لماذا امتنع هيكل عن تناول الدواء واستعجل موته؟
فتحت شهادة إعلاميَيْن مقربَيْن من الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، حول امتناعه عن تناول الدواء، ما عجل بموته، الأربعاء 17 شباط/ فبراير الجاري، باب التساؤل حول الأسباب التي دفعت "هيكل" إلى ذلك؟
آخر اليوم الطويل
بحسب موقع "عربي 21" أثار الصديق المقرب لهيكل، الإعلامي عبدالله السناوي -في مقاله بجريدة "الشروق"، السبت، تحت عنوان: "آخر اليوم الطويل"- علامة استفهام كبيرة حول السبب الحقيقي لموت هيكل؛ إذ كشف النقاب عن أن مرض موته لم يستغرق سوى أقل من أربعين يوما، واصفا "رحلة المرض الأخير"، بأنها "قصيرة ومتسارعة".
وأوضح أنها بدأت في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بإصابته بنزلة برد، لدى ذهابه إلى مزرعته في "برقاش" على أطراف محافظة الجيزة، لكنها تطورت إلى أزمة في الرئة، وفي المرات الثلاث (الإصابة بنزلة البرد، ثم الإصابة بأزمة رئوية، ثم إصابته بالفشل الكلوي) رفض هيكل البقاء في أي مستشفى، وطلب سرعة العودة للمنزل.
وأكد السناوي أن "هيكل" توقف (بإرادته) عن تناول الدواء وغسل الكلى"، مؤكدا أن هيكل "أراد أن يواجه قدره بلا وسائل اصطناعية للحياة".
وأردف بأن هيكل "لم يكن يريد أن تكون نهايته رجلا يثير الشفقة على ما وصل إليه بأثر تقدم العمر وأمراضه"، مستطردا: "بدا (هيكل) أقرب إلى تفكير صديقه "فرانسوا ميتران"، الرئيس الفرنسي الاشتراكي، الذي حكم بلاده أربعة عشر عاما متصلة.. رجلا يقرر الرحيل عندما تعجز طاقته، وتفتر همته"، حسبما قال.
وتابع السناوي: "بحسب رواية منقولة عن أمين عام رئاسة الجمهورية على عهد الرئيس الأسبق (المخلوع) "حسني مبارك"، فإن "ميتران" في زيارته الأخيرة لأسوان -التي اعتاد القدوم إليها في احتفالات رأس السنة- استقل سيارته، وذهب حيث يتصل الأفق بالصحراء، نظر أمامه طويلا، وعندما عاد كان قد قرر الامتناع عن تناول أي أدوية، وأن تكون النهاية الآن"، وفق قوله.
والأمر هكذا، أكد السناوي أن "هيكل" كان "يرى أن الحياة يوم، وقد كان يومه طويلا"، وفق تعبيره.
شهادة جمال فهمي
الشهادة الثانية هي للكاتب الصحفي جمال فهمي، وكان أحد المقربين أيضا من هيكل؛ إذ قال في تصريحات صحفية أدلى بها، وأكدها أكثر من مرة، إن "هيكل" كان قد امتنع عن تناول الأدوية والعلاج في أيامه الأخيرة، قائلا لعائلته وللمقربين منه: "الرحلة انتهت".
وبحسب تصريحات فهمي للصحفيين، وبالأخص على هامش مشاركته في الجنازة، فقد "استعجل هيكل لقاء ربه في أيامه الأخيرة، بعد تدهور حالته الصحية، فخاطب أطباءه قائلا: "لا تصارعوا القدر"، مطالبا بعدم بذل مجهود أكبر في إنقاذه"، مشيرا إلى امتناع هيكل عن تناول الأدوية في آخر أيامه بعد إصابته بالفشل الكلوي، الذي كان يمكن علاجه منه، لكن شهادة الأطباء عما حدث لهيكل ومعه، صحّيّا، أصبحت لغزا.
وكان هيكل قد قال في آخر لقاء له ضمن برنامج "مصر أين ومصر إلى أين"، على قناة "سي بي سي"، أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إن النظام الحالي يعمل دون خريطة للمستقبل.
وأضاف: "يبدو أننا نسير في طريق لا نفهمه، ولا نعرفه، ولا ندرك أننا أمام مرحلة خطيرة أكثر عمقا، وآن الأوان للنظام الحالي أن يجلس ويناقش"، مؤكدا أن الشعب يريد طريقا عمليا للخروج من الأزمة الحالية.
_____________________________
للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :
http://telegram.me/thelinkyemen
- قرأت 786 مرة
- Send by email