بذرة سلام
يقول توماس إديسون المخترع الشهير والذي يعتبر أحد نوابغ الزمان ( أمي هي التي صنعتني).. برغم كل ما كان في حياته من صعوبات الا أن ثقة والدته وإيمانها بأنها تستطيع ان تجعل من إنسانا ناجحا ومؤثرا مهما كانت الظروف المحيطة به كانت السبب في انها صنعت لنا عالما أضاء بعلمه حياة العالم. وهكذا نرى ان تأثير الأم والأب احيانا يكون أقوى من كل الظروف الخارجية التي يواجهها الأبناء في حياتهم ..ربما لا نستطيع ان نصنع من ابنائنا عباقرة ومخترعين ولكننا بالتأكيد نستطيع ان نمنحهم بعض التوازن النفسي ونقدر ان نجعلهم يشعرون ولو ببعض الامان والاطمئنان والثقه بالنفس والشجاعه والقوه برغم الخوف الذي يحيط بهم من كل مكان.
في الظروف الصعبه كالحروب او الكوارث الطبيعية او ما شابه من الأحداث المفاجئة التي تأتي على غفله وتدمر كل شي جميل في حياتنا يبقى ابنائنا هم السبب الاول والدافع الأكبر الذي لأجلهم نحافظ على حياتنا ومن اجلهم نصمم على ان نكون اقوياء، وجودهم في حياتنا يعطينا شجاعه واصرار عجيب على الصمود في مواجهة اقسى الظروف.
الجميع يتسائل ما الذي أستطيع ان أقوم به لأخفف من التأثير السلبي لما يحدث في حياتنا كل يوم على ابنائي ؟؟
تقدم جمعية علم النفس الامريكية عشر نصائح مهمه للأهل وللمدرسين في اُسلوب التعامل مع الأبناء في وقت الحرب لكي نستطيع ان نختصر قدر الإمكان أضرار الحرب واحداثها على الأبناء ونفسياتهم.
أولاً- تحدث مع ابنائك كلما استطعت .. احيانا أفضل الأوقات التي تتحدث بها مع ابنائك هو عندما تكونون في السياره او عندما تكونون منهمكون في عمل شي ما معا. كالأعمال المنزلية او اي اعمال روتينيه تقومون بها معا. اذا كان لدى ابنك اي سؤال أجب عليه بصدق وبأسلوب بسيط وبطريقه مطمئنة .. اسألهم رأيهم فيما يحدث واستمع اليهم باهتمام افهم مشاعرهم وخوفهم اترك لهم الحريه ليتحدثوا عن كل ما يشعرون به. كن صريحا معهم في التعبير عن مشاعرك ولكنهم اتركهم مع الكثير من الأمل والشجاعه ..اخبرهم انك ايضا خائف قليلا لكنك واثق جدا بالله سبحانه وتعالى ومتأكد بانه لن يصيبك اذى .. ازرع الثقه بالله في نفسك اولا لتنتقل اليهم بصدق.
ثانيا- قدر الإمكان اجعلوا بيوتكم بيئه ممتلئه بمشاعر الأطمئنان والأمان .. حاولوا ان تقضوا وقتا أطول مع ابنائكم تحدثوا معهم اقرأوا لهم قصص جميله العبوا معا... يكفيهم خوفا ودمارا ما يشاهدوه خارج البيت ، اجعلوا البيوت ملاذا آمنا لهم فهم يستحقوا ان يشعروا ببعض الأمان ولوللحظات. كونوا أقوياء بما يكفي لأجل حمايتهم ..
ثالثا- قلل من كمية الأخبار والصور التي يشاهدها ابنائك اثناء الأحداث.
لا تحتاج أن تخفي عنهم تماما مايحدث في العالم من حولهم لكن ايضا لا تفتح الباب بمصراعيه للأحداث المأساوية لتحتل البيت وتعشش في جدرانه. لانها ايضا ستعشش وتعيش في نفوس ابنائك حتى لو انتهت الأحداث بسلام سيضل اثرها باقيا ...الحرب موجودة ومستمرة ولن تستطيع ان توقفها ولكن حاول قدر الإمكان ان تجعلها بعيده عن نفوس ابنائك.
رابعا- يجب ان تدركوا ان التوتر والقلق من الأحداث قد يرفع نسبة القلق اليومي عند ابنائكم والمشاعر المتباينه مثل مشاعر الخوف الشديد مثلا في بعض الأوقات والهدوء في أوقات اخرى هذا يسبب الكثير من اللخبطة في مستوى صعود وهبوط الهرمونات في جسمه. مما يؤدي لان يكونوا متوترين وعصبيين وردات فعلهم تكون غير مفهومه احيانا. حاولوا ان تتفهموا مشاعرهم ولا تطلبوا منهم أشياء فوق طاقتهم مثلا ان تطلبوا منهم درجات نهائيه في المدرسه او ان ينفذوا كل ما تقولون بدون نقاش. كونوا رفقاء بهم.
