’يديعوت’: محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية
نشر موقع "يديعوت أحرونوت" مقالًا لمحلّل الشؤون العربية فيه روعي كايس يتناول الشأن السعودي وخصوصًا نشاط وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، فقال إن "المملكة شهدت تحولات مختلفة على خلفية تعاقب الأجيال والتغييرات الاقتصادية الكبيرة، ووجدت نفسها مؤخرًا في مواجهة مع إيران، وهي تقود إلى جانب "إسرائيل" هذه السياسة ضدّ طهران".
ولفت كايس الى أن "التدهور في العلاقات السيئة بين الدولتين تجسّد في نشاط السعودية في اليمن مع عمليات "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، حيث قاتلت القوات السعودية الحوثيين، وهي تقاتل من أجل مكانتها الإقليمية وتصرّ على تخفيض أسعار النفط، على الرغم من أنّ الأمر تسبب لها بضرر اقتصادي".
وتعليقًا على قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد إعدام الشيخ نمر النمر، يشير الكاتب إلى أن "المملكة كانت تعلم أنّ الإعدام قد يُشعل جبهة جديدة، لكنّها أقدمت على هذه الخطوة على الرغم من ذلك كلّه. من الصّعب تحديد السّبب المباشر لاختيار التّوقيت، لكن من الواضح أن هناك موقفًا لا يقبل المساومة من ناحية المبادرة والعدوانية لم تشهده بعد".
السعودية، يتابع كايس، تريد تقديم نفسها في المنطقة كمدافع عن "الطائفة السنية"، خلافاً لتركيا ومصر، وهي تعتقد أنه حان الوقت للعودة إلى الواجهة، حتى ولو كان ذلك سيكلفها ثمنًا باهظًا. من المهمّ للسعوديين توحيد كل دول المنطقة ضد إيران وفروعها، لكن كيف تريد تحقيق هذه المكانة؟ لم تعُد السعودية دولة يقودها ملك عجوز ومحافظ، بل هي دولة يتولى فيها مراكز القوة الأمراء الشباب. هذا الطموح يتماشى مع الدم الشاب الذي يتدفق إلى بيت الملك السعودي في السنة الأخيرة. من يمثّل العملية أكثر من الجميع هو وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان".
ويستطرد الكاتب الاسرائيلي بالحديث عن بن سلمان قائلًا: "قبل سنة كان مجهولًا إلى حدّ ما، لكنّ توليه حكم أبيه سلمان جعله معروفًا. محمد، الذي وبحسب التقديرات لا يزال في بداية الثلاثينيّات من عمره، هو أحد وزراء الدفاع الشبّان في العالم. بعد مرور ثلاثة أشهر على تعيينه من قبل والده في المنصب انتُخب أيضًا ليكون وليًّا ثانيًا للعهد، النائب الثاني لرئيس الحكومة (الذي هو الملك نفسه) ورئيس مجلس الاقتصاد والتطوير.. المعلومات المتوفرّة حول محمد بن سلمان كانت ولا تزال ضئيلة جدًا، حتى أنّ هناك تضاربًا في الروايات حول عمره، بين 30 و35".
ويستشهد الكاتب بكلام الدكتور عرن سيغل من مركز "عزري" للأبحاث حول إيران والخليج في جامعة حيفا لموقع "واينت" عن وليّ وليّ العهد السعودي، الذي جاء فيه: "عُرف محمد بن سلمان عندما أصبح والده ملكًا، حتى ذلك الحين كان يشغل منصب رئيس مكتب والده الذي كان وزيرًا للدفاع. تسليط الأضواء عليه حصل مع الانقلاب الواسع في مؤسسات الحكم في السعوديّة عندما عُهدت إليه صلاحيات واسعة كرئيس للمجلس الأعلى لشؤون الإقتصاد والتطوير والذي يهتمّ أيضا بكل قصّة النفط.. ابن عمّه، محمد بن نايف (وزير الداخليّة وولي العهد الأوّل)، عُيّن رئيسًا للمجلس الأعلى الثاني للشؤون الأمنيّة. حصر الصلاحيّات أمر نادر في العائلة الملكيّة السعوديّة وهذه إشارة إلى تغيير دراماتيكيّ في إجراءات اتّخاذ القرارات. في المجتمع القبلي السعوديّ، الذي يُعتبر فيه الجيل الراشد امتيازًا مركزيًّا، كان تولّي شبّان مثل محمد بن سلمان السلطة، مفاجأة شبيهة بسقوط نيزك، كما أنّ محمد بن سلمان هو رئيس ديوان الملك".
سلمان، كما يوضح سيغل يتابع الكاتب في موقع "يديعوت"، تتعاظم قوته في السلطة السعودية، فهو يعتبر بالنسبة لكثيرين كمن يقود عمليات اتخاذ القرارات. وفق الإدعاءات، الخروج إلى الحرب في اليمن على رأس ائتلاف واسع هو ثمرة مبادرته وتوجيهه". نشاط سلمان غير محدود من الناحية العلنية فقط بحرب اليمن، فقد زار موسكو عدة مرات في محاولة التوصل إلى حل للأزمة السورية، فبدون دعم السعودية من الصعب التصديق أنه سيخرج حيز التنفيذ على ضوء العداوة بين السعودية والأسد وحليفيه- إيران وحزب الله. حين قررت السودان قطع علاقاتها مع إيران، التي كانت ذات مرة صديقة جيدة لها، سارعت إلى إبلاغ الأمير الشاب بذلك".
ويكتب روعي كايس أن محمد بن سلمان يحاول أيضًا الظهور كوجه للسعودية في الصراع ضد "داعش". تواجه السعودية انتقادات كثيرة بأنها تساعد التنظيمات الإرهابية المسلحة، من بينها "داعش" و"جبهة النصرة"، إضافة إلى ذلك من المعروف أن المملكة تغض النظر عن انضمام مواطنيها إلى هذه التنظيمات، وتنبّه فقط إلى أن تهديد "داعش" وصل إلى بابها. مؤخراً أعلن محمد بن سلمان عن تشكيل ائتلاف مؤلّف من ثلاثين دولة لمحاربة الإرهاب، الأمر الذي أدّى إلى حصول فوضى، ولاسيّما بعد سماع جزء من هذه الدول بخبر ضمّها إلى الإئتلاف".
ويلفت كايس إلى أن سلمان يتخذ قرارات في الموضوع الإقتصادي، ناقلًا تصريح الأخير المتعلّق بعزم السعودية على طرح أسهم لشركة النفط العملاقة "سعودي أرمكو" للبيع، إذ قال "أنا متحمّس شخصياً لهذه الخطوة. أنا أؤمن بأنها تصب في مصلحة السوق السعودي".
- قرأت 739 مرة
- Send by email