منظمة رعاية الأطفال العالمية تؤكد أن 90% من أطفال اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة

أكدت منظمة رعاية الأطفال العالمية أن مرور عام منذ تصاعد النزاع في اليمن أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأن 90 بالمائة من الأطفال الآن في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة و ما يزال 10 ملايين طفل منسيون من قبل المجتمع الدولي.
 
وأوضحت منظمة رعاية الأطفال المختصة في الإغاثة الإنسانية في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه أن الحكومات الدولية ساهمت في تفاقم الأزمة وتهديد حياة الأطفال عن طريق اختيارها لدعم العمل العسكري و تجاهل العواقب المدمرة على المدنيين.
 
وذكر البيان أن هناك العديد من الدول الغنية تغض الطرف عن معاناة الأطفال في اليمن وأن بعض هذه الدول تكسب المليارات من الدولارات من خلال بيع الأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين .
 
وقال مدير منظمة رعاية الأطفال في اليمن إدوارد سانتياغو: " هناك جيل كامل من الأطفال و الذين هم مستقبل اليمن أصبح مصيرهم مجهول بسبب الحروب وأصبح
 
الخوف و الذعر من الغارات الجوية والقصف و تدمير كل شيء هي الحقيقة اليومية التي يعيشها ملايين الأطفال هنا في اليمن ، لذلك يجب ألا يسمح باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه " .
 
وأضاف : " تعاني اليمن من تردي الوضع الإنساني من قبل حدوث هذه الأزمة و أصبحت الآن في وضع أسوأ و خاصة بعد تعرض حياة الآلاف من الأطفال لخطر حقيقي في ظل استمرار القتال وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والإمدادات التجارية الى داخل اليمن ".
و تابع سانتياغو " قال لي أحد الأطباء في أحد المستشفيات المدعومة من منظمة رعاية الأطفال في صنعاء أنه بسبب انقطاع التيار الكهربائي و انعدام الوقود قتل طفل حديث الولادة في الشهر الماضي نتيجة انقطاع الكهرباء عندما أغلقت حاضنات الأطفال لمدة ساعة ولم يكن هناك أي وقود لتشغيل المولدات الاحتياطية ."
 
وعبر عن قلقه نتيجة للعدد المتزايد في تجنيد الأطفال ضمن الجماعات المسلحة ، وتعرض عدد من الاطفال للاختطاف و الاحتجاز إضافة إلى أن الآلاف منهم عرضة لخطر الألغام الأرضية المزروعة حديثا والذخائر غير المنفجرة التي لم تنفجر عند سقوطها .
 
وأوضح مدير منظمة رعاية الأطفال أن هناك تجاهل واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي و ذلك باستمرار الصراع و الحرب وعدم احترام القانون الدولي وحماية المدنيين ، خاصة الأطفال.. مؤكداً أنه لابد من توفير و زيادة المساعدات الإنسانية للتخفيف من هذه المعاناة، و تكاتف الجهود و زيادة الضغوط الدبلوماسية على الأطراف المشاركة في الحرب على اليمن من أجل إنهاء الصراع .
 
فيما استعرض تقرير جديد للمنظمة ما خلفته الأزمة الإنسانية التي عانت منها اليمن بعد مرور عام من الحرب ومعاناة الأطفال بسبب الصمت الدولي و التي اعتبرت واحدة من اسوأ الأزمات في العالم لأنها كانت مميتة نتيجة انعدام و نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية والوقود.
 
وأكد التقرير نفاذ المواد الصحية البسيطة مثل الضمادات المعقمة ، والمضادات الحيوية واليود و انتشار الأمراض خاصة سوء التغذية الحاد و انتشار الأوبئة مثل الملاريا ، ووجود مشاكل في الجهاز التنفسي والإسهال و التي تضاعفت إلى ثلاث مرات على مدى الأشهر الستة الماضية.
 
وأشار التقرير إلى أن 15.9 مليون نسمة كانوا بحاجة للمساعدة الإنسانية قبل مارس 2015م وارتفع العدد إلى 21.2 مليون بنسبة 33 %بما في ذلك 9.9 ملايين طفل .
 
وبلغ عدد الأشخاص النازحين من منازلهم قبل مارس 2015م 584 ألف نسمة وزاد العدد إلى مليونين و 400 ألف نسمة بنسبة 310 % بينهم 800 ألف طفل .
 
فيما ارتفع عدد من كانوا لايجدون مايكفيهم من الغذاء من 10.6 ملايين إلى 14.4 مليون بما في ذلك 7.7 ملايين طفل بعد مارس 2015م .
 
وذكر التقرير أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بعد مارس 2015م وصل إلى 1.3 مليون منهم 320 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد مقابل 850 ألف طفل يعانون من سوء التغذية قبل مارس 2015م .
 
وأكدت نتائج مسح ميداني نفذه فريق الصحة والتغذية لمنظمة رعاية الأطفال مؤخراً في محافظة صعدة وجود نقص حاد في الأغذية العلاجية التي تستخدم لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية.
 
وبحسب التقرير فقد بلغ عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية 14.1 مليون بينهم 8.3 ملايين طفل مقابل 8.4 ملايين قبل مارس 2015م بنسبة زيادة وصلت إلى 67 % نتيجة إغلاق حوالي 600 مستشفى ومرفق صحي بسبب القصف أو نقص المواد العلاجية و الوقود.
 
وبيّن التقرير أن 19.3 مليون بينهم 10 ملايين طفل يعانون من عدم توفر المياه النظيفة أو الصرف الصحي مقابل 13.4 مليون قبل مارس 2015م . مشيراً إلى أن 3.4 ملايين طفل انقطعوا عند الدراسة بعد مارس 2015م مقابل 1.6 مليون وبنسبة ارتفاع وصلت إلى 112 % نتيجة لاستهداف المدارس بمتوسط هجومين على المدارس في الأسبوع و أن هناك أكثر من ألف و 600 مدرسة مغلقة أو تستخدم كملاجئ طارئة للأسر النازحة .
 
وقدّر التقرير مقتل أو إصابة نحو ستة أطفال كل يوم نتيجة للصراع و الحرب الحالية و المستمرة و يشكل المدنيين نسبة 93٪ من الضحايا نتيجة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان خلال عام 2015 ، مؤكداً تعرض الأطفال في اليمن لأزمة نفسية مدمرة لمستقبلهم نتيجة لهذه الحرب.
 
وأوضحت دراسة ميدانية نفذتها المنظمة مع 150 طفلا في محافظتي عدن ولحج أن 70٪ من الأطفال يعانون من الصدمات و الاضطرابات النفسية بما في ذلك القلق و الخوف و الحزن و عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على التركيز.
 
جدير بالذكر أن منظمة رعاية الأطفال تعمل في تسع محافظات تعانى من الصراع في اليمن وساعدت في عام 2015 م عدد 775 ألف شخص بينهم 440 ألف طفل من خلال توزيع المساعدات الغذائية و القسائم النقدية لشراء الطعام و الماء و دعم المستشفيات والعيادات، وتشغيل فرق صحية متنقلة في المناطق النائية .
 
كما عملت المنظمة على علاج الأطفال و النساء الحوامل من سوء التغذية الحاد ، وإصلاح مرافق المياه والصرف الصحي، وتوفير خدمات الدعم النفسي للأطفال المصابين بصدمات نفسية.