خامسا- ارسموا خطة روتين يوميه عن كيف ممكن الأبناء يقضوا إوقاتهم واحرصوا على الالتزام بها. لان الأبناء تكون مشاعرهم مظطربه وغير ثابته . الأطفال بيكونوا أقل قدره في التعامل مع التغيير في المنزل عندما يكون الوضع العام في عالمهم غير مستقر
سادسا- تأكدوا اعزائي من أن تعتنوا بأنفسكم جيدا لتستطيعوا ان تعتنوا بأبنائكم. أنتم ايضا قد تفقدون احيانا السيطره على أعصابكم نتيجة الخوف والقلق. ولكن في هذه الظروف كل منكم يحاول ان يعتني بالأخر حاولوا ان تدعموا معنويا بعضكم البعض لكي تستطيعوا الاعتناء بأبنائكم وأسركم. ايضا الجانب الروحاني في هذه المواقف مهم جدا التركيز عليه الثقه وحسن الظن بالله من أقوى الأفكار التي تساعد الانسان على الوقوف بثقه امام المصاعب .
سابعا- أخبر أولادك دائما أن كل شي سيكون على مايرام وانكم مسيطرون على الوضع تماما . احرصوا على ان يكون هناك خطه للطوارئ شاركوها مع اولادكم وآشرحوا لهم ما عليهم فعله. زودوهم بأرقام التلفونات المهمه التي يجب عليهم استخدامها في الحالات الطارئة. المدارس ايضا عليها انه تضع خطط للأوقات الطارئة وتزويد الأطفال بها..اخبرهم انهم اقوياء بما يكفي ليستطيعوا ان يتصرفوا اثناء الطوارئ عززوا ثقتهم بأنفسهم وبالله سبحانه وتعالى.
ثامنا- انتبه لأبنك او إبنتك اذا ظهرت عليهم احدى علامات الخوف والقلق او الجزع لانهم لن يستطيعوا التعبير عن مافي أنفسهم. اذا لاحظت انه لا يقدر على وضع الكلمات بشكل صحيح او انخفاض في علاماتهم المدرسيه ، او اسئله غير عاديه او غريبه كأن يسأل مثلا عن رعاية او مصير أحد أصدقائه الذين فقدوا أسرتهم اثناء الأحداث. في هذه الحاله هو قد يكون خائفا على نفسه . ايضا سكوته لفترات طويله. اذا كان يصعب عليه ان يصف مشاعره. شجعه على ان يعبر عن مشاعره ومخاوفه باي طريقة كانت بالكتابة او الرسم او تأليف القصص.
تاسعا. ابقاء الامور في نصابها.حتى عندما تواجه أحداث مؤلمة جدا، حاول ان لا تغرق فيها لان هذا لن يساعدك على الخروج منها ولهذا لابد من تنظر للامور بشكل أوسع وتطلع نحو المستقبل وتأكد ان القادم اجمل. تذكر أن الحروب مهما طالت تنتهي، وان الظروف تتحسن في نهاية المطاف بالتأكيد. لقد واجهت الأجيال السابقة الحروب وانتهت وتقدمت نحو الازدهار استخدم أمثلة مماثله من الحياه ومن الاجيال السابقة لتحاول الحفاظ على التفاؤل ..دائما فكر في التوقعات الإيجابية.
عاشرا. نظرة تفاؤلية وايجابية لكل الامور الاخرى الجيدة في حياتك والامتنان لله سبحانه وتعالى لوجودها في حياتك، حتى في أصعب الأوقات لابد وان هناك أشياء إيجابية في حياة كل فرد، مثل صحة جيدة، منزل، صداقات قوية، أسره داعمه ومحبه .خذ الوقت الكافي لإدراكها والشعور بها هذا سيعزز التوقعات الإيجابية الخاصة بحياتك ويساعدك على المثابرة والصمود.
وهكذا عزيزي القارئ كن كالنور الذي يخترق الظلام ويبدد الحزن والأسى الذي امتلأت به قلوب ابنائك و من حولك من هول ما يحدث .. في الازمات تحدثوا عن الفرج وفي وقت الخوف تحدثواعن الأمان وفي الحروب تحدثواعن السلام .. واختص بالذكر هنا الحديث مع الأطفال لأن قلوبهم مازالت طريه تستجيب وتمتلئ سريعا بطاقة الكلمات الإيجابية .ليس هناك أمامك حل الا ان تكون قويا بما يكفي لتعطي ابنائك القدر الكافي من القوه التي يحتاجونها وهذا تستطيع ان تستمده من الثقه بالله سبحانه وتعالى .. وتذكر دائما ( إن مع العسر يسرا. فإن مع العسر يسرا) وعد مؤكد من القادر المقتدر على كل شي ، دائماً هناك يسر في كل عسر ففتشوا عنه بيقين ..
_____________________________
للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :
http://telegram.me/thelinkyemen
- قرأت 498 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