غسان العطية : الحوثي لايريد أن يستعدي السعودية أو ينحاز لإيران بل رجل لكل اليمنيين
- بالنسبة لأمريكا، إذا لم يصطف الحوثي اصطفافاً كاملاً مع إيران يمكن التعايش معه
- السعودية ليست معادية للحوثيين لكنها خائفة من التغلغل الإيراني
- موقف الحوثيين سيعتمد على تحالفات آنية لا بالتزامات استراتيجية تجاه إيران
-الرياض فتحت علاقات إيجابية مع الحوثيين ولم تصرّح أنهم يهددون أمنها
- زعيم الحوثيين لا يستعدي السعودية ولا ينحاز لإيران ويظهر كرجل لكل اليمنيين
يصف الدكتور غسان العطية، الشأن اليمني بأنه: "من أعقد الأوضاع في الدول العربية سياسياً".. لكنه، أيضاً، يلفت إلى أن اليمن متعافٍ من التباينات والصراعات المذهبية في تاريخه.
يقول أستاذ الدراسات الشرقية والأفريقية - مدير المؤسسة العراقية للتنمية والديمقراطية في لندن، في حوار مع شبكة DW الألمانية: في اليمن هناك وضع قبلي عميق الجذور، بالإضافة إلى وجود تباينات مذهبية.
لكن ما يميز هذه التباينات المذهبية اليمنية، بحسب العطية، "هو التعايش"؛ لأن المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه الحوثيون هو المذهب الذي كان يحكم اليمن لمئات السنين. وفي زمنهم لم يكن العنصر الطائفي هو الأساس في الحكم وفي صراعاتهم على الإطلاق.
ويؤكد: التعايش بين سنة اليمن والزيدية أفضل بكثير من تعايش سنة العراق وشيعته، أو بين علويّي سوريا والسنة. كل ذلك يجعل الحالة اليمنية مختلفة تماماً.
وإذ يشير إلى حقيقة أن التحالفات في هذا البلد العربي "متغيرة كل يوم"، يلفت أن السعودية "فتحت علاقات إيجابية مع الحوثيين"، لكن ظهور المتطرفين المتمثل بظهور القاعدة، خلط الأوراق وعقد الأمور.
في تحليله عن تطورات الأوضاع والأحداث في اليمن خلال نفوذ جماعة الحوثيين وصولاً إلى العاصمة، كقوة أولى وطبيعة الموقف الأمريكي من هذا الصعود لجماعة تتهم بالموالاة لإيران، يقول الدكتور غسان العطية:
"الموقف الأمريكي هو الذي يجلب الانتباه. فالأمريكان ضربوا القاعدة في اليمن مراراً بطائرات من دون طيار. القاعدة في اليمن هي العدو الأول لأميركا. وبالنسبة لهم، فإن عبد الملك الحوثي، إذا لم يصطف اصطفافاً كاملاً مع إيران فيمكن حينها التعايش معه".
متابعاً: "المهم هو أن الحوثيين يملكون أوراقاً أكثر قوة في عملية التسوية القادمة."
ورداً على سؤال: هل يمكن أن تشكل سيطرة الحوثيين سبباً لانقسام اليمن من جديد؟
يرى العطية أن، "كل ذلك يعتمد على كيفية تعامل الحوثيين مع جنوب اليمن، خاصة بشأن القضية الفيدرالية. لكن المشكلة تتجلى في أن الجنوبيين أنفسهم منقسمون فيما بينهم".
عن الدور الإيراني وما تريده إيران بالنظر إلى المخاوف السعودية، يرى العطية أن "إيران تستغل العلاقة المذهبية البعيدة باسم الشيعة في تدخلها بالشأن اليمني".
مستدركاً، "لكن القضية هي قضية صراع قوى. كل طرف يحاول التمسك بأوراق أكثر. ومن هنا، فإن السعودية، ليست معادية تماماً للحوثيين، لكنها معادية أو خائفة من التغلغل الإيراني. وبالتالي، فإن موقف الحوثيين سيعتمد، في حال إن سيطروا على الأوضاع في اليمن، وحسب تحالفاتهم، على تحالفات آنية لا بالتزامات استراتيجية، كما حصل مع أحزاب إسلامية شيعية في العراق أو التيارات الشيعية في لبنان وتحالفها مع إيران".
ويتابع: "السعوديون لم يصرحوا أن الحوثيين يهددون الأمن في السعودية. ولهذا نرى حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطابه نحو السعودية، ولا يريد أن يستعدي السعودية، ولا يريد أن يظهر منحازاً إلى إيران، بل يريد الظهور كرجل لكل اليمنيين".
* صحيفة المنتصف
- قرأت 595 مرة
- Send by email