قاعدة المصالح ومليشيا الإصلاح في مأرب (تقرير)

 دفعت صفقةُ المقايضة وَتحرير الديبلوماسي الإيراني المختطف بالـيَـمَـن مطلعَ الأسبوع، إلى نبش المزيد من التساؤلات بشأن علاقة تحشيد (القاعدة) في مأرب بنشاط تنظيم داعش في العراق، وعلاقة الجماعتين الإرْهَـابيتين بالإخوان المسلمين في المنطقة وبحزب الإصلاح في الـيَـمَـن.
وأفاد مصدرٌ في وزارة الداخلية الـيَـمَـنية أن الإفراجَ عن الديبلوماسي الإيراني تمت عبر عملية تفاوُض قام بها وُسطاءُ مع المختطفين مقابلَ الافراج عن إرْهَـابي عراقي منتمٍ لتنظيم داعش التكفيري، وهو ما يؤكدُ على الارتباط الوثيق بين الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق والـيَـمَـن. ويضعنا إزاء حقائقَ مخيفة عن حقيقة ما يجري في مأرب، ودور الأطراف التي تبرر لتواجد تلك المجاميع الإرهابية في مأرب وتخلع عليهم وصفً قبائل مأرب وملوك سبأ.
الجديرُ ذكرُه أن وسائلَ إعلام حزب الإصلاح عادةً ما تصف هذه الجماعات بالقبائل. وكذلك تفعَلُ فضائيتا الجزيرة والعربية، في محاولة مكشوفة للتغطية على نشاط الإرْهَـابيين في الـيَـمَـن.
ويثار التساؤلُ في كثير من الدول العربية بشأن القواسم المشتركة بين الإخوان المسلمين وتنظيم داعش المتفرِّع عن القاعدة، في ظل الغُمُوض الذي يكتنفُ موقفَ قيادات الإخوان من العمليات الوحشية والبربرية للقاعدة وداعش وارتباط عملياتها بأجهزة استخباراتية دولية وإقليمية.
يأتي ذلك وسطَ معلومات جرى تداوُلُها علي نطاق واسع في الكثير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية تتحدَّثُ عن اتفاق بين تنظيم الإخوان المسلمين المصريين وزعيم داعش أبي بكر البغدادي، يقدم بموجبه الأخير الدعم لإخوان مصر للثأر من نظام السيسي. 
وإذ بات معروفاً أن الإخوان المسلمين بالمنطقة يتحفّظون على محاربة داعش، فإن هذه النتيجة ليست بمعزل عن مقولات ترى أن جماعة «الإخوان» هي الجذرُ لكل حركات العنف الديني المعاصرة، بدليل أن التنظيمات والشخصيات الإرْهَـابية في مصر والمنطقة خرجت من رحم الجماعة، ابتداءً بشكري مصطفى ووصولاً إلى زعيم داعش أبي بكر البغدادي، الذي تشكّل وعيُه الديني والسياسي والعنيف في محاضن جماعة «الإخوان» بالعراق.
يمنياً فإن الإخوانَ "حزب الإصلاح" قد سلك طريقَ الإرْهَـاب، بالتحالف مع القاعدة في مواجَهة خصومه السياسيين، مانحاً إياهم غطاءً إعلامياً لا يُنكَرُ. وتتأكد العلاقة الوثيقة بين الإصلاح والقاعدة، من خلال إشراف محافظ مأرب الإصلاحي سلطان العرادة على معسكرات نخلا والسحيل واللبنات، التي تقفُ السعودية وراء تسليحها وتهيئتها للحرب بميزانية تصل إلى 120 مليون ريال سعودي شهرياً، حسب ما ذكرته أحدُ المواقع الإخبارية. 
وحسب مراقبين فإن جماعة «الإخوان» وابنتَيها «القاعدة» وَ«داعش»، عزَّزت من علاقاتها بتركيا وقطر، المتهمتَين بتمويل الإرْهَـاب في المنطقة. وكما كان الطيرانُ التركي بمثابة الجسر الجوي لنقل العناصر الإرْهَـابية إلى الحدود السورية، فقد تحدثت مصادرُ إعلامية عن تكرار نفس السيناريو، مع الـيَـمَـن، حيث يهبطُ الطيرانُ التركي يومياً على مطار عدن محملاً بالتكفيريين الأجانب من دول شتى.
على غرار "داعش" التي بسَطت سيطرتَها على عدد من حُقُول النفط في سوريا والعراق، فإن القاعدةَ بالـيَـمَـن تهدِّدُ بالاستحواذ على حُقُول النفط في مأرب، أو ضربها في حال لم تتمكن من السيطرة عليها. وهي بذلك تهدِّدُ جموعَ الـيَـمَـنيين في أمنهم واقتصادهم، وتكشفُ عوارَ المتحذلقين من المدافعين عن المجاميع التكفيرية بوصفها قبائلَ مأربية فحسب، متجاهلين العددَ الكبيرَ للمقاتلين الأجانب من خارج الـيَـمَـن المتوافدين لمعسكرات النخلا والسحيل واللبنات.
ولأن قوى النفوذ التي سقطت في 21 سبتمبر 2014، كانت تستحوذُ على نصيب الأسد من عُقُود النفط، فقد وجدت في القاعدة أداةً للبسط على هذه الحُقُول مباشرةً وتعويض مصالحها التي تبخَّرت، الأمرُ الذي يؤكدُ مدى العلاقة التي ربطت أجنحةَ الإصلاح الدينية والعسكرية والقبَلية بالإرْهَـاب وبالمصالح غير المشروعة التي نسجت برسْم علي محسن وحميد الأحمر لسنوات طويلة.