ايران تحتفل بالذكرى الـ36 للثورة الإسلامية في ظل انجازات حضارية عظيمة

يحتفل الشعب الإيراني اليوم بالذكرى الـ36 لانتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني الراحل عبر مسيرات وتجمعات مليونية تنطلق في كل أنحاء البلاد , في ظل انجازات حضارية عظيمة وصروح شامخة في شتى الميادين اتسمت بالشمولية والتكامل في جوانبها التنموية والبشرية .

وخرج الملايين من الإيرانيين للمشاركة في هذه المسيرات التي اعتادوا على القيام بها في مثل هذا اليوم من كل عام.

ففي العاصمة طهران تلتقي المسيرات في ميدان ازادي (الحرية) رمز الثورة ويشارك في تغطية الحدث أكثر من 250 صحفي اجنبي.

وبدأت هذه المسيرات الحاشدة التي يشارك فيها كبار المسؤولين الايرانيين، تتجه الى ساحة ازادي من 10 طرق رئيسية في العاصمة.

وانضم رئیس الجمهوریة حسن روحاني واعضاء مجلس الوزراء الی المشارکین في المسيرات التي انطلقت عند الساعة التاسعة صباحا في العاصمة طهران وسائر المدن الایرانیة.

وفي كلمة القاه الرئيس الايراني حسن روحاني بهذة المناسبة اكد قدرة بلاده على تجاوز جميع المشاكل بالوحدة والاتحاد والوصول بايران إلى التنمية وتقديم المساعدة لدول الجوار.

واشار الرئيس روحاني الى ان الاستقلال كان يمثل الشعار الأكبر للشعب الإيراني مؤكدا بالقول " لم نحصل على الاستقلال بسهولة لكي نفرط به بسهولة".

وقال الرئيس روحاني ان الثورة الاسلامية هي لكل الشعب الايراني الذي توحد وحقق انتصارها وعلى الجميع أن يدافع بشكل موحد عن مصالح الشعب الإيراني والبلاد "ومن هذا المنطلق فقد دافعنا عن استقلالنا خلال المفاوضات النووية" .

ولفت الرئيس روحاني الى ان الثورة الاسلامية جاءت لكي تغير الافكار التي لا ترضى بالاستقلال وحرية الشعوب .

واضاف " الحكومة تسعى إلى تحقيق كل ما وعدت به في مختلف المجالات" .

وجرت ليلة أمس مراسم شعبية استهلت بالتكبيرات وذلك محاكاة لفعاليات الثوار في مثل تلك الليلة قبل ستة وثلاثين عاما حينما تلقت الجماهير بيان ساعة الصفر لتوجيه الضربة القاصمة التي أطاحت بنظام الشاه، عبر خروج الملايين الى الشوارع.

كما شملت الاحتفالات الليلة الماضية ايضا اطلاق العاب نارية في سماء العاصمة طهران وباقي المدن.

وفي وقت سابق من يوم امس دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني كافة أبناء الشعب الإيراني إلى المشاركة في مسيرات يوم 11فبراير ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 .. قائلاً إن 11 فبراير هو يوم الاحتفال الوطني ويوم الشعب الإيراني.

وهنأ الرئيس روحاني الشعب بحلول ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران معتبراً يوم ( 11 فبراير) بأنه أكبر يوم لانتصار الشعب الإيراني على الصعيدين الداخلي والخارجي .. قائلاً "إن 11 فبراير هو اليوم الذي استطاع فيه الشعب الإيراني تجاوز مرحلة الاستبداد والاستعمار للأبد وتأسيس الحكومة الوطنية والإسلامية على أساس الديمقراطية الدينية".

وشكلت الثورة الاسلامية في ايران واحدة من ابرز الأحداث في التاريخ المعاصر وباتت نموذجا يقتدى به، وتميزت الثورة بقيادة الامام الخميني بمجموعة من الخصائص التي قادتها لتحقيق الانتصار ومن ثم ترسيخِ دعائمِ الجمهورية الاسلامية كقوة فاعلة ومؤثرة اقليميا ودوليا.

