياسية وانه اذا اشترك الثوار وكانوا شركاء في العملية السياسية فان ذلك سيؤثر على علاقة اليمن بالمجتمع الدولي والمحيط الاقليمي وان هذا سيؤدي الى انهيار الاقتصاد وهلم جرا من المبررات الواهية .
وفي المقابل وعلى الصعيد الامني توالت التفجيرات لتستهدف ابناء الشعب وكان اخرها تفجير كلية الشرطة التي راح ضحيتها العشرات من خيرت رجال اليمن وكانت هذه العمليات تدار وتدار تحت اشراف اجهزة رسمية حيث ضبط بعض منفذي هذه العمليات وهم يقطعون جوازات وتحت اِشراف الاجهزة الرسمية لمغادرة البلاد وتحت رعاية هذه الاجهزة وتبين الاصرار على رفض الشراكة انهم يريدون من خلال ذلك تمرير مخططاتهم القذرة وليت الامر وقف عند ذلك الا انهم اتجهوا الى مسار خطير من خلال تنفيذ اجندة خطيرة يهدفون من خلالها الى تمزيق البلاد ففرضوا مشروع الاقاليم الستة بطريقة مخالفة لمخرجات الحوار دون ان يراعوا فيها أي المعايير الاقتصادية او الاجتماعية اوالجغرافية بل فرضوها بطريقة تستهدف الملايين من ابناء شعبنا اليمني ومزقوا الشعب على اساس طائفي بدت ملامحها من خلال الروائح الكريهة للنبرة الطائفية والمناطقية التي اثيرت في مناطق استهدفها التقسيم وكانهم يمنعون تنقل المواطنين اليمنيين من منطقة الى اخرى الا انهم تعمدوا ان يفرضوا رغم معارضة انصار الله لذلك البند لذلك الاتفاق وبعض القوى الوطنية فجاء اتفاق السلم والشراكة ليصحح ذلك الاختلال ويتيح للهيئة الوطنية النظر في اعادة النظر في شكل الدولة الا انهم تعمدوا فرض ذلك التقسيم وفق المخطط التآمري في مسودة الدستور وفرضوها بالترغيب والترهيب رغم اعتراض انصار الله على هذ ه المخالفة الصريحة الا اننا حاولنا ومن خلال الهيئة الوطنية التي شكلت بطريقة مخالفة لمخرجات الحوار الوطني حاولنا تصحيح وضع الهيئة وان يكون لها دور يراد ان تكون صمام الامان للاشراف على مخرجات الحوارالوطني حاولوا ان يجعلوا من هذه الهيئة وسيلة لتمرير مخططاتهم التآمرية لانهم شكلوها بطريقة يستطيعون من خلالها تمرير مالم يستطيعوا تمريره خلال مؤتمر الحوار الوطني .
بذلنا كل الجهود للخروج بحل توافقي وقدمنا التنازلات الى درجة ان ُطلب ان يكون الدستور بالتوافق لان الدستور هو قضية مصيرية وليس من مصلحة البلد وليس مصلحتهم ابدا ان يمرر بالقوة وبالطريقة التي تضمن توافق المكونات الا ان عقلية الاستبداد اصرت على تمرير مخططاتهم مهما كانت مجحفه بالشعب .
وفي الجانب الاقتصادي لتكونوا في الصورة انه تم تشكيل اللجنة الاقتصادية وفق اتفاق السلم والشراكة على ان تكون قراراتها ملزمة التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة وقامت بمراجعة موازنه 2015 وطرحت بعض الملاحظات على بعض البنود التي يمكن ان تخفف العبئ على كاهل الشعب وعلى كاهل المواطن مع ان قراراتها ملزمة الا انه تم تمرير الموازنة الى مجلس الوزراء دون الالتفات الى ملاحظات اللجنة وفي الجانب الاخر استمرت الازمات في المشتقات النفطية والغاز رغم تدني سعره عالميا وصاروا يربحون من كد وتعب المواطن ومع ذلك صنعوا الازمات فلم تتوقف الطوابير لالهاء الشعب بقوته ولقمة عيشه ليستطيعوا تمرير مخططاتهم وكأن ثورة لم تحصل بل لم نسمع ان ورد ذكر ثورة واحد وعشرين سبتمبر في وسائل الاعلام الرسمية الى ماقبل شهر بعد ان تم تصحيحها بل الى درجة ان اللجنة الثورية دعت الى استلام حديقة واحد وعشرين سبتمبر ولم يستجاب لها تحت مبرر ان الجهة التي دعت لتسليم الحديقة هي جهة غيرشرعية وانه لايمكن الجلوس معها لاستلامها ناسيين ان ثورة ستبمبر هي من جاءت بهم وابقتهم في الرئاسة ومع هذا ايها الاخوه لايسع المجال لذكر تلك التجاوزات الا ان العملية السياسية وصلت الى طريقا مسدود فتحركت اللجان الشعبية للحفاظ على مكتسبات الشعب واتخذت خطوات مدروسة لإعادة العملية