قصيدة جبّارة لعبدالجبار سعد : الشمس أقرب من صنعاء ياهادي

الشمس أقرب من صنعاء!!
شعر : عبد الجبّار سعد

 

الشَّمْــسُ أَقْرَبُ مِنْ صَنْعَــاءَ يَا هَادِي
عَصِيَّـــةً عَـنْ هَــــوَى غَـــــازٍ وَقَــــوَّادِ

 

تَحُوطُهَا الأُسْدُ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ فَهُــمْ
مِثْــلُ الجِبَـــالِ رِجَـــالٌ تَقهرُ العَــادِي

 

فاقبـلْ إِلَيْـــها بمَنْ أَغْــوَاكَ تَلْقَ بـــهَا
فَتْـــكَ المَنِيَّـــاتِ أَوْ تَكْبيـــلَ أَصْفَــــادِ

 

أَوْ فَارتَحِـلْ فَبـــهَا الثَّـــارَاتُ ضَـــارِيَـــةٌ
تَنْـقَـضُّ خَلْفَـكَ فِـي صَــوْلاتِ آســــادِ

 

يَا خَائِـنَ الأَرْضِ وَالتّــاريخِ نَحْـنُ هُنَــــا
حُــــرَّاسُ أَرْضٍ وَإِيْــمَــــانٍ وَأَمْـــجَـــادِ

 

"ميدي" و "نهم" و "صـرواح" تُنَبؤُكُــمْ
بَأْسَ اللِّجَانِ وَجَيْشٍ إِنْ حَدَى الحَادِي

****

"أبو رغالَ" (1) مَضَى فَرْدًا فَمَا ظَهَرَتْ
آيُ النَّخَاسَــةِ (2) إِلَّا فِيْكَ يَا هَـــادِي

 

تَبيـعُ أَخْــزَى غُــزَاةِ الأَرْضِ مَا سَـأَلُـوا
مِــنْ خَــانِـعِـيـنَ وَأَنْــجَـــاسٍ وَقُــــوَّادِ

 

صِـرْتَ الإِمَـامَ إِمَـامَ الآبقِيـنَ (3) بهِـمْ
عِـــنْـــوَانَ شَــــرٍّ وَإِغْـــوَاءٍ وَإِفْـسَــــادِ

 

هنْتُمْ فَهَـانَ عَلَيْكُـمْ كُـلُّ مَـا صَنَعُــــوا
وَمَـــا أَثَـــارُوهُ مِـنْ غِـــلٍّ وَأَحْـــقَـــــادِ

 

وَمَزَّقُوا بكُمُ الشَّعْـبَ الذِي اجْتَمَعَـــتْ
قُـلُـوبُـهُــمْ رُغْـــمَ أَعْـــدَاءٍ وَحُــسَّـــادِ

 

وَدَمَّــرُوا كُـلَّ مَـا شَــادَ الكِــرَامُ وَكَــمْ
قَـــدْ قَـتَّـلُـوا مِـنْ صَنَـــادِيــدٍ وَأَجْـــوَادِ

 

لَنْ يَخْمدَ الثَّـــأرُ فِينَـــا وَالوَغَــى دُوَلٌ
وَالمَوْعِــدُ النَّصْــرُ مِنْ بَــاغٍ وَمِنْ عَــادِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أبو رغال هو الذي دلّ أبرهة على طريق الكعبة وصار قبره شعيرة يرجمها كلّ من مرّ عليه في الجاهليّة وصدر الإسلام.

(2) النخاسة هي مهنة المتاجرة بالعبيد.

(3) الآبق هو العبد الفارّ من سيّده وجمعه آبقون.