وتمكنت الحكومة في ايران من بلورة تشكيلات سياسية مختلفة مع شفافية في المواقف، من اجل تحقيق وتعزيز الإستقلال السياسي للبلاد وعملت على إرساء دعائم نظام الجمهورية الإسلامية في إيران فبعد انتصار الثورة، تحققت ارادة الشعب في ايجاد النظام الاسلامي، وان لفظ الجمهورية يحدد نوع الحكومة، اما لفظ الاسلامية فيحدد مضمون نظام الحكم الجديد في ايران، حتى ان تسمية كلمة الجمهورية الاسلامية لم تفرض على الشعب الايراني بل جاءت عبر استفتاء دستوري , نزولاً عند رغبة الشعب الثائر وهذا يسجل لأول مرة في تاريخ الثورات بان تسمية النظام لا تفرض او تسقط على الشعب بل اتت عبر ارادة حرة وخالصة نابعة عن قناعات الجماهير الثائرة.

ولعل من اهم المنجزات السياسية للثورة الاسلامية في ايران، هي القضاء على الحكم الشاه نشاهي ورفع الظلم عن الشعب الأيراني، ومنح الشعب استحقاقات ديمقراطية حيث جرت في ايران بعد الثورة حوالي 8 انتخابات نيابية ( مجلس شورى) ,بالاضافة الى الاستحقاقات الرئاسية وتناوب 7 شخصيات سياسية على سدة الرئاسة .

وعلى الصعيد الاقتصادي فقد حققت الثورة الاسلامية العديد من المنجزات ومن هذه المنجزات الحفاظ على موارد الثروة مثل النفط والحؤول دون نهبها من قبل الأجانب الطامعين وكذا دون الإسراف والتبذير واستغلال الاموال العامة، والانكباب على العمل والاهتمام بالقرى وتوفير الإمكانات المعيشية فيها، وتدعيم البنى التحتية للتنمية واعداد الكوادر المتخصصة في المجالات المختلفة وتطوير طرق انتاج الطاقة وبناء السدود، وتطوير شبكه الطرق والمواصلات والمواني واشاعة مراكز التعليم في مستويات متعددة، من اجل تحقيق هدف الوصول الى مرحلة الإكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري، والطبي والمدني كصناعة السيارات والصلب والتكنولوجيا كتقنية "النانو"، وصولاً الى الفضاء وفي مجالات اقتصادية اخرى.

لكن التطور الاقتصادي في ايران سار في طريقه الى الامام رغم وجود بعض الموانع والعقبات مثل المقاطعة الإقتصادية وحرب الثمانية اعوام مع العراق حيث كانت تلك الحرب قد تسببت في خسارة قدرت بـ 1000 مليار دولار او ما يعادل نفقات البلاد على مدى 70 عاماً.

ولم تقتصر منجزات الثورة في إيران على البعد الاقتصادي والسياسي وانما شملت ايضاً البعد العسكري حيث شهدت إيران نقلة نوعية على صعيد تطوير الأسلحة لديها ,لا بل تجاوزت هذه الحقبة رغم الحصار وغاصت في صناعة الأسلحة كافة بمجهودها الذاتي كصناعة وتطوير الصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية وصناعة المدرعات والسفن الحربية والمقاتلات الجوية، بالاضافة الى صناعة الرادارات والدفاعات الجوية وصولاً الى امتلاك تقنية التشويش الاليكتروني المتطورة، لتصل الجمهورية الاسلامية بفضل ثورتها الصادقة الى مرحلة الجهوزية لخوض الحروب الاليكترونية وعلى نطاق واسع ومثال على ذلك عملية السيطرة وإنزال الطائرة الاميركية التجسسية(( RQ170.