السيد نصر الله في مؤتمر قم: السعودية تدّعي حماية الشعب اليمني وهي تقتل النساء والأطفال
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن "أغرب ما يجري في العدوان السعودي الأميركي على اليمن هو أن تجد العالم بين مؤيد وساكت، وقليل هم الرافضون والمنددون الذين يدينون هذا العدوان وجرائمه ومجازره"، مشيراً الى أن "هذا الامر ينطبق ايضا على العلماء في العالمالاسلامي والمؤسسات الدينية والعلمية، وهذا أمر محزن جداً، ويكشف عن جانب من مظلومية الشعب اليمني وغربته في هذه الايام".
وقال سماحته عبر الشاشة خلال مؤتمر علمائي تضامني مع شعب اليمن في مدينة قم المقدسة، إن "هذا الاجتماع العلمائي الكبير من الأساتذة المحترمين، وفي قم المقدسة، يرفع الصوت عالياً إلى جانب أعلى صوت واقوى موقف في مسألة اليمن عّبر عنه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي، وعدد من مراجعنا العظام، وليقول صوتكم للشعب اليمني الصامد والمجاهد والمقاوم والمظلوم: إننا معك، نؤمن بحقك، وندعم صمودك، وجاهزون لنصرتك بما نستطيع".
وأوضح سماحة السيد حسن نصر الله أن "من جملة مظاهر هذه الحرب: التضليل الهائل لشعوب العالم، والتزييف المكشوف للوقائع والحقائق، وقد سخّرت السعودية ومن معها في سبيل ذلك أضخم ماكينة إعلامية في العالم، من فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع إنترنت ومنابر وعلماء وسياسيين ومحللين وكتّاب، وحولت النظام السعودي، الظالم، الغازي، المعتدي، الآثم، المستبد، الديكتاتور إلى مظلوم يدفع الخطر عن نفسه وعن الحرمين الشريفين، ويدافع عن شعب اليمن، ويريد العدالة والديمقراطية والشرعية الانتخابية في اليمن، وهو لا يملك شيئاً من هذا في السعودية، وحولت اليمني، المظلوم، المدافع عن عرضه وشرفه وسيادته وحريته وشعبه، إلى مجرم، قاتل، سفاك، مرتكب للمجازر وعميل ايضاً لدولة أجنبية".
وأضاف الأمين العام لحزب الله أن "الوقاحة وصلت بالسعودية وإعلامها، أن تدّعي حماية الشعب اليمني وهي تقتل النساء والأطفال، والصغار والكبار، وتسحق عظامهم، وأن تدعي أنها تحافظ على اليمن، وهي تدمر كل ما فيه من تاريخ، وحضارة، وبنية، تحتية، ومقومات حياة، وأن تدعي أنها تريد تحقيق إرادة الشعب اليمني، وهي لن تبقي شبعاً لتبقي له إرادة، من خلال مجازرها وحربها العشوائية المدمرة".
وتابع سماحته "مشكلة السعودية مع اليمن كمشكلتها مع الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ تأسيسها على يد القائد العظيم الإمام الخميني (قدس)، النظام السعودي لا يستطيع أن يتحمل في جواره دولة لديها هذه المميزات، دولة يختار شعبها قادته بملء إرادتهم وحريتهم، عبر الانتخابات المباشرة وغير المباشرة، ودولة يحصل فيها تداول للسلطة بين قادة وشخصيات وتيارات سياسية متنوعة، ولا تحكمها عائلة تتوارث الملك، وتسيطر على المواقع الاساسية في الدولة، دولة مؤسسات حقيقية، دولة دستور وقانون ونظام وضوابط، يخضع لها الجميع، دولة فيها قضاء مستقل ويحاسب الناهبين والسارقين والمعتدين على المال العام، دولة تحمل اسم الاسلام وتطبق الإسلام حقيقةً، دولة قوية مستقلة تحمي حدودها ومصالحها ولا تخضع لهم ولا لأسيادهم الأميركيين. مشكلة السعودية مع إيران هي هذه". وقال "والآن تشاهد في اليمن أن الشعب اليمني يرفض الخضوع للسعودية وأميركا، ويريد استقلاله وسيادته وحريته وأن يحكمه من يختارهم هو بإرادته وعبر الانتخابات، وليس من يختارهم آل سعود وأميركا، ويريد أن يستفيد من خيراته ونفطه وثرواته الطبيعية دون قيود خارجية، ويريد أن يكون جزءاً فاعلاً في أمته الاسلامية وفي خدمة قضاياها الاساسية وخصوصاً فلسطين".
وأكد سماحته أن "الشعب اليمني، مع جيشه الباسل ومجاهديه الأبطال في اللجان الشعبية، صامد بقوة، وعازم على الانتصار وعلى إلحاق الهزيمة بالمعتدين، مهما بلغت التضحيات، وأن لدى هذا الشعب العظيم من الحكمة الوعي والإيمان والعزم والإرادة ما يجعله يفهم تماماً حقيقة العدوان، وما يجعله ايضاً يُلحق الهزيمة بهذا العدوان، وان لديه قادةً واعين ومخلصين وشجعاناً، أثبتت كل التجارب الماضية أنهم جديرون بتحمل المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة".
وشدد السيد نصر الله على أن "ما يحتاجه اليمن وشعبه اليوم هو الدعم الصادق بكل أشكاله وأنواعه، بحاجة إلى قول الحقيقة للعالم عما يجري من عدوان، بسبب التضليل الإعلامي الهائل"، مشيراً إلى أن "الشعب اليمني بحاجة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي في الساحة الدولية، حتى لا تُفرض عليه حلول لا تنسجم مع مصلحته وتضحياته الجسام، الشعب اليمني بحاجة إلى الدعم الإنساني لكسر الحصار الظالم عليه، وإيصال المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية، وإلى تضامن العلماء والشعوب كي لا يشعر بالغربة والمظلومية أكثر".
وأشار سماحته إلى أن "هذه الحرب السعودية ستكون عاملاً قوياً جداً في رسم الصورة المستقبلية للمنطقة، بما يخدم مصالح الاستكبار العالمي والطواغيت، أو بما يخدم مصالح شعوب المنطقة وينسجم مع رغباتهم وإراداتهم".
وأكد سماحة السيد حسن نصر الله أن "هذه الحرب يجب أن تعنينا جميعاً، سواءً من خلال المنطلقات والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية والأخوية، أم من خلال المصير الذي ستواجهه جميع شعوب المنطقة على ضوء نتائج هذه الحرب".
- قرأت 430 مرة
- Send by email