الاتفاق نص على فتح المعابر ووقف الاغتيالات والصواريخ ولكنه استبعد انهاء الحصار

احتفالات بـ'الانتصار' في غزة بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ مشعل اعتبرها هزيمة لاسرائيل.. ونتنياهو يتوعد بعدوان اشد

القاهرة ـ غزة ـ 'القدس العربي' ـ من اشرف الهور: انطلقت مسيرات متفرقة في قطاع غزة فور دخول التهدئة حيز التنفيذ في التاسعة (19.00 ت. غ) مساء الاربعاء وسط اطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال بـ 'انتصار المقاومة'.
وقال مراسل 'القدس العربي' في مدينة غزة ان 'مسيرات انطلقت بعفوية في كافة مناطق المدينة يتخللها اطلاق كثيف للنار وتكبير مئات المواطنين احتفالا بانتصار المقاومة'، كما قامت المساجد بالتهليل والتكبير.
وأعلن وزيرا خارجية مصر والولايات المتحدة الأمريكية، قبل ذلك بساعة من القاهرة الأربعاء، التوصل إلى اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل دخل حيز التنفيذ بحلول التاسعة من مساء امس بتوقيت القاهرة.
جاء ذلك بعد أسبوع من الهجمات الإسرائيلية على القطاع والتي سمّيت 'عمود السحاب'، وأدّت إلى استشهاد 161 شخصاً، آخرهم طفل سقط بعد الإعلان عن اتفاق التهدئة، وجرح أكثر من 1200 آخرين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فيما ردت الفصائل الفلسطينية بقصف مستوطنات ومدينة القدس المحتلة وتل ابيب ما أدّى الى سقوط عشرات الإسرائيليين بين قتيل وجريح، وصباح الاربعاء فاجأت حكومة إسرائيل حيث نفذت عملية تفجير لحافلة وسط مدينة تل أبيب، أسفرت عن وقوع أكثر من 17 جريحا بينهم ثلاثة بحالة خطرة.
وأعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في ختام مباحثات أجروها في القاهرة مساء امس، أن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل توصلوا، برعاية مصرية، إلى اتفاق للتهدئة بينهم دخل حيز النفاذ بحلول الساعة التاسعة من مساء امس بتوقيت القاهرة.
وأكد عمرو أن مصر رعت التوصل للإافاق إنطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية وحرصها على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وقدر عمرو الجهود التي بذلتها أمريكا وتركيا وقطر والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أجل التوصّل إلى اتفاق التهدئة، داعياً 'الجميع إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه'.
وجدد وزير الخارجية المصري التزام بلاده التاريخي بالقضية الفلسطينية والتوصّل إلى سلام عادل وشامل، مؤكداً أن القاهرة ستواصل جهودها من أجل رأب الصدع الفلسطيني حفاظاً على ثوابت الشعب الفلسطيني ومقدراته.
ومن جهتها، أكدت كلينتون أن شعوب منطقة الشرق الأوسط تستحق العيش في أمن وسلام، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستركز على دعم الاستقرار الإقليمي ودعم أمن الفلسطينيين والشعب الإسرائيلي.
وأضافت كلينتون 'أننا سنعمل في الأيام المقبلة على تحسين الأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين، وكل خطوة يجب أن نوجهها لصالح شعوب المنطقة'.
وفيما قال خالد مشعل، مسؤول المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن ما حدث من توصل لتفاهمات بشأن وقف إطلاق نار في قطاع غزة هو 'هزيمة لإسرائيل'، لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء إلى أنه إذا لم يصمد اتفاق التهدئة الذي تم بوساطة مصرية بين المسلحين في غزة وإسرائيل فستدرس إسرائيل القيام 'بعمل عسكري أشد قسوة' ضد القطاع.
وأضاف مشعل أن إسرائيل 'خضعت لشروط المقاومة الفلسطينية' وقبلت وقف إطلاق النار 'مضطرة'، وفشلت في كسر الإرادة الفلسطينية والقضاء على البنية التحتية للمقاومة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار منهيا هجوما بدأ قبل نحو اسبوع على غزة 'أعلم أن بعض المواطنين يتوقعون عملا عسكريا أشد قسوة وربما نحتاج لذلك'.
وكشف مصدر فلسطيني مطلع، أن نص اتفاق التهدئة الذي أعلنه وزيرا خارجية مصر والولايات المتحدة الأمريكية، يتضمن وقف إسرائيل كافة 'الأشكال العدائية العسكرية والإجراءات' على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.
وقال المصدر القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن الاتفاق يتضمن أيضاً قيام الفصائل الفلسطينية بوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الإسرائيلي، بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
وذكر أن الاتفاق يضمن أيضاً فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، لافتاً الى أنه سيتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأشار إلى أن الاتفاق يطرح إمكانية مناقشة أي قضايا أخرى في حال الحاجة الى ذلك.
ولم يتضمن الاتفاق رفع الحصار عن قطاع غزة وهو ما كانت تطالب به فصائل المقاومة.
وقال المصدر إنه تم تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة حيّز التنفيذ بحيث بدأ من التاسعة من مساء امس (بالتوقيت المحلي)، لافتاً إلى أن مصر هي الضامن لالتزام الطرفين بما تم الاتفاق عليه.
وأكد أن الأطراف التزمت بعدم القيام بأي أفعال من شأنها خرق هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر راعية التفاهمات لمتابعة ذلك.
الى ذلك اضطر أكثر من عشرة آلاف فلسطيني لإخلاء منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء جرى افتتاحها لهذا الغرض في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'.
وقال المستشار الإعلامي للأونروا والناطق باسمها، عدنان أبو حسنة، إن 'الأونروا' افتتحت 12 مدرسة في غزة وشمالي القطاع لاستيعاب آلاف الفلسطينيين الذين اضطروا لإخلاء منازلهم جراء القصف المدفعي والجوي الذي يستهدف مناطق سكناهم.
وأضاف أن قرابة عشرة آلاف مواطن فلسطيني لجأوا من شمال القطاع وجنوب مدينة غزة إلى مدارس الأونروا بمدينة غزة، لافتاً إلى أنه تم فتح تسع مدارس في غزة وثلاث مدارس في جباليا شمال القطاع، حيث يجري توزيع المساعدات الغذائية والتموينية لهذه العائلات.