السياسية الى اتفاق السلم والشراكة ومع ذلك كابروا واستكبروا واجتمعوا وتأمروا فقرروا نشر عشرات الالاف من الامن والجيش في امانه العاصمة ومحيطها ناسيين دور اللجان الشعبية التي لها استحقاقات في اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني وتم التواصل والنصح بعدم الاقدام على هذه الخطوة الا ان وعي ابناء الجيش والامن حال دون تنفيذ هذه المخططات وتفرد بالتنفيذ الوية الحماية الرئاسية التي رفض الشرفاء من ضباط وافراد هذه القوة تنفيذ هذا المخطط فزجوا بمن تبقى في مواجهه الشعب منتقمين من الشعب فقامت اللجان بدورها في الحفاظ على الامن والاستقرار وحماية الرئاسة ودار الرئاسة من عبث العابثين الذين حاولوا ادخال البلد في فوضى عارمة حتى وصل الوضع الى وضعا خطير اما ان يعترفوا بالشعب او ان يتمادوا في فرض ارادة الشعب فاختاروا رفض الشعب واختاروا الارتماء في احضان الخارج واتخذوا قرارات تأمرية بالاستقالة لابتزاز الشعب وتدمير مستقبله فكل همهم هو مصالحهم ومصالح الشعب تحت اقدامهم لايبالون بها واقدموا على خطوات يهدفون من خلالها الى سرقة الثورة من جديد في واحد وعشرين يناير 2015 رغم طمئنة الثوار لهم ان الثورة لاتستهدفهم وان الشعب هو من يقرر مصيرة وانهم من الشعب وليس الشعب لهم ومع ذلك مد الثوار ايديهم من جديد وفتحوا صدورهم لكل القوى للعودة الى جادة الصواب والعمل معا للخروج بحل توافقي يخرج من محنته وبعثوا رسائل الطمئنة للداخل والخارج بان هذه ثورة شعب لايمكن ابدا ان تبتزها بعض القوى بتصرفاتها .
ونحن الان مر حوالي عشرة ايام منذ ذلك الحدث الا ان الثوار لازالوا مصممين على ان تشترك جميع القوى في اخراج البلد من محنته ولكن دون جدوى فحركوا اوراقهم في مناطق كثيرة في الجنوب والوسط ومارب ليصلوا بالبلد الى مزيد من التفكيك والتمزيق وكل تأخير يدفع اليمن كلفة باهضة ومستقبله الان بين يديه واصبح الشعب بين خيارين لاثالث لهما اما ان يرمي مستقبله بين احضان هذه القوى المتصارعة التي لم تؤمن حتى الان ان اليمن اغلى من كل مصالحها الحزبية والضيقة ويسيروا باليمن الى المجهول او ان يتحرك الشعب كل الشعب ليضع النقاط على الحروف ويصنع مستقبله ويدافع عن مكتسباته لان الشعب هو من سيدفع الثمن .
لذلك اتت الدعوة من السيد لهذا اللقاء ليكون الشعب في صورة ماجرى وماسيجرى اتى هذا اللقاء والمفاوضات مستمرة في اروقة موفنبيك وباشراف دولي لنقول لهم في هذا الاجتماع ان الشعب ليس العوبة في ايدي القوى السياسية تتلاعب بمنجزاته وتضحياته وفق مصالحها واهوائها فإما ان تسير هذه القوى مع شعبها والا فسيرفضها الشعب والى غير رجعة ولن تستطيع أي قوة في هذا العالم ان تكبح جماح ثورته وارادته وستضطر كل القوى الى التسليم بالامر الواقع الذي يفرضه الشعب ولن يسمح الشعب اطلاقا بان تصبح ثورته ومكتسباته العوبة في أيدي العابثين فاليوم الواحد خسارة على شعبنا ويكفي دروس وعبر فالماضي مليئ بالعبر والدروس التي اثبتت ان الشعب اذا لم يكن حاضرا وهو من يقرر مصيره فانه من يدفع ثمنا باهضا .
هذا ايها الاخوة ونأكد فيه ان هذا اللقاء يجب ان يخرج بقرارات تاريخية وحاسمة وسيقوم بدوره في الحفاظ على منجزاته واستحقاقاته التاريخية وسيصنع مستقبله ولن يظل متفرجا لتلاعب العابثين وسينطلق كل ابناء الشعب لمراقبة القوى وردع كل من تسول له نفسه العبث بمستقبل اليمن وسيكون هناك نقاشات ورؤى ومشاورات تستمر لثلاثة ايام يخرج بها هذا اللقاء بخطوات مفصلية تحقق للشعب مايصبوا اليه من عزه وكرامه ورغد العيش الذي سلبه جلادوه لعشرات السنين وبالاستعانه بالله يستطيع شعبنا ان يحقق اهدافه ويحافظ على منجزاته والامل كبير بان مابعد هذا اللقاء لن يكون كما قبله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قرأت 633 مرة
- Send by email